«شرطة الشريعة».. ألمانيا تعيد محاكمة أصحاب «السترات البرتقالية»
قبل 5 أعوام، عرفت مدينة «فوبرتال» الألمانية، دوريات ليلية نظمها بعض السلفيين؛ يطوفون أرجاء المدينة لمراقبة السلوكيات فيها، وحث السكان على الصلاة، وترك لعب القمار والمشروبات الروحية، مرتدين سترات برتقالية اللون كتب عليها باللغة الإنجليزية «شرطة الشريعة».
وقد أصدر القضاء الألماني قرارًا بإعادة المحاكمة في القضية المعروفة باسم «شرطة الشريعة»، وأعلنت محكمة مدينة «فوبرتال» بغرب ألمانيا أنه سيبدأ إعادة المحاكمة اعتبارًا من 20 مايو الجاري.
وبحسب بيانات المحكمة، ستُجرى المحاكمة ضد سبعة متهمين أمام الدائرة الابتدائية السادسة؛ بسبب تجول المتهمين في شوارع المدينة في سبتمبر 2014 بغرض منع المسلمين الشباب من دخول صالات المقامرة أو بيوت البغاء أو البارات أو شرب الكحول، الأمر الذي أثار ضجة في البلاد وقتذاك.
وصدر حكم من المحكمة المحلية في المرافعات الأولى عام 2016 ببراءة المتهمين من تهمة انتهاك حظر ارتداء زي موحد أو المساعدة في ذلك، وبررت المحكمة حكمها بأن السترات التحذيرية ليست زيًّا موحدًا، وليس لها تأثير ترهيبي، لكن المحكمة الاتحادية العليا ألغت هذا الحكم في نوفمبر الماضي؛ مبررة ذلك بأنه يكفي للعقوبة أن يكون للحدث تأثير ترهيبي.
ورُفعت دعوى قضائية ضد أحد عشر شخصًا بتهمة انتهاك قانون تنظيم التجمعات، وتم التثبت من هوياتهم الشخصية، وتتراوح أعمارهم بين التاسعة عشرة والثالثة والثلاثين.
وكثفت الشرطة من حضورها وسط المدينة، بعد توارد أنباء عن ظهور هؤلاء الشباب، وطلبت من المواطنين الاتصال بها في حال الارتياب في شخص ما؛ باعتبار أن السلطة الوحيدة المخولة بحفظ النظام والأمن هي الدولة.
وكان «حراس الأخلاق» الذين يطلقون على أنفسهم هذا الوصف، قد ادعوا من خلال منشورات، الحق في «منطقة تحكمها الشريعة» لتطبيق القواعد السلوكية على المسلمين، حسب وصفهم، والمتمثلة في منع المشروبات الروحية، والقمار، والميسر، وتحريم الموسيقى، والحفلات الموسيقية، بالإضافة إلى منع الصور العارية، والدعارة، وتعاطي المخدرات، وبث هؤلاء السلفيون مقطع فيديو من عدة دقائق على شبكة الإنترنت يبيّن مطالبهم.





