ولاية جديدة لــ«ويدودو».. والإسلامويون يمارسون العنف احتجاجًا على فوزه
الجمعة 24/مايو/2019 - 06:39 م
أحمد لملوم
ارتفعت حصيلة أعمال العنف في العاصمة الإندونيسية جاكرتا إلى ثمانية قتلى بينهم ثلاثة مراهقين، بينما أصيب 737 شخصًا في أعقاب ليلتين من المواجهات بين الشرطة وأنصار المعارضة، وعززت قوى الأمن، اليوم الجمعة، للسيطرة على هذه المواجهات التي أصابت بالشلل وسط جاكرتا، وانتشر حوالى 58 ألفًا من أفراد الشرطة والجيش في العاصمة.
وبدأت هذه المواجهات منذ إعلان اللجنة الانتخابية، الثلاثاء الماضي، إعادة انتخاب «جوكو ويدودو» لولاية رئاسية ثانية مدتها خمس سنوات، إذ يرفض أنصار المرشح والجنرال المتقاعد «برابوو سوبيانتو» الاعتراف بهزيمته، وقد نزلوا إلى الشوارع للتنديد بما وصفوه عمليات تزوير، ويريد «سوبيانتو» رفع دعوى استئناف إلى المحكمة الدستورية للطعن في نتيجة الانتخابات التي جرت الشهر الماضي، وحصل فيها ويدودو على 55.5 في المئة مقارنة مع 44.5 في المئة حصل عليها.
كما يتمتع الجنرال «سوبيانتو» بعلاقات قوية مع الجماعات الإرهابية المتشددة وحزب العدالة والرفاهية، فرع جماعة الإخوان في إندونيسيا، وقد صوت لصالحه 32.5 مليون ناخب في انتخابات عام 2014، فيما نظم «مرداني علي سيرا»، وهو عضو في البرلمان من حزب جماعة العدالة والرفاهية حملة دعائية على مواقع التواصل الاحتماعي، تحت شعار «تغيير الرئيس في عام 2019»، لكنه لم تسفر الحملة عن تغيير الكثير من الناخبين عن آرائهم.
كما تعاون سوبيانتو مع جماعات إرهابية أخرى لنشر دعاية ضد «ويدودو»، خاصة في المساجد في المناطق التي ينشطون فيها، ومن هذه الجماعات الجبهة الدفاعية، وهي حركة متشددة اشتبك أعضاؤها مع قوات الأمن بالماضي؛ لمنع إقامة حفلات غنائية، وتنشط الجماعة في الأحياء الفقيرة؛ حيث توجد المساجد بعيدًا عن رقابة الدولة.
كما تظاهر آلاف الأشخاص تأييدًا لسوبيانتو قرب مكتب الوكالة التي تُشرف على الانتخابات في قلب العاصمة، وانتهت التظاهرة بسلام لكن بعد عدة ساعات اندلعت خلالها اشتباكات عنيفة.
وأشارت تقارير إعلامية عن قيام أعضاء من الجبهة الدفاعية، بحث هؤلاء الأشخاص للتجمع من جديد أمام مكتب الوكالة، ويتصاعد التوتر أيضًا منذ إعلان الشرطة الأسبوع الماضي، أنها اعتقلت عشرات من المشتبه بارتباطهم بتنظيم داعش الإرهابي.
استراتيجية مختلفة
يرى الكثيرون أن هذا النجاح الذي حققه ويدودو، جاء نتيجة اتباع فريقه الانتخابي استراتيجية مختلفة في الانتخابات، فقد نظم أنصاره حملات طرق الأبواب في مناطق عدة في البلاد، للترويج له ودحض الشائعات حوله خاصة في المناطق التي تعرف كمعاقل للإسلامويين المتشددين.
واختار «ويدودو» «معروف أمين» البالغ من العمر 76 عامًا، ليكون في منصب نائب الرئيس لتعزيز جاذبية بين الناخبين المسلمين، خاصة للدور المهم الذي لعبته مسألة الهوية والانتماء الديني في هذه الانتخابات.
وتحكم إندونيسيا ذات الـ267 مليون نسمة بنظام حكم علماني، وعلى الرغم من كونها أكبر دولة إسلامية في العالم، ينتمي نحو عشرة في المائة من سكانها إلى أقليات عرقية ودينية كالهندوسية والمسيحية والبوذية.
وقال أحمد سوكارسونو، المحلل السياسي في تغريدة على تويتر معلقا على نتائج الانتخابات: «على المدى القصير، يجب على ويدودو استيعاب آراء ومصالح الأغلبية المسلمة، قبل التركيز على الأقليات؛ لأنه إذا كانت الغالبية تشعر بعدم الرضا، فمن الصعب حماية الأقليات».





