بعد رمي «بوكوحرام» قذاراتها في الماء.. الكوليرا تأكل الجسد النيجيري
الجمعة 22/مارس/2019 - 09:54 م
أحمد عادل
تعتبر المياه سببًا رئيسيًّا لوجود الإنسان على وجه الأرض، فبغير المياه لا يستطيع الإنسان العيش؛ حيث تمثل نحو ثلثي جسم الإنسان؛ ما يوضح أهميتها القصوى ويبشر بالخطر نقصانها في جسم الإنسان يؤثر على الحالة الصحية له.
وفي تقرير صادر عن منظمة اليونيسف «منظمة الأمم المتحدة للطفولة»، أن الأطفال في مناطق النزاع النيجيرية، وخاصةً شمال شرق البلاد، يعانون من نقصٍ حاد في المياه؛ ما يتسبب في وفاة عدد كبير منهم.
موت الأطفال عطشًا
كشف التقرير، أن الأطفال في شمال شرق نيجيريا، هم أكثر عرضة للوفاة بثلاثة أضعاف؛ بسبب الأمراض المرتبطة بالمياه مقارنةً بالموت؛ بسبب رصاص جماعة بوكوحرام، مؤكدًا أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عامًا، والذين يعيشون في البلدان المتأثرة بالنزاع الطويل، هم أكثر عرضة للوفاة؛ بسبب أمراض الإسهال الناجمة عن نقص المياه المأمونة والمرافق الصحية والنظافة العامة أكثر من ثلاثة أضعاف تقريبًا.
وأضاف التقرير، أن معدلات الوفيات في 16 دولة تمر بصراعات طويلة، يكون الأطفال دون سن الخامسة، أكثر عرضة للوفاة؛ بسبب الوفيات المرتبطة بالإسهال؛ بسبب عدم وجود مياه مأمونة والصرف الصحي بأكثر من 20 مرة من العنف المباشر للجماعات الإرهابية.
وفقًا للمديرة التنفيذية لليونيسف، هنريتا فو، فإن الصعاب مكدسة بالفعل ضد الأطفال الذين يعيشون في نزاعات طويلة، مع عجز الكثير عن الوصول إلى مصدر للمياه المأمونة، والحقيقة هي أن عدد الأطفال الذين يموتون بسبب عدم توفر المياه الصالحة للشرب يفوق عدد الأطفال الذين يموتون بسبب العمليات الإرهابية التي يشنها التنظيمات المتطرفة.
وقد أفاد محمد فال، ممثل اليونيسف في نيجيريا: في البلاد، تسبب النزاع في تحديات هائلة للأشخاص الذين يعيشون في شمال شرق البلاد؛ حيث أثر العنف على قدرتهم للوصول إلى المياه والصرف الصحي اللازم؛ ما أدى إلى أمراض مثل الكوليرا.
العنف وفرار المدنيين
أشار «فال» إلى أن هناك أكثر من 3.6 مليون شخص بحاجة إلى خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، ويبلغ عدد النازحين داخليًّا ما يقرب من 1.1 مليون شخص، وهم الذين فروا من منازلهم؛ بسبب العنف والصراع من قبل جماعة بوكوحرام، وفي المقابل تعتبر المناطق النائية التي لا تزال متأثرة بالصراع، يوجد نحو 800000 شخص في مناطق يصعب الوصول إليها و79% منهم من الأطفال والنساء.
أما في شمال شرق نيجيريا، تأثر 5365 شخصًا بالكوليرا، وتوفي 61 شخصًا في عام 2017، بينما أصيب 12643 شخصًا، وتوفي 175 شخصًا؛ بسبب في عام 2018.
موضحًا، أنه دون خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة المأمونة والفاعلة، يتعرض الأطفال لخطر سوء التغذية والأمراض التي يمكن الوقاية منها، بما في ذلك الإسهال والتيفوئيد والكوليرا وشلل الأطفال.
وعن تأثر الفتيات بشكل خاص، أكد ممثل اليونيسف، أنهم يتعرضن للعنف الجنسي؛ حيث يجمعن الماء أو يجازفن باستخدام المراحيض، وأنهم يتعاملون مع إهانات لكرامتهم أثناء الاستحمام، وإدارة النظافة الشهرية.
الكوليرا تأكل الجسد النيجيري
في هذا الإطار، اعتبر ماركوس دولدر، المنسق الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر، أن المخيمات الموجودة في شمال شرق نيجيريا تعاني من انهيار البنية التحتية لها، موضحًا أن المخيمات تعاني أيضًا من نقص حاد في الغذاء والمياه النظيفة؛ بسبب الهجمات العنيفة التي تنفذها جماعة بوكوحرام؛ ما يتسبب في عدم الحصول على الرعاية الصحية، ومشيرًا إلى أن نظرًا لمستوى الاكتظاظ الموجود في مخيمات النازحين، هناك خطر متزايد من تفشي الأمراض.
ومن قبل حذرت منظمة الصحة العالمية، من وباء الكوليرا والذي يعد من أكثر الأوبئة تهديدًا لصحة الإنسان خلال الوقت الحاضر؛ فالكوليرا عبارة عن عدوى حادة تصيب الأمعاء تتسبب في إسهال شديد، ويأتي ذلك المرض؛ بسبب تناول مياه وأطعمة ملوثة.
وأكدت منظمة الصحة العالمية، أن ما بين 1.3 و4 مليون حالة يصابون بهذا الوباء سنويًّا، فيما تُقَدّر الوفيات ما بين 21 ألف إلى 143 حالة بمختلف أنحاء العالم، مشيرًا إلى أن الأسباب المؤدية لتفشي الكوليرا، هو انعدام التنمية الاجتماعية في بعض المناطق وخاصة الموجودة في شمال شرق نيجيريا؛ ما يؤدي إلى انتشار تلك البكتيريا القاتلة؛ حيث إن انعدام التنمية الاجتماعية يسبب حرمان العديد من المناطق من الحقوق الأساسية، كالحصول على مياه نظيفة وصرف صحي جيد منعًا للتلوث.





