ad a b
ad ad ad

«الجارد»: إرهاب التسعينيات لم يُؤثر على الوجود الصوفي بالصعيد

الأربعاء 02/مايو/2018 - 01:17 م
المرجع
سارة رشاد
طباعة
رغم اختصار الروايات القادمة من صعيد مصر إبَّان حقبة الثمانينيات والتسعينيات، على أحاديث العنف والإرهاب والتشدد، فإن ثمة وجهًا آخر على النقيض لم يغب لكنه توارى بعض الشيء، ألا وهو الهوية الصوفية للصعيد.

يقول أحمد الجارد، الباحث التاريخي، المنحدر من محافظة قنا بصعيد مصر: إن ما كُتب عن فترة العنف التي تزامنت مع صعود الجماعة الإسلامية بمحافظات أسيوط وقنا والمنيا خلال الثمانينيات والتسعينيات، لم يُرصد فيه منع لمولد أو هدم لمقام.

وتابع في تصريحات لـ«المَرْجِع»: «لا يعني ذلك أن هؤلاء الإرهابيين كانوا لا يحملون عداءً للصوفية»، مشيرًا إلى أن فشلهم في استهداف التصوف سببه متانة الهوية الصوفية لأهالي الصعيد.

وقصر الباحث نطاق تأثر «الصوفية» بالإرهاب على المناطق التي كانت تُمثل معقل الجماعة الإسلامية، مشيرًا إلى أن هذه المناطق عادت إلى هويتها الصوفية فور إعلان «مبادرة وقف العنف» التي تراجعت بمقتضاها الجماعة الإسلامية عن أفكارها المتطرفة عام 1997.

وتمتلك الصوفية في الصعيد مكانةً مجتمعيةً، سببها تدخل مشايخها في حلِّ المنازعات الأسرية، فيما تقدم ساحات الطرق خدمات بالمجان للمسافرين والفقراء، وبسبب هذه الحالة ذكرت بعض أدبيات الجماعة الإسلامية أن الوجود الصوفي المرتبط بالخرافات -على حد قولها- كان دافعًا لظهور الجماعة الإسلامية لرفض هذه الخرافات.

وقد بدأت الجماعة الإسلامية -نهاية فترة السبعينيات- ككيان سلفي طلابي بجامعة أسيوط، وسرعان ما انتقلت إلى جامعات الصعيد لتتحول بعد ذلك إلى الفكر الجهادي وحمل السلاح ضد الدولة، وتورطت الجماعة في عمليات إرهابية بين اغتيال مسؤولين رسميين في الدولة مثل رئيس مجلس النواب المصري رفعت المحجوب في أكتوبر 1990، واستهداف السياح للانتقام من حكوماتهم.
"