ad a b
ad ad ad

العبور للجحيم بختم تركي.. دور «أردوغان» في توريد الإرهابيين لسوريا

الجمعة 05/أبريل/2019 - 11:45 ص
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

قالت مجلة شبيغل أونلاين الألمانية، اليوم الخميس: إنها عثرت على "وثائق رسمية" تثبت أن تركيا كانت "دولة العبور المثالي بالنسبة للمتعصبين إلى تنظيم داعش الإرهابي في سوريا".

العبور للجحيم بختم

عنق الزجاجة العالمي

واطلع فريق محققين استقصائيين في الصحيفة الأوروبية والألمانية على مئات من جوازات السفر حصلت عليها من قوات سوريا الديمقراطية عليها أختام تركية، ليثبت اتهامات طالما طالت تركيا بتأمين ممر آمن للإرهابيين للالتحاق بتنظيم "داعش" في سوريا.

ووصفت الصحيفة تركيا بأنها كانت "عنق الزجاجة العالمي"؛ حيث سمحت بعبور وسفر عشرات آلاف الأشخاص من نحو مائة دولة، خاصة من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا، في عام 2013 للانضمام إلى تنظيم داعش في سوريا والعراق.

وعلى الرغم من التدفق المتزايد بسرعة وخاصة الشباب من تونس والدول العربية الأخرى حتى في أشهر الشتاء،  فإن ذلك لم يجعل السلطات التركية مشبوهة، وبالمثل يجب أن يكون المطار الصغير في مقاطعة هاتاي الجنوبية منذ صيف عام 2012 بمثابة صالة لكبار الشخصيات للمتطرفين الدوليين.

وقالت الصحيفة الألمانية: إنه من خلال تتبع أقوال وطريق سير من انضموا إلى التنظيم، اتضح أنهم كانوا يسلكون نفس الطريق تقريبًا للوصول إلى داعش "تركيا".

وحصل فريق البحث التابع لـ"دير شبيغل" و"شبيغل تي في" على "صندوق بأكمله مملوء بالأدلة الرسمية حول دور تركيا، وتضمن أكثر من 100 جواز سفر لأتباع داعش من 21 دولة أسرهم ضباط الميليشيات الكردية في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك بعض الألمان وكثيرين من إندونيسيا وروسيا وتونس، ولكن أيًضا من دول غير متوقعة مثل ترينيداد وتوباغو وجنوب أفريقيا وسلوفينيا".

تختلف الأسماء واللغات والجنسيات بين أفراد التنظيم المنضمين من دول مختلفة، لكن تتشابه نقطة واحدة وهي "ختم واحد على الأقل لدخول تركيا".

وتقول صحيفة شبيغل أونلاين: إنه "أحيانًا هناك ختمان بل وثلاثة أختام دخول وهو ما يتوافق أنه في البداية حتى عام 2014، حضر كثير من الجهاديين إلى مملكة الإرهاب وأقاموا لفترة قصيرة فيها، وبعد شهرين أو ثلاثة أشهر غادروا مرة أخرى لتجنيد أشخاص أكثر استعدادًا في بلادهم والعودة مرة أخرى".

العبور للجحيم بختم

العبور للجحيم بختم تركي

إضافة إلى أختام الدخول، فإن جوازات السفر ليس بها خاتم خروج من تركيا، ما يعني أنهم لم يغادروا أبدًا تركيا رسميًّا، فهؤلاء إما عبروا الحدود إلى سوريا من مناطق أقل مراقبة أو أنهم ذهبوا إلى هناك عبر عمليات تهريب.

وقال مصطفى بالي، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، خلال اطلاعه على الجوازات: إن حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ساعد داعش.

وأضاف: "اليوم لدينا الأدلة.. لدينا آلاف الجوازات من هذه العينة".

ويوضح بالي أن بعضًا من الأسرى من أتباع داعش كانوا يحملون تلك الجوازات، أما الجزء الأكبر فحصلت عليه قواته من مبان إدارية كانت تابعة لداعش.

 وتقول شبيغل: إن هذا ينطبق مع أقوال أسرى أو هاربين يتبعون داعش، أفادوا أنه بداية من 2015 كان هناك حظر تام للسفر وتمت مصادرة جوازات الصفر وبطاقات الهوية.

لكن بالي يذكر أنه لا يعرف مصير أصحاب هذه الجوازات وأغلبهم من الرجال وعدد قليل من النساء مع الأطفال ويقول وهو يهز كتفيه: "ربما ماتوا وربما أسروا".

العبور للجحيم بختم

أردوغان المتعاطف مع الإرهابيين

يذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية قررت تأجيل تنفيذ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بانسحاب قواتها من سوريا بعد اتفاق بينه وبين أردوغان أن تحل تركيا محل واشنطن في محاربة داعش.

لكن تقارير أمنية واستخباراتية أمريكية قالت: إن واشنطن لا يمكنها الاعتماد على تركيا في دحر ما تبقى من التنظيم الإرهابي في سوريا.

وقال خبراء مكافحة الإرهاب، والسياسة: إن تركيا لن تكون قادرة على استكمال محاربة التنظيم، لعدة أسباب، أهمها أن أردوغان لديه تعاطف مع الإرهابيين.

وقال تقرير لمجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، الشهر الماضي: إن النقاد وصانعي السياسة في واشنطن متوترون من أن تركيا لا تستطيع  ملء الفراغ فيما يتعلق بمواجهة بقايا «داعش» في الشمال السورى.

وأشار التقرير، إلى أن القلق الأكثر شيوعًا في واشنطن هو أن «أردوغان» لديه تعاطف مع الإرهاب، أو أنه قد يغض الطرف عنهم، في حين أنه يقمع الحلفاء الأكراد الذين ساعدوا القوات الأمريكية على ضرب داعش.

وأضاف التقرير أنه في مقابل «أيديولوجيا أردوغان»، فإن السلفية، التي تلهم «داعش» هي عقيدة متشددة، وحتى إذا كان ظاهريًّا لا ينتمي كل طرف منهما إلى الآخر، فإن إيمان «أردوغان» الشخصي له جذور في هذه الطرق، وتعتمد مصالحه السياسية على دعمها المستمر.

وأشارت المجلة في تقرير سابق، إلى أن «داعش» قد يتخذ من تركيا قاعدة إمداد خلفية للمعارك في سوريا، في حال الانسحاب الأمريكي، بالنظر إلى سهولة اختراق الحدود المشتركة بين البلدين، لاسيما وأن تركيا كانت الممر الأكبر لمسلحي التنظيم الذين كانوا يتدفقون على سوريا عبر حدودها الشمالية الطويلة، قبل أن تصبح ملجأ الفارين منها.

الكلمات المفتاحية

"