ad a b
ad ad ad

«الخلافة المزعومة».. صحيفة بريطانية تكشف مخططات «داعش» في غرب أفريقيا

الجمعة 24/مايو/2019 - 05:58 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
نشرت صحيفة بريطانية (opendemocracy)، اليوم الجمعة 24 مايو 2019، تقريرًا عن عزم إقامة تنظيم داعش الإرهابي دولة الخلافة المزعومة في غرب القارة الأفريقية.
«الخلافة المزعومة»..
وأكد التقرير قول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 28 فبراير الماضي: «لقد استعدنا بنسبة 100 في المائة تقريبًا مناطق خلافة الدولة المزعومة من داعش»، وكان «ترامب» يتحدث عن الأراضي التي سيطر عليها التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق، لكن المسؤولين عن متابعة الأوضاع في أفريقيا داخل وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) يقولون إن التنظيم يعيد تشكيل نفسه في غرب القارة السمراء حتى يتمكن من إقامة خلافة جديدة، مضيفًا أنه لم تظهر مظاهر دولة الخلافة الأصلية لداعش في أي مكان بين عامي 2011 و2014، ونشأت من فلول تنظيم القاعدة في العراق.

كما يستخدم التنظيم الفوضى في سوريا ويأس الجيش العراقي؛ للسيطرة على الأراضي من الرقة في شمال سوريا إلى الموصل في العراق.

وتابع التقرير: «كانت وحشية النظام، على الأقل ضد الأقليات مثل اليزيديين، واضحة في وقت مبكر، ومع ذلك، كان ملحوظًا أيضًا لكفاءتها التكنوقراطية والحفاظ على النظام، إذا قبل الناس صلابة القاعدة ولم يخرجوا عن الخط، فكانت حياتهم على الأقل أكثر ترتيبًا ويمكن التنبؤ بها من فوضى ما بعد الحرب».

ولم يكن الأمر مختلفًا عن الطريقة التي أنشأت بها طالبان نظامًا وحشيًّا ومتماسكًا في معظم أنحاء أفغانستان، والذي مزقته الحرب في منتصف التسعينيات.

أما في حالة داعش، فقد دعم التنظيم من كوادر التكنوقراط العراقيين، الذين أداروا العديد من الخدمات العامة في عهد نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وبعد ذلك تم طرد العديد من هؤلاء من قبل التحالف الأمريكي المؤقت في عام 2003، بسبب عضويتهم في حزب البعث.

وقد اختار داعش الاستيلاء على الأراضي عبر دولتين، وإنشاء نسخته من "الأحذية على الأرض"، لكن لم يدم ذلك بعد أن أنشأت الولايات المتحدة ائتلافًا عسكريًّا جديدًا في عام 2014، وبدأت حربًا جوية استمرت أربع سنوات، أسفرت عن مقتل أكثر من 60000 من مسلحي داعش، وتمكين القوات العراقية والكردية وغيرها من التغلب على التنظيم الإرهابي.
«الخلافة المزعومة»..
أرض خصبة
افترضت إدارة «ترامب» أن العدو هزم بفضل تلك الحرب الجوية التي تمت في سوريا والعراق، على الرغم من أن داعش واصل نشاطه في البلدين، ولديه صلات مع مجموعات متشابهة في مصر وليبيا واليمن وسريلانكا وأفغانستان.

ولقد كان للتنظيم دور في الاستيلاء الاستثنائي لمدينة مراوي في جنوب الفلبين في عام 2017، والتي استمرت أربعة أشهر، وتركت المدينة في حالة خراب الآن، ورغم ذلك فقد ذهب داعش أبعد من ذلك بكثير.

فخلال العقد الماضي، شهدت عديد من بلدان غرب أفريقيا والساحل حركات تمرد إسلاموية، بما في ذلك مالي وتشاد وبوركينا فاسو والنيجر، 
وتعتبر أكثرها تطورًا واستدامة حركة بوكو حرام في شمال نيجيريا.

وقد كانت الحركة مشكلة كبيرة للحكومة في أبوجا، وساعدتها إلى حدٍّ كبير قدرتها على التوظيف من بين عشرات الآلاف من الشباب الذين حصلوا على تعليم أساسي على الأقل، ولكن فرص الحياة ضئيلة أو معدومة.

وعلى نطاق أصغر، كان هذا صحيحًا أيضًا في الدول الأخرى عبر الساحل، كان الرد الأكثر شيوعًا هو التعاون العسكري، خاصًة مع الولايات المتحدة وفرنسا ودول غربية أخرى؛ حيث وجدت قوات خاصة وطائرات هليكوبتر هجومية وطائرات بدون طيار، فضلاً عن تدريب وتجهيز جيوش الولايات المحلية.

وكان التقدم ضد الحركات المسلحة بطيئًا للغاية؛ لدرجة أن إدارة ترامب قد سحبت بالفعل بعض قواتها وخططها لإعادة المزيد إلى الوطن، تمشيا مع كره الرئيس الأمريكي للحروب الصغيرة في أماكن بعيدة، وهو الأمر الذي لم يحظ بترحيب من قبل «أفريكوم»، وقد أفاد تقرير موجز لمجموعة أكسفورد للأبحاث مؤخرًا أن رئيس العمليات الخاصة الأمريكية في أفريقيا، اللواء ماركوس هيكس، صرح قائلًا: «أود أن أخبركم في هذا الوقت أننا لا نفوز».
الامتياز الجديد
وعلى بعد 15000 كيلومتر إلى الشرق، في منطقة شبه قاحلة إلى حدٍّ كبير تمتد من شمال شرق نيجيريا إلى تشاد والنيجر، أفادت «أفريكوم» الآن أن داعش قد اكتسب موطئ قدم كبير، وبدأ في سعيه إلى إقامة دولة الخلافة المزعومة له على أراضي القارة السمراء.

ويقول مسؤولون عسكريون أمريكيون ومحللون أمنيون إن متشددي التنظيم الإرهابي في غرب أفريقيا يكتسبون اليد العليا، وينتجون «دولة بورنو» في شمال نيجيريا؛ حيث تغلبت القوات الحكومية على الهجمات.

ووفقًا لقيادة الولايات المتحدة الأفريقية التي تتخذ من شتوتجارت مقرًّا لها، فإن داعش الموجود في غرب أفريقيا، والتي انفصلت عن جماعة بوكوحرام المتشددة قبل ثلاث سنوات، تواصل شن هجمات بارزة وضعت الجيش النيجيري «تحت ضغط هائل».

فيما تقدر أفريكوم القوة شبه العسكرية لداعش -غرب أفريقيا- بما يتراوح بين 3500 و 5000 مقاتل، مؤكدة أنه خلال الأشهر التسعة الماضية، قام بتجاوز العشرات من قواعد الجيش النيجيري، وقتل مئات الجنود.
"