زيارة «روحاني» الأولى للعراق.. «رسالة مشفرة» للولايات المتحدة
غادر الرئیس الإیرانى «حسن روحانى»، العاصمة طهران، الیوم الإثنین 11 مارس 2019م، متوجهًا إلى العاصمة العراقية بغداد في زيارة رسمية تستمر 3 أيام، يلتقي خلالها نظيره العراقى برهم صالح، ورئيس الوزراء عادل عبدالمهدى، ورئیس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، والمرجع الشيعي العراقي علي السيستاني، لبحث العلاقات الثنائیة في مختلف المجالات وتوسیع وتعزیز التعاون الإقلیمي المشترك.
ترحيب حكومي
لاقت الزيارة الأولى للرئيس الإيراني للعراق ترحيبًا حكوميًّا، إذ قال الرئيس العراقي: «إن علاقتنا مع إيران علاقة مهمة جدًا للعراق، ولا يمكن للمنطقة أن تستقر من دون منظومة إقليمية اقتصادية سياسية أمنية تضم إيران»، موضحًا أن مسؤولي بلاده أكدوا في كل مناسبة أن إيران دولة مهمة لبلادهم ولا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة من دونها.
وأضاف «صالح» خلال استقباله، الأحد10 مارس، مجموعة من الصحفيين الإيرانيين في بغداد، عشية زيارة روحاني، وفق وكالة «تسنيم» الإيرانية: «في طهران والسعودية وتركيا والأردن وأوروبا وفي مؤتمر القمة في شرم الشيخ كلامنا كان نفس الكلام، الكلام الذي نقلته إليكم واضح، في كل مكان نقول إن علاقتنا مع إيران مهمة جدًا لنا، كما نقول للآخرين إن علاقاتنا مع أنقرة والعالم العربي مهمة للعراق وكل المنطقة».
للمزيد.. المنطقة المشتركة.. طهران تبحث عن «طوق نجاة» في العراق
غضب شعبي
وفق تقارير عراقية، فقد أعربت منظمات حقوقية وإنسانية وناشطون وشخصيات وطنية وشعبية عراقية عن رفضها التام لهذه الزيارة، معتبرة أن الزيارة تجاوز على حقوق السيادة العراقية، كون «روحاني» متورطًا فى قتل الشعب العراقي وارتكاب جرائم وحشية بحقه، من خلال دعمه وتمويله لمنظمات إرهابية في العراق في مقدمتها منظمة «بدر» و«عصائب أهل الحق» و«حزب الله» و«النجباء» وهي منظمات أعلنها المجتمع الدولي تنظيمات إرهابية تجب محاربتها.
وتشير التقارير إلى أن العشائر العراقية سبق وأن أعلنت استنكارها لاستقبال مسؤولين عراقيين لأركان النظام الإيراني، إذ وصفت أوساط شعبية عراقية «روحاني» بأنه شخص غير مرغوب فيه في بغداد ودعت الحكومة العراقية إلى عدم استقبال هؤلاء (المسؤولين الإيرانيين) لأن أيديهم ملطخة بدماء الشعبين العراقي والإيراني.
للمزيد..العبث بالجغرافيا.. دلالات المخطط الإيراني لإنشاء محافظة مذهبية في العراق
رسائل إيرانية
يقول المحلل السياسي العراقي فراس إلياس، في تصريح لــ«اـلمرجع»، إن زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني للعراق، هي الأولى له منذ توليه رئاسة إيران، وتأتي في ضوء تحولات إقليمية تموج فيها العلاقات بين إيران ودول الإقليم بأسوأ حالاتها، ومن خلال إلقاء الضوء على طبيعة التحضيرات التي ترافقت مع هذه الزيارة التي ستستمر لثلاثة أيام، والتي كان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، رسم الكثير من ملامحها خلال الأيام القليلة الماضية، فيبدو أنها زيارة اقتصادية بحتة، من خلال الوفد الاقتصادي الضخم الذي رافق «روحاني»، إلا أن الثابت أن هناك أهدافًا أخرى لهذه الزيارة كشفت عنها الظروف التي تأتي بها.
وأوضح «إلياس» أن الرئيس الإيراني يسعى لإرسال رسالة واضحة للولايات المتحدة الأمريكية بأن طهران لديها يد ثابتة في العراق، وعلى الولايات المتحدة أن تدرك هذا الأمر جيدًا، ولعل تصريحه الذي ترافق مع هذه الزيارة بقوله إن الولايات المتحدة الأمريكية مرفوضة من قبل دول المنطقة، وإن العلاقة مع العراق لها أبعاد حضارية وتاريخية، هي رسالة بأن الولايات المتحدة إذا ما أرادت أن تواجه إيران في العراق فإنها ستصطدم بهذه الحقائق.
وأشار إلى أن هناك رغبة ايرانية واضحة باجراء تعديلات جوهرية على اتفاق الجزائر لعام 1975، من أجل اقتطاع المزيد من حصص العراق في مياه شط العرب، وضمها لصالح إيران، وبالشكل الذي يخدم ضرورات المواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في منطقة الخليج العربي، فهي تدرك جيدًا أن الوجود العسكري الأمريكي الكثيف في منطقة الخليج العربي له تداعيات خطيرة على أمنها القومي، وبالتالي الاتجاه نحو الحلقة الأضعف في المعادلة الإقليمية وهو العراق.
وأشار المحلل السياسي العراقي إلى أن كلمات الترحيب المبالغ فيها التي وجهها الرئيس العراقي، لنظيره الإيراني، تأتي كنوع من رد الجميل لإيران على دعمه لتولي منصب رئيس الجمهورية، كما أن هناك خلفيات تاريخية تجمع الرئيس العراقي بإيران، وهو على مايبدو إدراكًا واضحًا لتأثير النفوذ الإيراني في العراق





