ad a b
ad ad ad

التعليم في دول «الساحل والصحراء» الأفريقي.. حق مشروع تلتهمه نار الإرهاب

الإثنين 04/مارس/2019 - 03:47 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
تُعتبر الحالة الأمنية المتردية التي تعيشها منطقة الساحل والصحراء الأفريقي، وما تشهده تلك المنطقة من تزايد العمليات الإرهابية والتنظيمات المسلحة، أحد المسبِّبات الرئيسية للخطر الذى تواجهه المؤسسات التعليمية فى بلدان الساحل الأفريقي، إذ أشار تقرير أعلنت عنه منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، إلى أن انعدام التواجد الأمني وتفاقم التنظيمات المتطرفة في منطقة الساحل والصحراء الأفريقية؛ تسبب في إغلاق 2000 مدرسة في كل من بوركينا فاسو ومالي والنيجر.

حركة انصار الدين
حركة انصار الدين
وأوضحت المنظمة، أن التهديدات التي تقيمها التنظيمات المسلحة امتدت لمجال التعليم، إذ لم يسلم المعلمون من تلك الهجمات على المرافق والمباني التعليمية، كما تناول التقرير كيفية استخدام المدارس في الأغراض العسكرية لصالح التنظيمات، هذا كله أدى إلى تعطُّل تعليم أكثر من 400 ألف طالب، كما مُنع حوالي ما يقرب من 10 آلاف إلى 50 ألف معلمٍ من مواصلة العمل في المدارس .

وأشارت المديرة التنفيذية ليونيسف، هنرييتا فور، إلى أن الهجمات الإرهابية التي تشنها التنظيمات المسلحة على المدارس، تشكّل انتهاكًا صريحًا  لحقوق الأطفال في التعلم.

وتشير إحصائيات، إلى أن عدد العمليات الإرهابية التي تنفذها الجماعات المسلحة في منطقة الساحل والصحراء، ارتفعت من 90 عمليةً في عام 2016 إلى 194 عمليةً في عام 2017، ثم زاد العدد إلى 465 عمليةً في عام 2018، وكذلك ارتفعت أعداد الضحايا نتيجة تلك العمليات الإرهابية من 218 قتيلًا في عام 2016 إلى 529 قتيلًا في عام 2017، وإلى 1110 قتيلًا في عام2018، واتسع نطاق هجمات تلك الجماعات الإرهابية على المدنيين خلال الأعوام الثلاثة الماضية من 18 عملية استهداف للمدنيين في عام 2016 إلى 39 عمليةً في عام 2017؛ ليقفز العدد إلى 160 عمليةً خلال عام 2018، وبذلك شكلت العمليات الإرهابية الموجَّهة ضد المدنيين نسبة 34 % من إجمالي العمليات التي نفذتها جماعات الإرهاب في إقليم الساحل والصحراء الكبرى حتى نهاية 2018 . 

ومن أبرز التنظيمات المهددة حركة «انصار الدين»، التي أعلنت تمردها المسلح على حكومة مالي في عام 2012؛ حيث تتخذ منطقة «كيدال» بشمال مالي مسرحًا؛ لإقامة العمليات الإرهابية التي ينفذها ضد الحكومة وقوات الـ(G5)، كما توجد جماعة «نصرة الاسلام والمسلمين»، والتي تنشط في مالي، وهو تحالف يضم العديد من التنظيمات الأصولية المتشددة ـ 

ويوجد أيضًا في إقليم الساحل والصحراء الأفريقي، تنظيم القاعدة، والمعروف باسم (القاعدة في بلاد الصحراء)، ويقوده جميل أوكاكا والمعروف حركيًا بالاسم الكودى يحيى أبو الهمام ، والذي أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية مقتله في فبراير 2019، ويتخذ  مالي وجنوبي غرب جمهورية النيجر مسرحًا لعملياته، كما ينشط تنظيم «المرابطون» بقيادة حسان الأنصاري، ويتخذ الامتدادات الصحراوية في مالي والنيجر وتشاد . 

أما في بوركينا فاسو، فتوجد حركة «أنصار الإسلام» والمُدرجة على قوائم الإرهاب في عام 2016، بقيادة «إبراهيم ديكو»، وتنشط عناصرها في الأقاليم الجنوبية لبوركينا فاسو، وتعتبر بوركينا فاسو من بلدان الساحل والصحراء التي شهدت المعدل الأسرع؛ لتنامى وتيرة العمليات الإرهابية فيها ، فمن ثلاث عمليات فقط شهدتها في عام 2015 صعد العدد إلى 12 عمليةً في 2016 ثم ارتفع إلى 29 عمليةً في عام 2017، وكانت القفزة الكبرى في عام 2018 عندما ارتفع عدد العمليات إلى 137 عمليةً، وبخاصة في المنطقة الشرقية من البلاد . 

وُتعد مالي، صاحبة النصيب الأكبر من العمليات الإرهابية، ففي عام 2018 شهدت نسبة 64 % من إجمالي العمليات العنيفة المنفَّذة على مستوى دول منطقة الساحل والصحراء الأفريقية.
"