لتفكيك الميليشيات ووقف انتهاكاتها.. التحالف العربي يحارب الحوثيين باستراتيجية جديدة
بعد التضييق على ميليشيا الحوثي في اليمن، وتقويض المشروع الإيراني للهيمنة على الأراضي اليمنية، يواصل التحالف العربي لدعم الشرعية جهوده لإنهاء الدور الإيراني في اليمن والمنطقة، وذلك بعد التحركات على مستويات دولية والتواصل مع مسؤولين أمميين لمواجهة المشروع الإيراني.
وتأتي تحركات التحالف العربي في ظل الانتهاكات المستمرة لميليشيا الحوثي التي منعت الأمم المتحدة من الوصول إلى موقع لتخزين الحبوب في ميناء الحديدة، وتشغيل مطاحن البحر الأحمر غرب اليمن؛ الأمر الذي يعطل الجهود الرامية لزيادة المساعدات الغذائية للملايين الذين يواجهون الجوع.
وجاء استهداف الحوثي لمنع الوصول إلى الحديدة باعتبارها نقطة دخول معظم المساعدات الإنسانية والواردات التجارية لليمن، وذلك بعدما انقطع الوصول إلى مخازن حبوب برنامج الأغذية العالمي هناك بسبب الصراع لمدة 6 أشهر، وهو ما يهدد بتعفن المخزونات، خاصةً أنه كان من المقرر عبور فريق فني تابع لبرنامج الغذاء العالمي خط الجبهة بين قوات الحوثي المتحالفة مع إيران، وقوات الحكومة اليمنية المدعومة من قبل التحالف العربي على المشارف الشرقية لمدينة لحديدة لتبخير القمح المخزن في مطاحن البحر الأحمر.
وتشير تقارير إلى أن الحوثيين قالوا للفريق إنه لا يمكنه مغادرة المناطق التي يسيطرون عليها داخل الحديدة «لأسباب أمنية»، مطالبين الأمم المتحدة بدلًا من ذلك بالتحقيق في الهجمات على المطاحن، وقال الحوثيون: إن قوات الحكومة ستستهدف الأمم المتحدة، ثم تلقي باللوم عليهم بعد ذلك. وأضاف: «لكن إذا لم يتم تبخير القمح فسوف يتلف».
تحركات التحالف العربي
وكثف التحالف العربي في الفترة الأخيرة تحركاته لمواجهة الانتهاكات التي تمارسها الميليشيا؛ حيث بحث قائد القوات المشتركة في اليمن الفريق ركن فهد بن تركي وأعضاء من تحالف دعم الشرعية في اليمن، مع رئيس لجنة الجزاءات بمجلس الأمن الدولي جوستايفو ميزا كوادرا، آلية عمل اللجنة والتحديات التي تواجهها.
وبحث الجانبان خلال الاجتماع الذي عُقد أمس الثلاثاء بحضور ممثلي أعضاء مجلس الأمن الـ15- التدخلات المستمرة من إيران في اليمن ودعمها للميليشيا الحوثية، من خلال تهريب الأسلحة النوعية والصواريخ الباليستية، والطائرات دون طيار، والزوارق السريعة المفخخة والمسيرة عن بُعد، فضلًا عن الأنشطة الإرهابية الأخرى التي تمارسها طهران في اليمن.
وفي رد على هذه التحركات من جانب التحالف العربي اقتحمت ميليشيا الحوثي أمس الثلاثاء منزل محافظ المحويت صالح سميع في صنعاء واقتادت حارسه إلى السجن، كما قامت بتفجير منزل الشيخ القبلي محمد علي الفقيه في قرية الذراع الواقعة بوادي «حريب» بعد أن قامت بنهبه، فضلًا عن منعها برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من تشغيل مطاحن البحر الأحمر في الحديدة غربي اليمن.
المحلل السياسي اليمني، محمود الطاهر، قال في تصريح خاص لـ«المرجع»: إن التحركات الأخيرة للتحالف العربي والتواصل مع مسؤولين أممين لمواجهة انتهاكات ميليشيا الحوثي، وإنهاء الدور الإيراني في اليمن يأتي في إطار الجهود التي يبذلها التحالف لتفكيك وإضعاف ميليشيا الحوثي، في ظل إصرارها على مواصلة جرائمها.
واعتبر المحلل السياسي اليمني، أن الخطوات الأخيرة تأتي في إطار الاستراتيجية التي يتبعها التحالف مؤخرًا وهي التحرك على مستويين يسيران بشكل متوازٍ، وهما العمل السياسي والعسكري في آنٍ واحدٍ، خاصةً في ظل الموقف الدولي الرافض للمشروع الإيراني، والمساعي الدولية لتقليم أظافر إيران.
وأوضح «الطاهر»، أن المواجهة العسكرية مع ميليشيا الحوثي ينبغي أن تكون مستمرةً؛ لأن الميليشيا تستغل التوصل لأي اتفاق بالهدنة لتستجمع قواها وترتب صفوفها لجولة جديدة من الحرب؛ لذلك فإن الحرب في اليمن لن تنتهيَ إلا بوجود خاسر ومنتصر، كما أن الميليشيات ليس لديها النية لأي حوار سياسي أو التراجع عن مشروعها.





