أئمة «ديتيب».. جواسيس «أردوغان» في ألمانيا
باتت السلطات الألمانية أكثر حذرًا من الأئمة
الأتراك العاملين في مساجد البلاد، وسط شكوك قوية
من قبل الاستخبارات بـتجسس هؤلاء الأئمة، لصالح حكومة الرئيس التركي
رجب طيب أردوغان، ليعود الجدل مرة أخرى حول دور الأئمة التابعين للاتحاد الإسلامي «ديتيب»، التابع لهيئة
الشؤون الدينية التركية، والموجودين في المساجد الألمانية، في تنفيذ أعمال تجسس لصالح أردوغان.
من بين نحو 4.5 مليون مسلم في ألمانيا
ينحدر نحو 3 ملايين منهم من أصول تركية، وتفيد بيانات مؤتمر الإسلام الألماني في 2006 أنه يوجد في البلاد أكثر من 2000 جمعية
تابعة لمساجد ونحو 2000 من الأئمة ينحدر 90% تقريبًا منهم من الخارج ولم يتم تكوينهم
في ألمانيا. وغالبيتهم تأتي من تركيا.
وقال الرئيس السابق لهيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية الألمانية) الذي غادر منصبه العام الماضي 2018، هانس جورج ماسين، عن الأئمة الأتراك: «إنهم يقومون بأعمال تجسس، ويرسلون المعلومات التي يحصلون عليها إلى المؤسسات التركية».
وأوضح «ماسين» في تصريحات لمجلة «فوكس» الألمانية الأسبوعية، أن قيام الأئمة الأتراك البالغ عددهم 900 تقريبًا بتلك الأعمال التجسسية يعتبر تجاوزًا ضد استقلالية الدولة، مضيفًا: «النظرة الدينية الأيديولوجية للاتحاد الإسلامي التركي التابعة لهيئة الشؤون الدينية التركية، لا تتوافق مع القيم الديمقراطية، لذلك على هيئة حماية الدستور متابعة الأمر بحظر، ولكن بالتأكيد القرار في يد السلطة السياسية».
ويُشتبه في أنّ عددًا من أئمة «ديتيب» كانوا يتجسّسون على مُعارضي الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، ويشون بهم بتعليمات من أنقرة، بحسب ما ذكرته صحف تركية معارضة.
وكان دعاة في مساجد تابعة لجمعية «ديتيب» قاموا بالدعاء من أجل انتصار تركيا، بعد دخول عناصر الجيش التركي شمال سوريا في يناير الماضي، ونشرت مقاطع فيديو على الإنترنت لبعض مساجد الجمعية في ألمانيا يظهر فيها أطفال بالزي العسكري.
وتعد «ديتيب» أكبر اتحاد مساجد في ألمانيا، وتضم نحو 800 ألف عضو على مستوى البلاد، وترتبط الجمعية برئاسة الحكومة التركية للشؤون الدينية والمعروفة باسم «ديانات»، والتي تتبع مباشرة أردوغان، وتقوم «ديانات» بانتداب أئمة أتراك إلى مساجد جمعية «ديتيب»، ويتلقى هؤلاء راتبًا من القنصليات التركية طوال فترة إقامتهم، كما تقوم «ديانات» بوضع الخطوط العريضة الدينية لهذه المساجد.
وبرز ارتباط «ديتيب» بالأحداث السياسية الداخلية في تركيا خلال محاولة انقلابية فاشلة نفذت في تركيا صيف 2016، فقد تجسس أئمة الجمعية في ألمانيا على أتباع حركة «جولن» من المترددين على مساجد الجمعية، وفتح النائب العام الألماني تحقيقات ضد 19 إمامًا.





