ad a b
ad ad ad

الإرهابي الخَفي «أبومعاذ التكريتي».. «المرجع» يزيح اللثام عن قائد داعش ليبيا

الأربعاء 10/أبريل/2019 - 02:43 م
 داعش
داعش
أحمد سلطان
طباعة

منذ اجتياح الجيش الليبي للعاصمة طرابلس والمفاجآت تتوالى، ومعها تتهاوى الميلشيات المسلحة التي تحكمت وسيطرت بالتنسيق مع حكومة السراج على العاصمة لسنوات؛ حيث كشف المتحدث باسم الجيش الليبي العقيد أحمد المسماري، عن تشكيل تنظيم إرهابي جديد، داخل ليبيا باسم سرايا الصحراء، مضيفًا أنه يتبع تنظيم داعش الإرهابي.


وأشار «المسماري» إلى أن زعيم التنظيم الحالي، يدعى أبومعاذ التكريتي، دون الكشف عن معلومات إضافية حوله.


 أبوبكر البغدادي
أبوبكر البغدادي
سري للغاية.. خاص بالمرجع

وبحسب معلومات حصل عليها «المرجع»، فإن التكريتي هو أحد أكبر القيادات الداعشية وكان يشغل ما يسمى بمنصب «الأمير المفوض لإدارة الولايات الليبية»، قبل حملة إعادة الهيكلة التي قام بها تنظيم داعش الإرهابي، عقب تعميم زعيم التنظيم الإرهابي «أبوبكر البغدادي» في أواخر صيف 2017.

يعرف التكريتي باسم «عبد القادر النجدي» وتولى منصب والي ليبيا لدى تنظيم داعش بعد مقتل أبو المغيرة القحطاني «وسام الزبيدي» الذي اشتهر أيضًا، بأبي نبيل الأنباري في عام 2015، ومنذ ذلك الحين لم يزل التنظيم فى ليبيا خاضعًا لـ«التكريتي» الذي اختفى فى الصحراء الليبية قبيل سيطرة قوات البنيان المرصوص المحسوبة على الحكومة الليبية في طرابلس على مدينة سرت.

ليس لـ«التكريتي» صورة معروفة لأنه يتحرك «ملثما» ومرتديًا قفازات ولا يكشف عن وجهه للجنود أو للأمراء إلا فى نطاق ضيق جدًا، لكن بحسب معلومات حصل عليها «المرجع»، فإن «النجدي» هو أحد المبعوثين الخاصين من «أبو بكر البغدادي» زعيم داعش إلى ليبيا، وتلقى تكليفًا من قيادة داعش بإنشاء ولايات مكانية لـ«التنظيم الإرهابي» فى ليبيا، ثم تلقى تعليمات أخرى بشن حرب عصابات داخل الصحراء الليبية عقب خسارة معقل داعش الأساسي في سرت، واتباع نفس التكتيكات والأساليب التي استخدمها داعش عقب هزيمته في العراق عام 2008، والتي وضعها بالأساس «أبو أيوب المصري».

 


 أبومصعب الزرقاوي
أبومصعب الزرقاوي
«حلم ليلي» تسبب في ذبح الأقباط في ليبيا

كان «التكريتي» أحد المنتمين السابقين لجماعة التوحيد والجهاد التى أسسها الأردني «أبومصعب الزرقاوي» فى العراق عام 2003، ونشط قبيل انضمامه للجماعة فى مقاومة القوات الأمريكية التى دخلت العراق داخل منطقة «المثلث العراقي السني» وبخاصة في الفلوجة العراقية.

واعتقل لاحقًا فى العراق وأودع فى سجون مكافحة الإرهاب برفقة «الأنباري»، وأثناء تواجده بالسجن رأى في منامه أنه يذبح أحد عناصر الجيش العراقي، وعندما أخبر بها «الأنباري»، وعده بتحقيق هذا الحلم فور الإفراج عنهم، وبعدها نقلا إلى سجن بوكا لفترة قبل أن يطلق سراحهما؛ ليشاركا معه في ما يدعى «حرب الصحوات العشائرية» التى تأسست لطرد التنظيم من المثلث السني.


 داعش
داعش
داعش ليبيا

أثناء اعتقاله، التقى «التكريتي» بأحد الليبين المنضمين لـ«التوحيد والجهاد» وهو «حسين بلعرج» الذي اعتقلته السلطات العراقية عام 2005 بتهمة الدخول إلى العراق وتشكيل مجموعات إرهابية على الأراضي العراقية، وأفرج عن «بلعرج» فى العام 2012، وعاد إلى ليبيا ليشكل مجموعة أخرى باسم «التوحيد والجهاد الليبية» ثم بايع زعيم تنظيم داعش «أبو بكر البغدادي» بعد إعلان ما يسمى بـ«الخلافة» فى 2014.

مع تفكير قيادة داعش فى إنشاء فرع جديد فى ليبيا لنقل «الحرب» إلى شمال أفريقيا وقع الاختيار على على «أبونبيل الأنباري» و«أبومعاذ التكريتي»؛ ليقودا الفرع الجديد لداعش فى ليبيا، وجرى تهريبهم إلى الداخل الليبي عبر البحر المتوسط برفقة تركي البنعلي القيادي السابق بالتنظيم، ومكثوا في مدينة درنة لبعض الوقت قبل أن يندلع الصدام بين عناصر داعش وعناصر فجر ليبيا و«القاعدة» الذين نشطوا وقتها باسم مجلس شورى ثوار درنة.

كان «التكريتي» والقحطاني السبب فى «الاقتتال» بين عناصر داعش والتيارات الأخرى، بزعم أن عناصر فجر ليبيا والقاعدة «مرتدون» يجب قتالهم قبل قتال قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وشاركا مع فى ذبح الأقباط المصريين فى ليبيا على ساحل البحر؛ لتحقيق «الحلم» القديم للتكريتي الذي رآه خلال سجنه بالعراق.

كما أشرف النجدي والقحطاني على اختيار «قادة داعش» وتزكيتهم لدى قيادة التنظيم العليا ليتم تعيينهم فى مناصبهم، وبعد مقتل القحطاني فى درنة عام 2015، تولى عبد القادر النجدي منصب «الأمير المفوض لإدارة الولايات الليبية».

وبعد توليه المنصب، عمم رسالة على عناصر وهيئات داعش فى ليبيا ادعى فيها ضرورة انضمام ليبيا إلى التنظيم الإرهابي وبقاءها تحت سيطرته، على حد زعمه.

كما أشرف على تأسيس المركز التابعة للدواوين المركزية الداعشية ونقل خبرة إدارتها للعناصر المكلفة بذلك داخل ليبيا، وكان ذلك يتم بتنسيق مع «إدارة الولايات البعيدة واللجنة المفوضة» داخل داعش اللتان تعملان بتوجيه وتكليف من البغدادي مباشرة.

مع اشتداد الحملة العسكرية على معاقل التنظيم فى ليبيا توارى «النجدي» عن الأنظار تمامًا، وأعلن مكتب النائب العام الليبي التابع لحكومة طرابلس أن «التكريتي» مازال يقود حرب العصابات التي يشنها التنظيم حاليًا وهو «مختفٍ داخل الصحراء».

 
"