ثنائية «الإرهاب والأكراد».. خطة «أردوغان» لاسترداد إسطنبول
عبرت صحف تركية معارضة عن تخوفها من توقيت تصريحات وزير الداخلية، سليمان صويلو، حول أنشطة التنظيمات الإرهابية في تركيا، لا سيما قوله إن إسطنبول لم تشهد هجمات وتفجيرات إرهابية منذ 31 يناير 2016؛ مما يعني أن الشعب ينعم بالأمان منذ سنتين ونصف، قائلًا: «نسأل الله أن يحفظ مدينة إسطنبول»
قال
الوزير التركي إن تنظيم داعش نشط في تركيا بدرجة كبيرة في الأعوام الثلاثة الأخيرة، ولكنه يتحرك في خفاء، مضيفًا أن تركيا تكافح حزب العمال الكردستاني من جهة وداعش
من جهة أخرى، وهو ما يمكن تفسيره في ظل إعادة الانتخابات البلدية، التي يسعى
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للفوز ببلدية إسطنبول، من خلال خطاب يستخدم فزاعة
الأكراد وداعش.
وأضاف: «جميع وحدات وأجهزة الاستخبارات لدينا تعمل بأقصى قوتها.. يجب علينا أن لا ندع
مجالًا لزعزعة استقرارنا وأمننا، هناك ما نعلن عنه، وما لا نعلن عنه، ولكن أجهزة
استخباراتنا وقوات الأمن تشن حملات قوية جدًا. نحن نرى تلك التحركات بشكل واضح منذ
سنة ونصف السنة تقريبًا».
وأورد
موقع «نبض تركيا» تصريحات «صويلو» حول النشاط غير المسبوق لداعش في تركيا منذ 3
سنوات، ثم عقّب بقوله: « يبدو أن نظام تحالف الإسلاميين والقوميين (تحالف حزب
العدالة والتنمية الإسلامي وحزب الحركية القومية) سوف يوظف مرة أخرى تنظيمي داعش
والعمال الكردستاني لرفع عدد الأصوات القومية والإسلامية»
وأعاد «نبض تركيا» التذكير بأن تنظيم داعش الإرهابي قتل 34 كرديًّا عام 2015 في بلدة
سروج المتاخمة للحدود السورية، ثم قتل «العمال الكردستاني» في صبيحة هذا الهجوم
شرطيين بدعوى صلتهما بداعش، ومن ثم توالت الهجمات المتبادلة بين الطرفين، وتحولت
المناطق الشرقية من تركيا إلى ساحة حرب بحجة مكافحة الإرهاب، ومن ثم استطاع حزب
العدالة والتنمية بقيادة أردوغان استرداد الحكومة المنفردة في انتخابات الإعادة في
الأول من نوفمبر 2015 بفضل الأصوات الإسلامية والقومية، بعد ما فشل في تشكيل
الأغلبية البرلمانية اللازمة لتشكيل الحكومة المنفردة في انتخابات 7 يونيو 2015
السابقة.
وتابع
«نبض تركيا» في سلسلة تغريداته أن رئيس وزراء تلك الفترة، أحمد داود أوغلو، قد أدلى
بتصريحات مثيرة بعد هجوم داعش في العاصمة أنقرة عام 2015 على تجمع ضم عشرات الآلاف
من المواطنين المدنيين، معظمهم من الأكراد، مما أسفر عن مقتل أكثر من مائة شخص،
حيث قال فيها: «لقد أجرينا استطلاعًا للرأي بعد مجزرة أنقرة الإرهابية لجسّ نبض
الرأي العام، فلاحظنا ارتفاعًا ملموسًا في نسبة الدعم لحزبنا».
وقدمت المعارضة
التركية بقيادة حزب الشعب الجمهوري، استفسارًا إلى البرلمان
وقتذاك، تطالب فيه «أوغلو» بالكشف عن دلالات تصريحاته المذكورة، وأن
مركز الاستخبارات التابع للاتحاد الأوروبي رصد في تقرير له، كشف عنه
موقع «أحوال تركية»، أن هجوم أنقرة تم بـتكليف خاص من نظام أردوغان
لعناصر «داعش».
ولفت
الموقع المعارض إلى أن التحذيرات الجديدة للمسؤولين من عودة الإرهاب تثير الشكوك
والمخاوف، وتكشف عن خطتهم الخبيثة لاسترداد بلدية إسطنبول، كما وظفوا الإرهاب في
2015 لاسترداد الحكومة المنفردة.





