ad a b
ad ad ad

«داعش».. هل تثبت صحة تبنيه لهجمات سريلانكا؟

الأربعاء 24/أبريل/2019 - 07:50 م
المرجع
علي عبدالعال
طباعة

نشرت وكالة «أعماق» التابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي مقطع فيديو يظهر فيه منفذو تفجيرات سريلانكا وهم يبايعون زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، كأول دليل يقدمه التنظيم المتشدد على صحة وقوفه خلف هذه الهجمات الدامية.



«داعش».. هل تثبت
ومنذ أعلن التنظيم عبر وكالته الحصرية مسؤوليته عن التفجيرات التي استهدفت عددًا من الكنائس والفنادق، وراح ضحيتها 359 قتيلًا، بينهم 39 أجنبيًّا، والتشكيك يحوم حول مدى صحة الإعلان، خاصة وأن «داعش» لم يقدم إعلانه مصحوبًا بدليل على قيامه بتفجيرات كبيرة كهذه في بلد بعيد عن مركزه في سوريا والعراق، ولا يعرف له فيها أنصار.

لكن في مقطع الفيديو يظهر ثمانية رجال جميعهم ملثمون إلا قائدهم، زهران هاشم، وهم يقولون بلغة عربية واضحة: «نبايع أمير المؤمنين، وخليفة المسلمين، الشيخ أبو بكر البغدادي القرشي الحسيني، على السمع والطاعة، في المنشط والمكره، وفي العسر واليسر، وعلى أثرة علينا، وعلى ألا ننازع الأمر أهله إلا أن نرى كفرًا بواحًا، عندنا من الله فيه برهان، والله على ما نقول شهيد .. تكبير.. الله أكبر».

وأكدت السلطات في سريلانكا أن الشخص غير الملثم هو المحرض على هجمات الأحد، مولوي زهران هاشم، وهو داعية محلي متشدد كان يحرض أتباعه على العنف بخطب نارية، وقالت: إن زهران هو الذي أعطاهم الأيدلوجية عندما يتحدث إلى الناس يملك القدرة على إقناعهم.

وكان نائب وزير الدفاع السريلانكي، رويان ويجواردين، قال في مؤتمر صحفي: إن الانتحاريين الذين نفذوا الهجمات الدامية كانوا مواطنين سريلانكيين ينتمون إلى الطبقة المتوسطة وتلقوا تعليمًا عاليًّا، وأحدهم درس في بريطانيا وأستراليا.

واستهدفت الهجمات 3 كنائس و4 فنادق خلال احتفالات عيد الفصح يوم الأحد الماضي في العاصمة كولومبو وضواحيها.

ونشرت حسابات على مواقع التواصل مقربة من «داعش» صورًا مأخوذة من مقاطع فيديو لمن قالت: إنه «الشيخ زهران هاشم يدعو لنصرة داعش ومبايعة خليفة المسلمين».

وقالت شبكة «سي إن إن» الأمريكية: إن الاستخبارات الهندية كانت قد بعثت بمعلومات «مفصلة وغير عادية» لنظيرتها السريلانكية -قبل التفجيرات- ملقية الضوء على (زهران هاشم) واسمه الكامل محمد قاسم محمد زهران، وأنه يقود مجموعة تخطط لتنفيذ هجمات ضد الكنائس في عيد الفصح، وذلك قبل أسابيع من وقوع التفجيرات وبالتحديد في الـ4 من الشهر الجاري.

ووفقًا لـCNN فإن المعلومات التي مررتها الاستخبارات الهندية مصدرها تحقيقات مع شخص موال لداعش اعتُقل في البلاد، لافتًا إلى أنه درّب زهران هاشم في سريلانكا.

وعلى مدار العامين الماضيين، اكتسب هاشم الآلاف من المتابعين وجذب انتباه خبراء مكافحة الإرهاب بسبب خطبه التحريضية على حساب "فيسبوك" و"يوتيوب" مؤيد لتنظيم داعش، يعرف باسم «غرباء ميديا».

وتظهر تسجيلات هاشم على «يوتيوب» وتتضمن خلفية خطبه صور للبرجين التوأمين المحترقين في نيويورك بعد هجمات 11 سبتمبر2001.
«داعش».. هل تثبت
وزهران هاشم معروف في أوساط المسلمين هناك بأنه شخصية مثيرة للانقسام، يقال إنه ترك معهده الديني في الهند بسبب اختلافات الأيديولوجية، ويعتقد أنه اشتبك مع زملائه من الدعاة.

من جهته، قال حلمي أحمد، نائب رئيس المجلس الإسلامي في سريلانكا، لصحيفة «تليجراف» البريطانية، إنه كان يحاول تحذير المسؤولين من تطرف هاشم لمدة 3 سنوات بعد أن تبين أنه كان يحرض التلاميذ الصغار على التطرف في مراكز تحفيظ القرآن.

وأضاف: «لقد كنا قلقين للغاية من أن هذا الرجل كان يدعو للكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي»، مشيرًا إلى أنه واصل التنقل بين الهند وسريلانكا، كان يسافر على متن قارب صيد لتجنب اكتشافه.

وأوضح أن جماعة هاشم بدأت كفرع لجماعة «التوحيد» السريلانكية، التي انهارت مرارًا وتكرارًا بسبب النزاعات الداخلية، لافتًا إلى أنها لم تكن لتتمكن من تنفيذ الهجوم دون مساعدة خارجية.

وفي يناير، داهمت الشرطة في بوتالام، على بعد نحو 100 ميل إلى الشمال من كولومبو، مزرعة، واكتشفت 100 كيلوجرام من المتفجرات من نوع C4، و100 جهاز تفجير، و75 كجم من نترات الأمونيوم وكلورات البوتاسيوم و6 علب سعة 20 لتر من حمض النتريك.

ولم تذكر التقارير في ذلك الوقت اسم الجماعة المعنية، لكنها قالت إن الموقع ربما يكون مرتبطًا بجماعة مسلحة ناشئة حديثًا كانت مرتبطة بتخريب التماثيل البوذية، وألقي القبض على المشتبه بهم لكن تم الإفراج عنهم لاحقًا بكفالة.
"