في ذكرى وفاته.. هكذا خطط عمر عبدالرحمن لإسقاط الدول
قبل عامين، أطلّ أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، عبر مقطع مصور مدته ساعة كاملة؛ لرثاء ونعي أحد منظري الفكر الجهادي، بعد أن توفى في محبسه بسجون الولايات المتحدة الأمريكية، يوم 18 فبراير 2017، هو عمر عبدالرحمن، الذي قُبض عليه؛ لتورطه في تفجيرات نيويورك عام 1993، وحُكم عليه بالسجن المؤبد.
كانت نقطة انطلاق «عبدالرحمن» نحو التكفير، رسالة دونها في سبعينيات القرن العشرين، بعنوان «موقف القرآن من خصومه»، والتي نال بها درجة الدكتوراه من جامعة الأزهر، بتقدير «امتياز مع مرتبة الشرف»، وحوت بين طياتها ترويج لفكر المنظر الإخواني، سيد قطب، ودعوات هدم الدولة، وقتال من يرفض الحكم بالشريعة وحدها، وإقرار مبدأ «الحاكمية».
استهل رسالته بالإشارة إلى أنه لا ينبغي أن يوجد دين غير الإسلام في الجزيرة العربية، واعتبر ما دون المسلمين هم مشركون يجب قتلهم، وتناول قضية الجزية التي تستند لها أغلب التنظيمات الإرهابية، فيقول: «إما يعطون الجزية للدولة الإسلامية وإما يقاتلون وإما يدخلون في الإسلام، والجزية بدل عن حمايتهم والدفاع عنهم، فإذا اشتركوا مع المسلمين في الجيش طوعًا سقطت عنهم الجزية، فهي أشبه بالبدل النقدي للخدمة العسكرية في عصرنا الحاضر».
وأشار إلى خصائص الدولة الإسلامية في سياق رفضه للدولة الدينية؛ إذ زعم أنه ليس لفرد أو أسرة أو طبقة أو حزب نصيب من الحاكمية «فهي لله وحده، وليس لأحد من دون الله شيء من التشريع، والمسلمون جميعًا لا يستطيعون أن يشرعوا».
ويستكمل مساعيه لهدم الدولة، قائلًا: إن الحكومات لا تستحق الطاعة من الناس إلا لأنها تحكم بما أنزل الله وتنفذ أمره، فهناك سلطة عليا مؤسسة هي الحاكمة فوق الدولة وهي الشريعة، والدولة سلوكها مقيد بها.
وانتقل إلى إباحة القتل، خلال باب معنون بـ«الجهاد وأحكامه»؛ إذ قسّم الجهاد إلى ثلاثة أنواع، مجاهدة العدو الظاهر ومجاهدة الشيطان ومجاهدة النفس، ووصفه بأنه ضرورة لحماية التوحيد.
وكان «عبدالرحمن» من أبرز المؤيدين لحكم الإخوان؛ لذا طالب قيادات في الجماعة الإسلامية تدخل الرئيس المعزول محمد مرسي؛ للإفراج عن أمير الجماعة الإسلامية، وهو ما استجاب له الرئيس المنتمي للإخوان، وكلف قنصل مصر لدى نيويورك يوسف زادة، بزيارة عمر عبدالرحمن، في يناير 2013، وكانت المرة الأولى التي يزوره فيها أي دبلوماسي مصري منذ 20 عامًا.





