ad a b
ad ad ad

ما أبعد من حلم «الخلافة».. مُنَظِّر قاعدي مصري يبحث عن بذور «أمة الإسلام»

الإثنين 30/أبريل/2018 - 03:43 م
الجهادى طارق عبد
الجهادى طارق عبد الحليم
سارة رشاد
طباعة
من بين جهاديين عرب حلّوا على الغرب في ثمانينيات القرن الماضي، كان مهندس مصري، جهادي، منتمٍ إلى تنظيم «القاعدة»، يُدعى طارق عبدالحليم «70 عامًا» قد وصل كندا لاجئًا؛ ليكمل هناك تحت أعين السلطات الرسمية مسيرة تنظير جهادي، كان قد بدأها في مصر.

أكثر من 30 عامًا قضاها «عبدالحليم» بين التطرف والتنظير، حتى كان آخر دراساته تلك التي نشرها عبر قناته الرسمية على تطبيق «تليجرام»، وحملت عنوان «إقامة الدولة وبناء الأمة.. الحقيقة العارية».

في 11 صفحة خرج الجهادي المعروف كـ«منظّر لتنظيم القاعدة»، وأحد المؤثرين في المشهد السوري، عن حدود الحلم التقليدي لتيار الإسلام الحركي، الذي يتلخص في إقامة «دولة الخلافة المحكومة بما أنزل الله»، فذهب للبحثِ عن سُبل إقامة الأمة الإسلامية، وليس الدولة.

وفي خضمِّ تحديده طُرُق النهوض بالأمة الإسلامية، لم يُكَفّر «عبدالحليم» نصًّا المجتمعات ذات الأغلبية الإسلامية، لكنه في الوقت نفسه رأى أن هذه المجتمعات ليست مسلمة، ولا ترقى حتى إلى أن تكون بذرة تقام عليها الأمة الإسلامية.

واستقر على أن هذه المجتمعات قد تحوي حفنة صغيرة من العَالِمِين بأمور دينهم، مشيرًا إلى أن هؤلاء -بجانب تجمعات صغيرة مشتتة منتشرة حول العالم- هم الأجدر بإقامة تلك الأمة.

ووجه الجهادي القاعدي نقدًا لجماعات الإسلام الحركي، فيما يخص تعاليهم على غير العَالِمِين بأمر الدين من وجهة نظرهم، محملها مسؤولية ترسيخ مشهد التَّشتُّت الذي يتحدث عنه، ذاهبًا إلى أن تأسيس مشروعات صغيرة تُرَكِّز على تعليم الأطفال الدين -كما يتصوروه- سيُسهم في تغيير الواقع على المدى القريب.

وفي سياق التناول الواقعي، الذي تعمَّد الإشارة إليه في أكثر من موقع خلال الدراسة، استقر «عبدالحليم» على أن إقامة دولة الخلافة في الوضع الدولي القائم، أمر في غاية الصعوبة؛ بسبب الحسابات الدولية، التي تعيق إقامة أي دولة، سواء كانت إسلامية أو غير ذلك.

ولتجاوز هذه الحسابات رأى أن إقامة دولة الخلافة تكون عبر «الانحلال» و«الانشقاق»، والأولى أن تأتي حكومة إسلامية مكان حكومة «لا تحكم بما أنزل الله»، ولم يحدد ما إذ كان هذا القدوم بالعنف أو السُّبل المعمول بها من انتخابات وتداول للسلطة. 

أما فيما يخص الانشقاق، فأوضح أنه يكون من خلال إعلان مجموعة من الأناس اقتطاعهم قطعة أرض من أي دولة في أي قارة، ويفرضون على الواقع الدولي رغبتهم.

ويعد طارق عبدالحليم ضمن أخطر الشخصيات العربية الهاربة في الخارج، إذ يُعتبر ضمن رموز الصف الأول في تنظيم «القاعدة»، وقادرًا على تحريك قطاع كبير من العاملين ضمن صفوف التنظيم، كما أن له دورًا في المشهد السوري؛ إذ يعتبر أحد الأصوات التي أسهمت في إشعال المشهد، وتوصيل السلاح للإرهابيين في بدايته، وتدريجيًّا تحول إلى دور الوسيط، والمصلح بين الفصائل المتنازعة.

الكلمات المفتاحية

"