ad a b
ad ad ad

بعد افتتاح قنصليتها في بغداد.. «السعودية» تواصل دبلوماسية الأبواب المفتوحة مع «العراق»

السبت 06/أبريل/2019 - 01:54 م
المرجع
محمد شعت
طباعة

خطوات متلاحقة في سبيل تنامي العلاقات السعودية العراقية، بدأها الجانبان مؤخرًا لتحريك المياه الراكدة، وإعادة العراق إلى محيطه العربي، وذلك وفق ثوابت ومصالح مشتركة في إطار خطط وطموحات البلدين، وكان آخر هذه التحركات افتتاح القنصلية السعودية في العراق، وهو ما يراه مراقبون بداية جادة لعودة علاقات البلدين.


للمزيد.. هزيمة جديدة لإيران.. العراق يطلب بقاء القوات الأمريكية

 وزير الخارجيّة العراقي
وزير الخارجيّة العراقي محمد علي الحكيم

ترحيب عراقي

في رد فعل من الجانب العراقي على الخطوة السعودية أكدت وزارة الخارجية العراقية أن افتتاح مبنى القنصلية السعودية في بغداد يأتي كمُؤشِّر عمليّ على تعزيز التواصُل بين بغداد والرياض.


وأكدت الخارجية، في بيان أمس الخميس 4 أبريل، حرص البلدين على تيسير الخدمات القنصليّة، وتقديم التسهيلات إلى الراغبين في زيارة الديار المُقدَّسة في السعودية لأداء الحجّ، والعمرة، وزيارة العتبات المُقدَّسة في العراق، ولتسهيل إجراءات حركة العمل، والتبادل التجاريّ بين البلدين.

 

فيما شارك وزير الخارجيّة العراقي محمد علي الحكيم مع الوفد الوزاري السعودي مراسم افتتاح قنصليّة المملكة العربيّة السعوديَّة في بغداد، وذلك بالتزامن مع اجتماعات الدورة الثانية لمجلس التنسيق العراقي السعودي.


وجاء إعلان افتتاح القنصلية عقب وصول وفد اقتصادي سعوديً يضم نحو مائة شخصية بينهم تسعة وزراء إلى العراق؛ للمشاركة في أعمال الدورة الثانية لمجلس التنسيق العراقي السعودي الذي بدأت أولى نشاطاته في أكتوبر عام 2017.

 

وكان رئيس وفد السعودية وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي أعلن عن بناء مدينة رياضية لأبناء العراق هدية من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وتقديم منحة من المملكة للعراق بمبلغ مليار دولار؛ للمساهمة في تنميته لتكون المملكة شريكًا أساسيًّا في نهضة العراق.


للمزيد.. «روحاني» في العراق.. زيارة الصفقات التجارية والكواليس المريبة

فراس إلياس
فراس إلياس

دبلوماسية الأبواب المفتوحة

المحلل السياسي العراقي، فراس إلياس، قال في تصريح خاص لـ«المرجع»: «إن التحرك السعودي الواسع حيال العراق هذه المرة، جاء استكمالا لدبلوماسية الأبواب المفتوحة التي اعتمدتها المملكة العربية السعودية حيال العراق منذ العام 2017، والذي شهد وضع الأساس لمجلس التنسيق الاستراتيجي العراقي السعودي؛ من أجل الدفع بالعلاقات الثنائية بين البلدين نحو مستويات أعلى، تراعي فيها المصالح المشتركة».

 

وأوضح المحلل السياسي العراقي أن المملكة العربية السعودية تدرك القيمة الاستراتيجية العليا للعراق، خصوصًا أنها تخوض سياسة مواجهة مع إيران في المنطقة، وأحد مفاتيح هذه المواجهة هو العراق، باعتبار الركيزة الاستراتيجية للنفوذ الإيراني في المنطقة.


وأشار «الياس» إلى أنه حتى اليوم تم التوقيع على 14 اتفاقية استراتيجية في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتعليمية، كما منحت السعودية هبة مالية قدرها مليار دولار لبناء مدينة رياضية في بغداد، إضافة إلى فتح أربع قنصليات في بغداد والنجف والبصرة، فيما ظل الموقع الرابع غير معلن عنه، والتي ستلعب دورًا كبيرًا في احتواء الدور الإيراني في العراق، من خلال شبكة العلاقات العامة التي ستنشئها مع مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.


قلق إيراني

أكد «الياس» أيضًا أن إيران تدرك خطورة هذا التحرك السعودي الواسع الأخير، ولهذا أوعزت لأدوات نفوذها في العراق من سياسيين وقادة ميليشيات وأحزاب للتشكيك بالنوايا السعودية، وأنها ستشكل عامل عدم استقرار في العراق.


وأوضح المحلل السياسي العراقي أن إيران تدرك أن خيارها الوحيد في مواجهة التحرك السعودي الأخير هو حشد الأصوات الرافضة له، فهي مقبلة على دخول المرحلة الثالثة من تشديد العقوبات الأمريكية عليها في مارس القادم.


وشدد إلياس على أن إيران بما أنها تعتمد على العراق كثيرًا للهروب من هذه العقوبات، فإن دخول السعودية بهذه القوة الاقتصادية سيؤثر عليها كثيرًا، ويجعلها من حيث لا تدري خاضعة بطريقة أو أخرى لسياسة احتواء عربية قد تكون أشد قسوة من العقوبات الأمريكية نفسها.

الكلمات المفتاحية

"