مقتل العشرات من «داعش» في الباغوز وسط تقدم حذِر لـ«قسد»
أعلنت قوات سوريا الديمقراطية ما تُعرف اختصارًا بـ«قسد»، مقتل العشرات من مسلحي داعش في الباغوز، كما حقَّقت تقدمًا ملحوظًا، في أحدث هجوم على آخرِ معقلٍ، لايزال خاضعًا لسيطرة تنظيم «داعش» بسوريا.
وحققت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي، تقدمًا متواضعًا -لكنه ملحوظ- في جيب داعش الأخير، وذلك في إطار عملية عسكرية مستمرة، تزامنًا مع ضربات جوية، وفقًا لوكالة «رويترز».
وكان الهجوم على آخر جيب خاضع لسيطرة تنظيم داعش في محافظة دير الزور شرقي سوريا، استُؤْنِف مساء الأحد الموافق 10 مارس 2019، بعد انتهاء المهلة، التي أعطيت لمسلحي التنظيم في الباغوز للاستسلام.
جرذان تحت الأرض
وأوضح رئيس المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي، أنه لايزال هناك مسلحون من تنظيم داعش في قرية الباغوز المحاصرة، أغلبهم يختبأ في الأنفاق تحت الأرض، وغالبيتهم من الأجانب يستميتون في القتال، ويرفضون تسليم أنفسهم وأسلحتهم.
وقال بالي: إن الطائرات الحربية قصفت مستودعات ذخيرة تابعة للمتطرفين، مضيفًا استمرار العمليات العسكرية بدعم من قوات التحالف.
وأضاف أن «قسد» تتقدم بحذر للخروج من المعركة بأقل عدد من الخسائر، وحفاظًا على حياة المدنيين المتبقين الذين يتخذهم عناصر التنظيم كدروع بشرية، وستحاول إجلائهم من ساحة المعركة، مشيرًا إلى أن نحو 1000 داعشي لايزالون داخل «الباغوز».
يذكر أنه في وقت سابق كانت «قسد»، قد أجْلت ما يقرب من 3 آلاف شخص بينهم 200 عنصر من تنظيم «داعش» الإرهابي من قرية الباغوز شرقي سوريا؛ حيث خرجوا مستسلمين من القرية، وتم نقلهم بسيارات تابعة لقوات سوريا الديمقراطية.
فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن 150 من عناصر التنظيم الإرهابي من جنسيات مختلفة سلَّموا أنفسهم.
قسد تتقدم
وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» من التقدم على محاور عدة في «الباغوز»، وحررت 6 نقاط من قبضة «داعش» بدعم من طيران التحالف الدولي، وأسفرت المعارك عن مقتل عدد من عناصر داعش.
كما خرج الكثير من العناصر ضمنهم نساء وأطفال، الإثنين 4 مارس 2019، من آخر جيوب التنظيم المحاصر في الباغوز.
ويتحصن الدواعش في شبكة أنفاق حفروها تحت الأرض، ويتنقلون عبرها لشنِّ هجمات، وتعد تلك هي الاستراتيجية التي يتبعها عناصر التنظيم في كل مرة يحاصرون فيها، إضافةً إلى زرعهم العديد من الألغام على الطريق وداخل المنازل؛ لإعاقة حركة تقدم قوات سوريا الديمقراطية.
آخر أيام البغدادي
وقال «هشام النجار» الخبير في شؤون الحركات الإسلامية في تصريح خاص لـ«المرجع»: إن «قسد» ستحسم معركة «الباغوز» خلال أيام، وستنتهي بمقتل «أبوبكر البغدادي» أو اعتقاله؛ ما يؤكد وجوده في آخر معقل للتنظيم، مشيرًا إلى أن «داعش» يكاد يكون قد انتهى ولم يتبقَ من عناصره سوى القليل.
وأضاف أن زيادة عمليات وقوة «سوريا الديمقراطية»، يعني أن واشنطن زادت دعمها لـ«قسد»، وتخلت تركيا عن «داعش» بشكل مؤقت؛ لذلك تمكن الأكراد من التقدم والانتصار في الباغوز.
يُذكر أن قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة، بدأت في شنِّ عمليات عسكرية منذ السبت 9 فبراير الماضي، على المعقل الأخير لداعش في الباغوز قرب الحدود العراقية، وأطلقت «قسد» وقوات التحالف الدولي في 11 سبتمبر 2018 عملية عسكرية ضد «داعش» في دير الزور، عقب استيلاء عناصر«داعش» على مجموعة أراضٍ تابعة لقوات سوريا الديمقراطية في المحافظة.





