«الروهينجا».. بين اضطهاد السلطات في ميانمار وانتقام الإرهابيين من الدولة
قالت قوات الأمن في ميانمار إنها شنت هجومًا على ما تسمى جماعة جيش إنقاذ روهينجا، بولاية راخين آراكان المسلمة
غربي البلاد.
وأفادت قوات الأمن بعثورها على جثة مسلح ومعه قنبلة يدوية وعبوة ناسفة محلية الصنع، وبعض العتاد، قرب بلدة ماروك يو. وذكرت السلطات بأن الجماعة قامت بمهاجمة مقر إقليمي للقوات المسلحة الميانمارية، وكذلك نقطتين عسكريتين في قرية باونجدوتي قرب بلدة ماروك يو، ليلة رأس السنة التقليدية لميانمار.
التشكيل من أجل الانتقام
ومنذ العام 2012 شكل مسلمون في آراكان
الواقعة قرب الحدود مع بنجلاديش «جيش إنقاذ روهينجا أراكان» ويعرف أيضا بـ «حركة اليقين» لقتال القوات الحكومية.. وذلك ردًا على عمليات البطش التي شنها
البوذيون ضد مسلمي الروهينجا، وأسفرت عن قتل الآلاف وتشريد عشرات الآلاف.
يقود الجماعة التي تنشط في أدغال ولاية
آراكان (عطالله أبو عمار جنوني)، وهو رجل من الروهينجا ولد في كراتشي باكستان، وترعرع
في مكة المكرمة بالمملكة السعودية.
وتسعى حركة اليقين إلى إقامة ما يسمونها «دولة إسلامية ديمقراطية للروهينجا» ووفقًا لمجموعات من الروهينجا المحليين
والمسؤولين الأمنيين البورميين فقد قامت الجماعة بالاقتراب من المجتمع الروهينجي في
مختلف القرى، ودعت القادرين على القتال إلى الانخراط في صفوفها من أجل تدريبهم على
العمليات العسكرية.
وتقول (مجموعة الأزمات الدولية) إن هذا
الفصيل بدأ تدريب الناس منذ عام 2013 ولكن كان هجومهم الأول في أكتوبرعام 2016 عندما
قتلوا 9 من رجال الشرطة.
منظمة إرهابية.. مراحل النمو
وبينما تصف سلطات ميانمار جيش إنقاذ روهينجا
أراكان بأنه منظمة إرهابية تضم إسلامويين أجانب، وتقول إن زعماءه تلقوا تدريباتهم في
الخارج، تقول الجماعة إنه لا علاقة لها بالجماعات الجهادية، وإن هدفها هو «الدفاع
وإنقاذ وحماية شعب الروهينجا» من دولة القمع على حد وصفهم. ويرفض هذا الفصيل وصمه
بأنه إرهابي، قائلاً إنه لا يهاجم مدنيين.
في 17 أكتوبر 2016 أصدرت «حركة اليقين» بيانًا صحفيًّا على الإنترنت، وظهر زعيم الحركة في شريط مصور يقرأ فيه بيانًا، وهو واقف
مع مجموعة من الإرهابيين، ودار البيان حول الانتقام من قتلة المسلمين في خليج البنغال،
وفي الأدغال التايلاندية وعلى يد المتجرين.
وفي 14 ديسمبر 2016 قالت مجموعة الأزمات
الدولية في تقرير أصدرته أن قرويين من الروهينجا تم تدريبهم سرًا من قبل أفراد أفغان
وباكستانيين. وقالت إنه أثناء مقابلات أجرتها مع قادة في حركة اليقين، قالوا إن لديهم
صلات بأفراد في المملكة السعودية وباكستان.
وفي أغسطس 2017 سلطت الأضواء على هذه الحركة
عقب تعرض مواقع للشرطة وقاعدة للجيش في ميانمار لهجمات من قبل المسلحين، حيث أورد بيان
حكومي أن 150 مسلحًا من الروهينجا هاجموا مواقع في مونجداو شمال أراكان باستخدام متفجرات
يدوية الصنع.
وعلى إثر ذلك صنفت ميانمار (جيش إنقاذ
روهينجيا) جماعة إرهابية، إلا أن الجماعة أصدرت
في 28 أغسطس بيانًا فندت فيه ادعاءات الحكومة ضدها، وقالت إن الغرض الرئيسي من وجودها
هو الدفاع عن حقوق الروهينجا.
ليسوا
مجرد هواة
لا تورد المصادر الإخبارية معلومات دقيقة
عن عدد عناصر جيش إنقاذ روهينجا أراكان، لكن حكومة ميانمار تؤكد أن عددهم يقدر بنحو
أربعمائة مقاتل. وتقول مجموعة الأزمات إن أعضاء هذا الفصيل هم من شباب الروهينجا الصغار
السن والغاضبين من ممارسات الدولة بحقهم.
ويبدو أن أسلحتهم مصنعة بشكل رئيسي منزليًّا،
وقد شنوا هجمات بالسكاكين وقنابل مصنعة محليًّا. ولكن تقرير مجموعة الأزمات أشار إلى
أنهم ليسوا هواة تمامًا، فهناك بعض الأدلة على تلقيهم مساعدة من محاربين قدماء من مناطق
نزاعات أخرى بما في ذلك من أفغانستان.
ومنذ 25 أغسطس 2017، تشن القوات المسلحة
في ميانمار وميليشيات بوذية حملة عسكرية ضد الروهينجا في أراكان.
وأسفرت هذه الممارسات عن مقتل آلاف الروهنجيين،
فضلاً عن لجوء قرابة مليون إلى بنجلاديش، وفق الأمم المتحدة.
وقالت الأمم المتحدة إن حملة القمع التي
يشنها الجيش البورمي في ولاية راخين يمكن أن ترقى إلى مصاف التطهير الإثني.





