المجازر العثمانية في حق الأرمن.. بين الاعتراف الأمريكي وفشل «أردوغان» الجديد
يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزب «العدالة والتنمية» الذي يرأسه، بشدة إلى منع الاعتراف الدولي بمذابح أجدادهم تجاه الأرمن، وهي الإبادة الجماعية التي حدثت في الفترة ما بين عامي 1915 و1920، ولكن يبدوا أن نظام أردوغان فشل في إدارة هذا الملف كما فشل في غيره من الملفات.
تقدم «بوب ميننديز»، السيناتور الديمقراطي وعضو لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس، بمشروع قانون، يعلن من خلاله اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالمذبحة التركية في حق الأرمن، وإبادة أكثر من مليون شخص.
وحظي مشروع القانون بتأييد 15 عضوًا من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، كما وقع 89 نائبًا في مجلس النواب، إضافة إلى تأييد بعض المرشحين المحتملين للرئاسة الأمريكية لعام 2020، لعريضة المشروع.
ومن المتوقع أن يصدر الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، اعترافًا رسميًّا؛ بمناسبة ذكرى مذبحة الأرمن، بعد أن وصفها في وقت سابق بـ«واحدة من أسوأ الفظائع الجماعية في تاريخ القرن العشرين»، وذلك في بيانه الصادر أبريل 2018.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها محاولة تمرير مشروعات قوانين مشابهة؛ حيث حاول مجلس النواب الأمريكي الحصول على موافقة للاعتراف بالإبادة في أعوام 2010، و2014، و2018 عندما وقع 100 شخصية عامة في أمريكا على خطاب يطالب ترامب بالاعتراف بالمذبحة، وكذلك فعل أوباما عندما كان عضوًا في مجلس الشيوخ.
وتتنافس جماعات الضغط المؤيدة للأرمن، مثل جمعيتي «الأرمن الأمريكية»، و«الدفاع عن المسيحيين»، وجماعات الضغط المؤيدة لتركيا، في عملية دفع ومنع تمرير مشروع القانون، الذي يفتح الباب أمام اعتراف المزيد من الدول حول العالم بالمذبحة التركية في حق الأرمن.
لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية بمفردها على خط المواجهة مع نظام أردوغان، ولكن جاءت فرنسا أيضًا؛ حيث هاجمت «سونيا كريمي»، النائبة في البرلمان الفرنسي عن حزب الجمهورية إلى الأمام، «مولود تشاوش أوغلو»، وزير الخارجية التركي، خلال اجتماع الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي «ناتو»، وذلك على خلفية مذابح الأرمن والإبادة الجماعية لهم.
كما أحيت فرنسا ذكرى الإبادة الجماعية التي قام بها الجيش التركي خلال الحقبة العثمانية في فترة الحرب العالمية الأولى ضد الأرمن، وذلك بعدما أعلن إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي، خلال شهر فبراير الماضي اعتبار هذا الحدث يومًا وطنيًّا في فرنسا.
وللتغطية على فضائحه، هام رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي، فرنسا، في كلمة خلال حشد شعبي بالعاصمة أنقرة، 24 أبريل 2019، واعتبر أن أرشيف بلاده مفتوح لكل من يريد الاطلاع، وبدلًا من ذلك، ورط أردوغان نفسه حين قال: «التهجير شيء، والمجازر شيء آخر»، وهو ما يعد اعترافًا ضمنيًّا بوجود مجازر ضد الأرمن.
يُذكر أن السلطة العثمانية قامت بعمليات واسعة من التهجير القسري لمئات الآلاف من السكان الأرمن، خلال الحرب العالمية الأولى 1914 – 1918، كما قامت بإعادة توطينهم مرة أخرى في مناطق مختلفة، وفي خلال ذلك مارس الجيش العثماني مجازر إبادة مختلفة في حق الأرمن، ووفقًا للعديد من الإحصائيات، فقد تجاوز عدد القتلى مليون أرمني.





