ad a b
ad ad ad

غياب يكوي القلب.. معاناة أهالي المفقودين في مناطق سيطرة «داعش» بسوريا

الجمعة 29/مارس/2019 - 06:54 م
المرجع
أحمد لملوم
طباعة

إثر إعلان انهيار خلافة تنظيم داعش المزعومة في سوريا الأسبوع الماضي، عاد الأمل لأهالي الكثير من الشباب الذين أوقفهم التنظيم الإرهابي الذي أثار الرعب، ونفذ الكثير من الأعمال الوحشية والإعدامات في مناطق سيطرته.

غياب يكوي القلب..

قرية شيران الكردية القريبة من مدينة كوباني شمال سوريا، هناك العائلات التي تعاني من فقدان الأقارب ولم يعودوا إلى منازلهم بعد هزيمة التنظيم الإرهابي وطرده بشكل كامل من قرية الباغوز.


عبدالسلام، والد أحد هؤلاء المفقودين قال لمراسل وكالة الأنباء الفرنسية: حين انتهى القتال في قرية الباغوز، قلنا إنه سيأتي.. لكنه حتى الآن لم يعد، وكان ابنه محمد قد أوقف عند حاجز تابع لتنظيم داعش في 18 فبراير 2014، وكان يبلغ حينها 19 عامًا، خلال توجهه مع 150 شخصًا إلى العراق، لإيجاد فرصة عمل.


ووضع مقاتلو داعش هذه المجموعة بحسب مصادر محلية في سجن بمدينة الرقة، والتي كانت أبرز معاقله في سوريا، وبعد 9 أشهر من عملية الاختطاف، أطُلق سراح نصف المخطوفين تقريبًا، إلا أن محمد لم يكن بينهم.. وحتى الآن لم يسمعوا عنه شيئًا على الإطلاق- بحسب عبدالسلام.


وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصارا بـ«قسد» ذات الأغلبية الكردية والمدعومة من الولايات المتحدة السبت الماضي على بلدة الباغوز بالكامل، معلنة القضاء على «خلافة» التنظيم الإرهابي، التي أعُلن قيامها عام 2014 وسيطر على مناطق شاسعة في سوريا والعراق، وبناء على هذا الإعلان توجه عدد من أهالي قرية شيران إلى مقر الإدارة الذاتية الكردية في مدينة كوباني للاستعلام عن مصير أبنائهم المخطوفين، لكن لم يكن لديهم أي معلومات، وفي هذه القرية المشهورة بحقول الزيتون، بات الشعور بالألم والحسرة لفقدان الأحباء يصاحب الكثير من العائلات، ويكاد يتكرر سماع المعاناة ذاتها في كل منزل بالقرية.

غياب يكوي القلب..

فراق يكوي القلب

يقول عبدالسلام: عندما يموت أحدهم، تعرف العائلة أنه قد رحل، لكن عدم معرفة ما حدث للشخص أصعب بكثير من الموت، فلا أحد يعلم هل سيعود أم أنه قُتل، وخلال سنوات الصراع في سوريا، اتهم تنظيم داعش بخطف الآلاف من الأشخاص منذ تصاعد نفوذه عام 2014، وكان من بين المخطوفين أو المفقودين العديد من الرهائن الأجانب كالصحفي البريطاني جون كانتلي والكاهن الإيطالي باولو دالوليو، وعلى وقع اشتداد المعارك ضد التنظيم الإرهابي في شرق سوريا، أشارت وسائل إعلام محلية إلى آمال ضئيلة بإمكانية العثور على عدد من المخطوفين.


وحتى اليوم لم يتم تأكيد أي من تلك المعلومات، فيما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية تحرير العشرات من مقاتليها، كان تنظيم داعش أسرهم خلال القتال، وترى منظمات حقوقية مثل منظمة هيومن رايتس ووتش من الضروري إنشاء لجنة تحقيق حول مصير المفقودين، كون أن العائلات لديها الحق في معرفة ماذا جرى لذويهم.


ومنذ طرد التنظيم من معاقله في مدينة الرقة ودير الزور، تم العثور على العديد من المقابر الجماعية التي تضم رفات الآلاف من الضحايا، وطالبت منظمات حقوقية المجتمع الدولي بتقديم الدعم اللازم للفرق المحلية التي تعمل على اكتشاف هذه المقابر، وانتشال الجثث منها لمساعدتها على تحديد هوية أصحابها، عبر فحص الحمض النووي.

"