ad a b
ad ad ad

بعد سقوط «داعش»..«بريطانيا» وخطر الإرهاب المتوقع

الجمعة 10/مايو/2019 - 05:21 م
المرجع
أحمد لملوم
طباعة
يختلف التهديد الإرهابي على بريطانيا حاليًّا اختلافًا جذريًّا عما كان عليه في بداية «داعش» قبل 5 سنوات، فهناك متغيرات جديدة في المشهد، منها مثلًا وجود تهديد اليمين المتطرف والمعارضين الجمهوريين الإيرلنديين، الذين زادت تحركاتهم في الفترة الأخيرة.

ويعتقد المراقبون للأوضاع الأمنية في بريطانيا، أن التنظيم فقد أحد أهم مكوناته الرئيسية مع سقوط خلافته المزعومة، ألا وهو مساحة الأرض التي بسط عليها نفوذه، وكانت تجذب المتعاطفين معه من أنحاء أوروبا كافة للسفر والعيش فيها.

فمع خسارته هذه الأراضي فقد قدرته على جذب أغلبية المواطنين الأوروبيين المتعاطفين مع الحركات الإسلاموية المتشددة، ولم يعد الجهاديون البريطانيون يسافرون بسهولة عبر الحدود التركية إلى سوريا.


بعد سقوط «داعش»..«بريطانيا»
بريطانيا وخطر الإرهاب

مازالت الأجهزة الأمنية البريطانية تضع التهديد الإرهابي المحتمل في مستوى خطير، وهو المستوى الثاني الأعلى في قائمة من 5 مستويات محددة من قبل مركز تحليل الإرهاب المشترك، الذي يقدم توصياته عن الأوضاع الأمنية للحكومة.

وتجري شرطة مكافحة الإرهاب وجهاز الاستخبارات المحلية حاليًّا أكثر من 700 تحقيق، وهو رقم قياسي، فضلًا عن وجود أكتر من 3 آلاف شخص جديد على قائمة المراقبة الأمنية، والتي يوجد بها نحو 20 ألف شخص، وهو رقم يفوق قدارت الأجهزة الأمنية البريطانية المعنية بمراقبة تحركاتهم.

ولعل الأمر الأكثر إثارة للقلق هو تركيز عناصر داعش على نشر أفكارهم المتطرفة بين المحتجزين في مخيمات النازحين في سوريا، ويُعتقد أن أكثر من 60 محتجزًا بريطانيًّا موجودون في معسكرات مختلفة، فالخطر الذي يشكله وجود آلية اتصال بين هؤلاء الأشخاص، يتشابه مع ما حدث في سجن بوكا، الذي كانت تديره الولايات المتحدة في العراق عام 2004، فقد كان السجن الحاضنة المثالية لقيادة داعش المستقبلية.

إلا أن هناك جانبًا إيجابيًّا؛ إذ كان هناك عدد أقل من الاعتقالات المرتبطة بتخطيط عمليات إرهابية أو مساعدة إرهابيين في بريطانيا العام الماضي مقارنة بعام 2017، فقد تحولت التحركات من نشاط على الأرض إلى تركيز الدعاية عبر الإنترنت.

وفي هذه الأثناء، ومع كل ما يحدث مع تنظيم داعش، لم يختفِ تنظيم القاعدة من الوجود؛ فالتنظيم الإرهابي الذي شارك في تأسيسه أسامة بن لادن والذي نفذ هجمات 11 سبتمبر عام 2001، كان يشاهد وينتظر تفكك خلافة داعش المزعومة.

صحيح أن تنظيم داعش نجح في جذب أعداد كبيرة من المتطرفين من حول العالم مستخدمًا الدعاية عبر الإنترنت وأعمال قتل وحشية، إلا أنه خسر الكثير من المجندين المحتملين، الذين رأوا في أفعاله عنفًا غير مبرر، هؤلاء الأشخاص يناشدون الآن تنظيم القاعدة للانضمام إلى صفوفه.

الكلمات المفتاحية

"