ad a b
ad ad ad

بعد إعلان «ترامب» القضاء على «داعش».. ماذا عن مستقبل التنظيم الدموي؟

الخميس 21/مارس/2019 - 05:10 م
المرجع
محمد عبد الغفار
طباعة

في إعلان مفاجئ، صرح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مساء الأربعاء، بأنه سوف يتم القضاء على آخر معاقل تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا، «الليلة». 


وحمل ترامب معه خلال تصريحات أطلقها في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض، صورتين لسوريا، إحداهما تمثل وضع تنظيم «داعش» ليلة انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية في 2016، وأشار إلى تواجد التنظيم باللون الأحمر داخل الخريطة، والصورة الثانية تمثل وضع التنظيم في الوقت الحالي، بعد أن خسر معظم الأراضي التي يسيطر عليها داخل سوريا والعراق.


وتنظيم «داعش» محاصر في الباغوز، آخر معاقله في سوريا، من قوات سوريا الديمقراطية للتنظيم، واستسلم عدد كبير من المسلحين وعائلاتهم، كما تم تحرير العديد من المدنيين قبل إطلاق العملية العسكرية الأخيرة للقضاء على التنظيم بصورة نهائية داخل سوريا.


 قوات قسد
قوات قسد
وتوقع مظلوم كوباني، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية «قسد»، في يناير الماضي، أن ينتهي التنظيم الإرهابي خلال شهر واحد، إلا أن هناك عدة عوامل ساهمت في تأخر عملية تقدم قوات «قسد»، منها استخدام العناصر المتبقية من «داعش» لعدة تكتيكات تعمل على تأخير سرعة التقدم، لعل أبرزها زرع ألغام في مناطق انسحابهم.

واستطاعت تلك الألغام أن تحصد حياة العديد من المدنيين، وهناك عدة أمثلة بارزة على ذلك، ففي ريف «دير الزور»، توفى 4 مدنيين، وأُصِيبَ 36 آخرون، وفي قرية «أرك» ببادية «تدمر» توقى 8 مدنيين وأُصِيبَ 11 آخرون، وفي «ريف سلمية» قتل أكثر من 20 مدنيًا وفي حادث آخر قُتِلَ 7 آخرون؛ وذلك نتيجة لانفجار ألغام أرضية زرعها التنظيم.

وعلى الرغم من ابتهاج المجتمع الدولي بالقضاء على التنظيم الإرهابي، الذي يعد أخطر التنظيمات الإرهابية التي ظهرت على الساحة العالمية خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أن هذه العملية أبرزت أزمة خطيرة تؤرق مضجع القادة والسياسيين حول العالم، وتتمثل في مصير العناصر الإرهابية التي حاربت مع التنظيم في سوريا والعراق قبل انهياره.

وبرزت عدة آراء في هذا الشأن، من ضمنها ضرورة جمع هؤلاء الإرهابيين في سجون تشبه معتقل جوانتانامو الشهير، ومحاكمتهم بصورة دولية على الجرائم التي ارتكبوها ضد الإنسانية والأبرياء، حتى يكونوا عبرةً لغيرهم من الذين يفكرون في خوض مغامرة الإرهاب الأسود، بعد أن فقدوا معنى حياتهم في دولهم.

بينما ترى بعض الآراء بهم مصدرًا وكنزًا معلوماتيًّا مهمًا، يمكن استغلاله في فهم التكتيكات التي تعتمد عليها تلك التنظيمات الإرهابية في عملها، ما يساعد في فهم العقلية الإرهابية، ويمكن المجتمع الدولي من التعامل بكفاءة وسرعة مع أي فكر وتهديد إرهابي مستقبلي، كما أن منع خروجهم من السجن يحمي المجتمع والعالم من عودتهم مرةً أخرى لممارسة الإرهاب.

وعلى الرغم من تعدد الآراء حول مصير هؤلاء، ومدى تقبل دولهم لعودتهم مرةً أخرى باعتبارهم قنابل موقوتة داخل نسيجها الوطني، إلا أن تركهم يرحلون قد يؤثر على السلم العالمي، وهذا يؤكد أن القضاء على التنظيم الإرهابي «داعش» هو مجرد خطوة على مسار التعامل مع التنظيم الإرهابي، والخطوة المقبلة تُعَدُّ هي الأصعب؛ حيث يجب التعامل مع بقايا التنظيم وعناصره المتواجده بجيبه الأخير بصورة فعالة؛ وذلك لتجنب تجمعهم مرةً أخرى، وظهور تنظيم جديد أكثر وحشيةً وفتكًا بالأبرياء.

لذا فإن أفضل الحلول وفق خبراء تكمن في السيطرة عليهم، ومنعهم من التحرك بحرية، وهو ما يستدعي أن تتحمل الدول شرقًا وغربًا، شمالًا وجنوبًا، مسؤوليتها تجاه محاربة الإرهاب، والقضاء عليه؛ منعًا لظهور المزيد من التنظيمات الإرهابية، التي تحصد أرواح الأبرياء.
"