ad a b
ad ad ad

«الأمم المتحدة» تستفيق من غيبوبتها في مواجهة الإرهاب

الأربعاء 03/أبريل/2019 - 11:58 ص
المرجع
محمد عبد الغفار
طباعة

يبدو أن سقوط تنظيم «داعش» الإرهابي، بانهيار آخر معاقله في بلدة الباغوز شرقى سوريا، كان بمثابة نقطة انطلاق للأمم المتحدة، والدافع الرئيس لها في اتخاذ قرارات تخص التنظيمات الإرهابية، وكل ما يتعلق بها من أمور تنظيمية وتمويلية، وذلك عقب سنوات من التفاعل السلبي معها، وهو ما أدى بدوره إلى تقييد دور التحالفات الدولية في مواجهة التنظيم.


وأصدر مجلس الأمن الدولي، التابع للأمم المتحدة، في 28 مارس 2019 قرارًا يحمل رقم 2463، وينص على مكافحة تمويل الإرهاب، وتشديد العوامل والتدابير المخصصة لذلك، وهدف القرار إلى وضع عقيدة مرجعية وتطبيق فعلي لوقف تمويل المنظمات الإرهابية حول العالم.

«الأمم المتحدة» تستفيق

وأبرز فلاديمير إيقانوفيتش فورونكوف، وكيل الأمم المتحدة ورئيس مكافحة الإرهاب، الخطوات والبروتوكولات التي تقوم بها المنظمة لمكافحة الإرهاب التكنولوجي، وصرح في مؤتمر بالعاصمة الإيطالية روما، بأنه يجب ألا نعطي للإرهابيين فرصة لاستخدام الشبكة العنكبوتية، ووقع الدبلوماسي الأممي اتفاقًا كممثل عن مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب مع قوات الشرطة المالية الإيطالية، لمكافحة الجريمة الإرهابية الإلكترونية.


واستمرارًا لتلك الجهود الأممية، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء 2 أبريل 2019، قرارًا يهدف إلى القضاء على العنصرية وكراهية الأجانب، كما أدانت استهداف المصلين في «كرايست شيرش» في نيوزيلندا، كما أدانت الجمعية استهداف الأشخاص بناءً على دينهم أو معتقدهم أو فكرهم، حث القرار الأممى على ضرورة حماية الأفراد من أشكال العنف والتمييز كافة، وضرورة تقديم المتورطين في ذلك للمحاكمة، سواء كانوا أفرادًا أو مؤسسات أو دولًا، وكذلك البحث عن الجهات الراعية والممولة لتلك التصرفات التي اعتبرتها الأمم المتحدة «تصرفات إرهابية».


وحذر أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، من ربط الإرهاب بالدين الإسلامي، وشدد على ضرورة وقف خطاب الكراهية المعادة للمسلمين والذي ينتشر في جميع أنحاء العالم، وينتشر بصورة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أصبحت ساحة للتنظيمات الإرهابية لبث سمومها في عقول الشباب، سواء كانوا في ديمقراطيات ليبرالية أو في دول سلطوية، على حد تعبيره.


وكانت الأمم المتحدة قد فشلت لسنوات متتالية في وضع تعريف واضح للإرهاب والعمليات الإرهابية، ما عرقل وجود مواجهة شاملة على المستوى الدولي، نظرًا لأن الدول مختلفة فيما بينها على تعريف وتحديد المنظمات الإرهابية، وكيفية مواجهة آليات تمويلها، وهو ما سمح لتلك المنظمات بالانتشار والسيطرة على مناطق واسعة، كما حدث مع تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا والعراق.


ويرجع فشل الأمم المتحدة في مواجهة ظاهرة الإرهاب إلى وجود عدة دول داعمة للتنظيمات والميليشيات الإرهابية، مثل قطر وتركيا وإيران، والتي تسعى في كثير من المحافل الدولية إلى منع صدور قرارات تدين بعض التنظيمات الإرهابية التي تمولها تلك الدول، حتى تترك لها المجال مفتوحًا أمامها لإراقة دماء الأبرياء وتدمير الدول.
"