مراقبون لـ«ديلي ميل»: هنا يختبئ «البغدادي» على الأرجح
بعد الظهور الأخير لـ«أبوبكر البغدادي»، زعيم تنظيم داعش الإرهابي، والذي كان في مقطع فيديو قصير نشر أواخر الشهر الماضي، أعاد مراقبون لأنشطة التنظيم الإرهابي تركيزهم على شخصيته وماذا يحدث معه مؤخرًا عقب تلقي تنظيمه الإرهابي خسارته الأكبر وإعلان انتهاء خلافته المزعومة.
وبدا «البغدادي» في مقطع الفيديو، في صورة البائس الذي يكافح من أجل إبقاء داعش على قيد الحياة، فهو لم يتحدث عن انتصارات لكنه سعى إلى تذكير العناصر التابعة له والمتعاطفين معه، أن مهمتهم هي القتال وعدم انتظار نتيجة لما يفعلونه، قائلًا: «لقد أُمرنا بالقتال وليس بالفوز».
وبعد تقليص الأماكن التي يحتمل وجود «البغدادي» فيها من 17 منطقة إلى أربع مناطق، قال خبير
أمني إنه موجود في منطقة نائية ببلد آخر، وحصر المراقبون الأماكن التي يحتمل وجود البغدادي
فيها إلى أربعة، عقب إصدار مقطع الفيديو الأخير له، والذي ظهر فيه للمرة الأولى
منذ نحو خمس سنوات.
ونقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية
عن زيد حميد، العضو المؤسس لمركز أبحاث «براس تاكس» لتحليل التهديدات ومقره
باكستان، قوله إن البغدادي هرب من مخبئه في سوريا أو العراق، حيث كان التنظيم يسيطر
على مساحات واسعة، مرجحًا أن يكون في أفغانستان، وحلل حميد مكونات صور من الفيديو الذي
ظهر فيه البغدادي، وأكد بعض الأشياء في
الغرفة التي كان يجلس فيها الزعيم الإرهابي، تشير لوجوده في أفغانستان، إذ كان يجلس
البغدادي على فراش ووسائد ذات تطريز أفغاني تقليدي.
وفي شهر أبريل الماضي، قال رئيس الوزراء
العراقي عادل عبدالمهدي إن الفيديو الذي ظهر فيه زعيم التنظيم المتشدد، تم تصويره
في منطقة نائية، ولم يحدد عبدالمهدي في أي بلد تقع تلك المنطقة، لكن المستشار الأمني
للحكومة العراقية هشام الهاشمي قال إن المسؤولين قلصوا الأماكن التي يحتمل وجود البغدادي
فيها من 17 منطقة إلى أربع مناطق.
وبينما رجح الهاشمي أن يكون البغدادي في
صحراء محافظة الأنبار العراقية أو صحراء حمص شرقي سوريا، يعتقد حميد أنه اختار الوجهة
التي يفضلها الإرهابيون الفارون من دولة "الخلافة" المزعومة التي انهارت
في سوريا والعراق، وهي منطقة خراسان الأفغانية، وتقول الصحيفة البريطانية إن وحدة من
القوات الخاصة الأمريكية تتعقب البغدادي منذ نحو عام من أجل القبض عليه أو تصفيته.
ولم يجد البغدادي حرجًا في مطالبة أتباعه
بالقتال مختبئين في مقطع الفيديو، وهو ما يدلل على أنه تعامل مع مجريات الأمور الجديدة بواقعية وبشكل عملي أكثر من ترديد شعارات رنانة،
ويرى نيكولاس حنين، الباحث الفرنسي أن البغدادي يخشى خيانة أتباعه من أجل الحصول على
المكافأة التي أعلنت عنها الولايات المتحدة وقدرها 25 مليون دولار.
إذ يقضي البغدادي الكثير من وقته وطاقته
للتأكد من سلامته، فحتى إن كان مقطع الفيديو الأخير له، على الرغم من أنه وفر القليل
من المعلومات حول مكان وجوده أو هوية من حوله، لكن الظهور في حد ذاته مثل خطرًا
اضطر إلى المجازفة به لمخاطبة مؤيديه والمتعاطفين معه.





