طرد الإخوان من مدارس سان دييجو بأمريكا (تفاصيل)
الخميس 28/مارس/2019 - 10:36 م
مدارس سان ديجو بأمريكا
نهلة عبدالمنعم
على الرغم من الميوعة التي يتسم بها الموقف السياسي تجاه إعلان التنظيم الدولي للإخوان جماعةً إرهابيةً في الولايات المتحدة، فإن المجتمع المحلي يتبنى موقفًا مغايرًا، ربما شديد الحدة تجاه الجماعة ومؤسساتها المنتشرة في البلاد.
إذ نشر موقع «كلاريون بروجكت» في 26 مارس 2019، أن القضاء الأمريكي قد أمر مؤخرًا باستبعاد مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية «CAIR» خارج نطاق الإدارة التعليمية والمدارس في مقاطعة سان دييجو، وذلك على أثر قيام المجلس باعتماد برنامج تعليمي مع الإدارة الخاصة بالمقاطعة، يقوم بموجبه كير بتعديل المناهج الدينية لطلبة المدارس المسلمين بالمنطقة الخاضعة للإدارة التعليمية، كما يسمح لمسؤولي مجلس العلاقات بتقديم كتب من تأليفهم عن الدين الإسلامي، إضافةً إلى تقديم مواد؛ لتمكين الطلاب من التعامل مع أقرانهم المسلمين.
ولكن الجهة الأمريكية المقدمة للشكوى ضد كير، وجدت أن المناهج التي يتم تدريسها للطلبة تحتوي على مضامين حول زيادة معدل الإسلاموفوبيا بالبلاد بعد تولي دونالد ترامب رئاسة الدولة، وأن المسلمين في الولايات المتحدة يتعرضون للاضطهاد والتمييز العنصري وحوادث العنف، وهو الأمر الذي استرعى انتباه المدير التنفيذي لصندوق الدفاع عن حرية الضمير «FCDF»، دانييل جيه بيدرا والذي عبر عن سعادته بالحكم واصفًا إياه بالتاريخي والمنتصر لحرية الفكر في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن كير كانت تهدف أن يعمم ذلك البرنامج في جميع أرجاء البلاد.
وتعليقًا على الحكم قال كبير مستشاري صندوق التعليم الأساسي والتنموي، تشارلز لي ماندي: إن ذلك يعد بمثابة تحذير للهيئات السياسية يدفعها لإعادة النظر في تعاملها مع مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، صاحب الصلات الوثيقة بجماعة الإخوان.
ومن الجدير بالذكر، أن المحكمة قد قضت بإيقاف البرنامج الذي بدأ منذ أبريل 2017؛ لأنه غير دستوري ويسعى لخلط الدين بالسياسة، كما طلب من المنطقة التعليمية إسقاط البرنامج الإخواني نهائيًا ومنع المجلس من المشاركة في الأنشطة المدرسية في المستقبل، مع ضرورة تصحيح المفاهيم التي بثتها المنظمة والتأكيد على الاحترام والتقدير لكافة الأديان، وعدم التمييز على أساس الدين.
علاوةً على بعض المبادئ التوجيهية، مثل قيام اختصاصيي التوعية بحث الطلاب على احترام الأديان وشرح دورها في التاريخ الإنساني، مع تقديم مواد تعليمية محايدة حول الأديان المختلفة ولا تتبنى وجهة نظر سياسية ولا تخلط بينهم، فضلًا عن التنبيه على مدرسيي المقاطعة بالتحدث مع الطلاب ودفعهم لعدم جعل انتمائتهم الدينية تؤثر على تعاملهم مع مواطني المجتمع ورفقائهم، مع عدم السماح مجددًا للعاملين بالمنظمات ذات التوجه الديني بتقديم موضوعات للطلاب.
وبخصوص توغل مؤسسات الإخوان في البلاد، ذكرت دراسة بعنوان الخوف من الإخوان في الولايات المتحدة نشرها موقع بروكينج، أن مؤسسات الجماعة أصبحت تتغلل في المجتمع بشدة، وأن المصالح الأمريكية أخذت تتضارب مع القيم التي يجب أن تتبعها الدولة للحفاظ على ثوابتها، كما لفتت الورقة البحثية إلى ضرورة أن تقوم الولايات المتحدة بحظر منظمات الجماعة مثلما فعلت بعض بلدان الشرق الأوسط مثل مصر والإمارات العربية المتحدة والسعودية.





