تحرير آخر جيوب «داعش» بسوريا.. فهل انتهى التنظيم الدموي فعليًّا؟
على ما يبدو، فقد اقتربت قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة، والمعروفة بــ«قسد» من السيطرة على آخر جيب لتنظيم «داعش» الإرهابي في شرق سوريا.
وذكرت مصادر لوكالة «رويترز»، أمس الثلاثاء، أن عشرات الشاحنات التى شوهدت تسير على طريق متجهة إلى قرية «الباغوز» على ضفة نهر الفرات قرب الحدود العراقية، حيث يتحصن مئات من مقاتلي التنظيم، دخلت لإجلاء من تبقى من المدنيين.
وتقول قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة إن عزل المدنيين في الجيب الواقع في قرية «الباغوز» عن الجهاديين المتبقين والمتحصنين هناك يمثل خطوة حاسمة نحو السيطرة على المنطقة في نهاية المطاف، وهذه آخر منطقة يسيطر عليها التنظيم المتشدد في شرق سوريا.
ولا يزال التنظيم يسيطر على مناطق بالصحراء في وسط سوريا، ويشن هجمات على غرار حرب العصابات في مناطق خسرها في كل من العراق وسوريا.
وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية بمساندة تحالف دولي تقوده أمريكا على ربع أراضي سوريا الواقعة إلى الشرق من نهر الفرات، منذ عام 2015 وقالت إن فصل المدنيين هناك عن المسلحين أمر ضروري.
وكانت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه قالت في وقت سابق اليوم الثلاثاء، إن هناك نحو 200 أسرة محاصرة في الجيب ودعت إلى إقامة ممر آمن لهم.
وفقد التنظيم في عام 2017 معظم أراضيه في كل من العراق وسوريا، خلال حملات عسكرية منفصلة شنتها قوات سوريا الديمقراطية والحكومتان العراقية والسورية، بعد نحو أربع سنوات من استهدافه عسكريًّا من تحالف يضم 79 دولة تقودها الولايات المتحدة، تكلف مليارات الدولارات، غير أن التنظيم الدموى لا يزال يشن هجمات، وقال مسؤولون غربيون إنه لا يزال يمثل خطرًا.
التحرك الذي ينفذه عناصر التنظيم، ربما يكون مؤشرًا لإعادة إحياء الخلافة المزعومة مرة أخرى، حيث تحذر معلومات استخباراتية سرية من أنشطة ونوايا «داعش»، فيما يدعو الخبراء المطلعون على هذه المعلومات إلى الحذر.
وقال أليكس يونجر، رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني «إم آي 6» خلال مؤتمر ميونخ للأمن مؤخرًا: "الهزيمة العسكرية «لدولة الخلافة» لا تمثل نهاية للتهديد الإرهابي، مضيفًا: «نرى التنظيم لهذا السبب يتحول، وينتشر داخل سوريا، بل وخارجها أيضًا، هذا هو الشكل التقليدي لمنظمة إرهابية».
وحذر الجنرال جوزيف فوتل، الذي يدير القيادة المركزية الأمريكية، من أنه على الرغم من تفكك شبكة تنظيم «داعش»، فإنه يجب استمرار الضغط، وإلا فإن مكونات التنظيم سيكون لديها القدرة، على الاتحاد مرة أخرى، إذا لم نفعل ذلك.
وتشير التقديرات إلى أن عدد مقاتلي التنظيم، الذين تفككوا عبر الأراضي، التي سيطر عليها في سوريا والعراق، يتراوح بين 20 ألفًا و 30 ألف مقاتل، الكثير منهم لن يرغبوا في العودة، إلى بلادهم الأصلية، خشية الخضوع للتحقيقات، ومن ثم السجن.
وعلى الرغم من أنه غير مرجح أن يُسمح لأي «خلافة» من أي حجم بإعادة تأسيس نفسها، على الأرض مرة أخرى، لكن التقرير يشير إلى أن الكثير من العوامل، التي غذت النجاح المبكر لتنظيم داعش لا تزال قائمة.
ويقول جاردنر، إن العراق مازال مملوءًا بميليشيات شيعية، بعضها ممول ومدرب ومسلح من جانب إيران، وهناك تقارير مثيرة للقلق، عن أن بعض القرويين السنة يُطردون من منازلهم، وفي بعض الحالات يتهمون عن طريق الخطأ بتأييد تنظيم داعش، وفي بعض المناطق، تسير فرق «انتقام شيعية»، في الشوارع ليلًا مع حَصَانة من العقاب، لذا فإن العراق في حاجة ماسة، إلى عملية مصالحة وطنية، وحكومة تشمل الجميع، من أجل تجنب إعادة إنتاج نسخة ثانية من تنظيم «داعش»، أما في سوريا لا يزال العامل، الذي فجر الحرب الأهلية الكارثية في البلاد، يجلس منتشيًا بالنصر، داخل قصره في دمشق، وفقًا للتقرير.





