ad a b
ad ad ad

العودة المشروطة.. باب الأمل للماليزيين العائدين من «داعش»

الأربعاء 13/مارس/2019 - 12:23 م
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

عندما بدأت القنابل تتساقط من حولها في الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا، رأت «ليديا» الماليزية أن الوقت قد حان للمغادرة، بعد أكثر من أربع سنوات، مع اقتراب انهيار التنظيم ومشروعه المزعوم في سوريا.


وتتوق الماليزية، البالغة من العمر 29 عامًا للعودة إلى بلادها، وهى التى بدأت رحلتها مع «داعش» عندما قررت ترك وظيفتها «فني مختبر طبي» والسفر مع ابنها الرضيع وزوجها، سرًا إلى سوريا في أكتوبر 2014.


العودة المشروطة..

ووفقًا لما نقلته تقارير إعلامية، فإن «ليديا» بعثت قبل أسبوعين، رسالة نصية إلى والدها في ولاية «جوهور» الجنوبية الماليزية لإبلاغه أنها فرت من «داعش»، طالبة منه مساعدتها في العودة إلى بلادها.


وقال والدها، وهو رجل أعمال- رفض الكشف عن اسمه – لوسائل الإعلام، إنه لم يفقد الأمل مطلقًا في يوم من الأيام أن تخبره ابنته أنها تريد العودة إلى المنزل.


وليديا هي واحدة من 13 ماليزيًّا يرغبون في العودة إلى ديارهم، في الوقت الذي تدخل فيه قوات سوريا الديمقراطية المعروفة بـ«قسد»، والمدعومة من الولايات المتحدة المراحل الأخيرة من هجومها على جيب «داعش» الأخير في قرية «الباغوز» شرقى سوريا.


وقال «أيوب خان ميدين بيتشاي»، رئيس مكافحة الإرهاب التابع للمخابرات الماليزية: «نحن نحاول إعادتهم للوطن، لكن كما تعلمون فإن الوضع صعب لأنه يشمل العديد من الأطراف من مختلف البلدان».


وبينما تجرد بعض الدول المقاتلين السابقين وعائلاتهم من جنسياتهم وتمنعهم من العودة، تقول ماليزيا إنه سيتم السماح للمواطنين بالعودة شرط امتثالهم لعمليات الفحص والتنفيذ وإكمال برنامج إعادة التأهيل الذي تديره الحكومة لمدة شهر واحد.


ويقول «أيوب خان مادين بيتشاي» إن الزعماء المسلمين وعلماء النفس سيقيمون أيديولوجية العائدين من خلال الاستجواب وإعادة التأهيل، مضيفًا: «لن يتم اعتقال الجميع ولكن سيتم استجواب جميع العائدين.. سنجري فحوصات وتحقيقات شاملة لكل عائد.. نأتي برجال دين وعلماء نفسيين لتقييم أيديولوجيتهم وتركيبهم النفسي».


وأضاف أيوب: «سنقارن المعلومات الاستخباراتية التي تلقيناها من أجهزة أجنبية صديقة. إذا كان هناك دليل على تورط أحد العائدين في أنشطة مقاتلي داعش، فسوف يتم توجيه الاتهام إليه في المحكمة».


العودة المشروطة..

وحتى الآن، عاد 11 ماليزيًّا إلى بلدهم، تم اتهام ثمانية منهم في المحكمة وأدينوا وجميعهم من الرجال، أما الثلاثة الآخرون فكانوا امرأة وطفلين في الثالثة والخامسة.


وقال أيوب: «خضعت المرأة لبرنامج إعادة تأهيل وعادت الآن إلى قرية كامبونج.. إنها لا تزال تخضع للمراقبة».


وعلى الرغم من انهيار «داعش» في العراق وسوريا، فإن هناك ماليزيين ما زالوا على استعداد للقتال من أجل التنظيم، وفقًا للشرطة الماليزية، وفي الوقت نفسه، لا يزال هناك 51 ماليزيًّا في سوريا، بينهم 17 طفلًا، وفقًا لما قاله أيوب.


ويروي والد ليديا، رحلتها في «داعش»، قائلًا إنها مشت سيرًا على الإقدام لمدة خمسة أيام من بلدة الميادين في منطقة دير الزور مع ولديها، البالغين من العمر سنتين وأربع سنوات، للوصول إلى معسكر يسيطر عليه الأكراد في الحسكة.


وقال والدها: «سافرتْ مع ماليزي آخر إلى مخيم الهول في الحسكة.. حاليًا لديها طعام ومأوى، لكن المكان غير مريح لها ولأبنائها. إنها تريد العودة إلى المنزل في أسرع وقت ممكن.. وقد سجلت نفسها لدى الصليب الأحمر».


وفي السنوات الأربع الماضية، حافظت ليديا على اتصالات متفرقة مع والدها من خلال تطبيق واتساب، وبعد وفاة زوجها الأول، رفضت ليديا العودة إلى المنزل على الرغم من مناشدات والدها، ثم تزوجت مرة أخرى، وقُتل زوجها الثاني أيضًا.

الكلمات المفتاحية

"