يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

رغم الخلاف بين طالبان والحكومة.. أمريكا تضع سيناريو إنهاء الحرب في أفغانستان

الإثنين 11/فبراير/2019 - 06:50 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

 في زيارة مفاجئة وغير معلنة، ذهب القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، باتريك شاناهان، اليوم الإثنين 11 فبراير 2019 إلى أفغانستان، وذلك للقاء مسؤولي البلاد وعلى رأسهم الرئيس أشرف غني، ومحاولة وضع سيناريو منطقي وفعال لإنهاء الحرب الأمريكية المستمرة منذ 17 عامًا في الأراضي الأفغانية.


رغم الخلاف بين طالبان

وتأتي هذه الزيارة في إطار الخطوات التي تنتهجها الإدارة الأمريكية لنزع الخلافات وإقرار التوافق بين الأطراف المختلفة في البلد الآسيوي تمهيدًا لإنهاء حالة الحرب، فوفقًا للتصريحات الصحفية المقتضبة لشانهان حول الزيارة، فإن الولايات المتحدة  تهدف إلى إشراك الحكومة الأفغانية في مفاوضات السلام مع طالبان حتى يتسنى لها الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية والإقليمية في المنطقة.


نقاط الخلاف

على الرغم من الرغبة الأمريكية في ضم حكومة غني إلى المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وحركة طالبان حول إحلال السلام في المنطقة، فإن الحركة المتطرفة ترفض دومًا وجود الحكومة على طاولة الحوار معها.


ومن الدلائل القريبة على ذلك، شهد الأمس رفض مسؤولي الحركة للمبادرة التي قدمها أشرف غنى حول تأسيس مكتب رسمي لطالبان في المنطقة الملائمة لهم في البلاد وبدلًا عن ذلك طالبت الحركة باعتراف علني ودولي بمكتبها في قطر (الراعي الرسمي للحركات المتطرفة).


وحتى عندما بدأت المفاوضات الأمريكية الأخيرة مع الحركة في 21 يناير 2019 رفضت طالبان علنًا وجود الحكومة في المفاوضات لأنها لا تعترف بامتلاكها لشرعية الحكم، ما يشير إلى أن المباحثات الحالية من المحتمل أن تسلب الحكومة قوتها ومكانتها السياسية وتزيد من سيطرة طالبان العنيفة على البلاد في المستقبل.


ومن العوامل الأخرى التي تمثل مرتكزًا خلافيًّا آخر هو سحب القوات الأمريكية بالكامل من البلاد، إذ تتناقض التصريحات بين الطرفين الأمريكي وطالبان حول جدية هذا الانسحاب، ففي الوقت الذي يشهد تصريحات من مسؤولي الحركة حول تقليص نصف القوات الأمريكية في أراضي البلاد تنفي الولايات المتحدة وجود أي جدول زمني لسحب القوات، ليبقى هذا المطلب محل خلاف قائم بين الطرفين، ولكن يبدو أن المستقبل سيحمل بالضرورة حلًا لهذه الإشكالية طالما أن الولايات المتحدة لا تزال تريد تقليل خسائرها العسكرية في المنطقة، ولكنها على الجانب الآخر ترى في البقاء ضمانة لعدم استغلال حالة الاضطراب في البلاد كمنصة لتهديد آمنها الاستراتيجي.


رغم الخلاف بين طالبان

تفاؤل أمريكي

تشير هذه الزيارة ضمنيًا إلى إتفاق جدي قادم بين الطرفين تسعى على إثره الولايات المتحدة لتذليل جميع العقبات في سبيل ذلك، إذ ترأس المبعوث الأمريكي الذي يقود مفاوضات السلام مع طالبان،  زلماي خليل زاد وفد بلاده الذي بدأ منذ 10 فبراير 2019 زيارة إلى ست دول وهي: تركيا وقطر وأفغانستان وباكستان وبلجيكا وألمانيا لتحقيق التفاهم بين الفصائل المختلفة لإنهاء الأزمة الأفغانية.


وعليه يتضح أن وجود شانهان في البلاد يعطي مقدمات بل ويمهد لنقاط رئيسية سيتفق عليها زلماي مع مسؤولي البلاد وزعماء الحركة حين يأتي موعد اللقاء الأفغاني على جدول زيارة زلماي.


وفي السياق ذاته، أكد قائد القيادة المركزية الأمريكية، جوزيف فوتيل أن المفاوضات الجارية حاليًا بين بلاده والحركة تبدو كفرصة حقيقية للسلام وتهدئة الأوضاع منذ أن بدأت أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة.


رغم الخلاف بين طالبان

محللون أمريكيون

على صعيد متصل أصدر مركز البحث التابع للكونجرس الأمريكي مطلع يناير 2019 ورقة بحثية حول العلاقات المتشابكة بين البلدين، وأكدت الدراسة أن أفغانستان تمثل مصدر قلق رئيسي لسياسة وأمن الولايات المتحدة منذ عام 2001 ، نظرًا لاختيارها من قبل تنظيم القاعدة كمنصة للعمليات الإرهابية ضد البلاد.


بينما عبر المسؤولون العسكريون الأمريكيون عن تفاؤل أكبر بشأن مسار الحرب في عام 2018 ، كما لفتوا إلى أن صناع السياسة لديهم فرصة أفضل في 2019 لإنهاء هذه الحرب الطويلة.

 

"