ad a b
ad ad ad

مفاجأة.. «برنارد لويس» عضو بالمجمع العلمي المصري

الإثنين 21/مايو/2018 - 06:33 م
برنارد لويس
برنارد لويس
هناء قنديل
طباعة
هل كانت مصادفة أن يولد «برنارد لويس»، في العام نفسه الذي أطلقت فيه القوى الاستعمارية العالمية مشروعها لتقسيم منطقة الشرق الأوسط، باعتبارها التركة التي ورثوها عن رجل أوروبا المريض والمهزوم «تركيا العثمانية»؟

تطورات الأحداث التاريخية، ومسؤولية «برنارد لويس»، عن المشروع الثاني لتقسيم الشرق الأوسط، يؤكد أن الأمر لم يكن مجرد من قبيل المصادفة، وإنما أراد القدر أن يربط هذا الشخص بجريمة كبرى ارتكبها الاستعمار بحق شعوب المنطقة العربية، بحيث يبقى سائرًا معها عامًا بعام، ليموت بعد أيام قليلة على مرور الذكرى الـ101 لتصديق حكومة روسيا البلشفية على إعلان خريطة «سايكس بيكو» الأولى، وهي  السن نفسها التي وصل إليها قبل أن يفارق عالمنا.

نشأة يهودية خالصة
ولد «برنارد لويس»، في مايو من العام 1916، في العاصمة الإنجليزية «لندن»، وتلقى تعليمه الأول على يدي يهودي شهير في أوساط المعلمين الإنجليز، هو «ليون شالوم كريديتور»، الذي صنع من «لويس» دمية لا ترى إلا ما يراه اليهود.

درس «لويس»، الكثير من اللغات، وهي: العبرية، والآرامية، واللاتينية، واليونانية القديمة، والفرنسية، والألمانية، إضافة إلى الإنجليزية، باعتبارها لغته الأم.

وفي الوقت الذي أعد فيه والدا «لويس» ابنهما ليصبح محاميًا، اتجه هو نحو دراسة التاريخ، وتابع بشغف التطورات المترتبة على اتفاقية «سايكس بيكو» الأولى، التي فتحت ذهنه على التحولات الضخمة التي جرت في العالم خلال المائة سنة الماضية بسبب هذه الاتفاقية.

تخرج «لويس» عام 1936 في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية، بجامعة لندن، وحصل على الدكتوراه عام 1939 من الكلية ذاتها، في تخصص التاريخ الإسلام بعد أن أعد رسالة حملت عنوان: «مصادر الإسماعيلية»، وهي الطائفة الشيعية الشهيرة في مصر، وتعلم خلال دراسته اللغات العربية والفارسية والتركية.

تراث مثير للجدل
مات «برنارد لويس»، الأحد الماضي في إحدى دور الرعاية بالولايات المتحدة، مخلفًا وراءه تراثًا كبيرًا من الأبحاث، التي فجرت الجدل، وحشدت ضده الآلاف من المنتقدين الذين يتهمونه بأنه مهندس تقسيم الشرق الأوسط.

ولا غرو فيما وجه إلى «لويس» من انتقادات، إذ إن المنصفين يرونه المسؤول الأول عن نشأة فكرة الشرق الأوسط الجديد، التي تعتمد على طرح تقسيم آخر للمنطقة يهدف إلى تحويل الدول الكبيرة إلى كيانات صغيرة تخضع لهيمنة إسرائيل، الدولة المدعومة من النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكي.

وكان لمشروع «لويس» الرامي إلى تغيير خريطة الشرق الأوسط صدى واسعًا صنع منه نجمًا في سماء السياسة، بداية من إسرائيل التي استضافته وكرمته واحتفت به ومنحته العشرات من ألقاب الدكتوراه الفخرية؛ فاستضافته جولدا مائير، رئيسة الوزراء التاريخية للدولة العبرية، واهتمت به بريطانيا، وأقامت قسمًا خاصًا بجهاز مخابراتها (المكتب الخامس) من أجل دراسة ما يكتبه، كما استقبله الرمز الديني العالمي لدى المسيحيين وهو البابا يوحنا بولس الثاني، بابا الفاتيكان، قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة للتدريس في جامعة برنستون عام 1974، ويحصل على الجنسية الأمريكية.

مفاجأة مثيرة
المثير في قصة «برنارد لويس»، أنه حاصل حتى الآن على عضوية المجمع العلمي في مصر، دون أن يتم الإفصاح عن الظروف التي حصل فيها على هذه العضوية، أو الحيثيات التي بموجبها بقي هذه المدة عضوًا بالمجمع، رغم العداوة الواضحة بينه وبين كل ما هو عربي.

مذهب لويس
ولم تقف أفكار «برنارد لويس»، عند طرح «سايكس بيوكو 2» فقط، وإنما له مبدأ أطلقه خلال التدخل الأمريكي في العراق مطلع تسعينيات القرن العشرين، قال فيه: «كن قاسيا أو اخرج»، وهو يطالب بموجب هذا المبدأ السلطات الأمريكية بالمزيد من القسوة في العراق فيما عرف باسم «مذهب لويس».

ويعد «برنارد لويس» من أبرز المؤرخين، الذين ينكرون مذابح الأتراك ضد الأرمن، رغم أنه سبق واعترف بهذه المذابح، حيث تغير موقفه جذريًا من الاعتراف بحدوث مجازر أودت بحياة أكثر من مليون ونصف المليون شخص على يد العثمانيين، إلى رفض تسمية ما حدث بالمجزرة واعتبارها أعمالًا مؤسفة أودت بحياة أتراك وأرمن على حد سواء.

عُين «لويس» عام 1940 محاضرًا، قبل أن يتطوع في الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية، وفي عام 1941 انتقل إلى الاستخبارات التي ظل بها حتى انتهاء الحرب، وخلال الفترة بين عامي 1949 و1974 عمل أستاذًا لتاريخ الشرق الأدنى والأوسط، في كلية الدراسات الشرقية، وأصدر العديد من الدراسات. 

حصل على وسام الشرف من وزارة الثقافة التركية عام 1973، والعضوية الشرفية من أكاديمية أتاتورك للتاريخ واللغات والثقافة في تركيا 1984، وجائزة التعليم التركية 1985، والعضوية الفخرية من أكاديمية العلوم التركية 1997، وجائزة السلام من جامعة أتاتورك التركية 1998، وغير ذلك من الجوائز والألقاب الشرفية.
"