مع دعوات أمريكية لإعادتهم لأوطانهم.. «دواعش الشمال السوري» قنبلة موقوتة
الثلاثاء 05/فبراير/2019 - 04:38 م
أحمد لملوم
حثت الولايات المتحدة، الدول الأخرى، أمس الإثنين ، على إعادة مئات المتطرفين الإسلامويين من سوريا ومحاكمتهم في أوطانهم، خاصة مع تنامي تحذيرات من أن قوات سوريا الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية والمعروفة بـ«قسد»، والتي لعبت دورًا رئيسيًّا في هزيمة تنظيم «داعش»، قد لا تكون قادرة على حراسة سجونها بمجرد مغادرة القوات الأمريكية الشمال السوري، حيث يقبع هؤلاء المتطرفون، بسبب تخوفات من هجوم تركي.
وقال روبرت بالادينو المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان صحفي: «تدعو الولايات المتحدة الدول الأخرى لإعادة مواطنيها المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية، ومحاكمتهم في أوطانهم، ونثني على الجهود المستمرة التي تبذلها القوات من أجل إعادة هؤلاء المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى بلدانهم الأصلية».
يأتي هذا الإعلان قبل يومين من اجتماع وزراء خارجية حلفاء الولايات المتحدة في واشنطن لإجراء محادثات حول التحالف الدولى لمحاربة تنظيم «داعش»، مع وجود علامات استفهام حول كيفية المضي قدمًا دون الدعم العسكري من الولايات المتحدة.
وفاجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحلفاء الغربيين، في 19 ديسمبر، بإعلانه أن
الولايات المتحدة ستسحب قواتها، البالغ قوامها 2000 جندي من سوريا، معلنًا
أن تنظيم «داعش» قد هُزم، غير أن وزارة الخارجية الأمريكية قالت في بيان
لاحق، إن التنظيم الإرهابي لا يزال لديه مقاتلون يثيرون القلق ويمكنهم
تحقيق أضرار.
وأضافت
الوزارة في البيان: «على الرغم من تحرير الأراضي التي سيطر عليها تنظيم
داعش في العراق وسوريا، لا يزال التنظيم يشكل تهديدًا إرهابيًّا كبيرًا
والعمل معًا أمر حتمي لمواجهة هذا التحدي الأمني الدولي المشترك».
ومن
بين الدول الأكثر اهتمامًا بهذا الأمر فرنسا، والتي تعرضت لسلسلة من
الهجمات التي نفذها مؤيدون لتنظيم «داعش» الإرهابي منذ 2015، أسفرت عن مقتل
العشرات من مواطنيها وإصابة مئات آخرين.
وفتحت
الحكومة الفرنسية الباب الأسبوع الماضي أمام احتمال إعادتها لمواطنيها من
المتشديين المحتجزين في سوريا، بعد أن أصرت في وقت سابق على وجوب محاكمة
هؤلاء الإرهابيين في الدول التي تم القبض عليهم فيها دون تدخل من فرنسا.
وقالت
وزارة الخارجية الفرنسية إن هدفها هو «تجنب هروب وانتشار هؤلاء الأفراد
الخطرين في مناطق مختلفة» ، واعترفت الوزارة بأن الوضع على الأرض في سوريا قد
يتغير مع الانسحاب الأمريكي.
وقال
مصدر أمني فرنسي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة «فرانس برس»، في وقت سابق، إنه يمكن إعادة 130 شخصًا إلى وطنهم، وقال مسؤول فرنسي آخر إن هؤلاء من
بينهم من 70 إلى 80 طفلًا محتجزين مع أمهاتهم.
وتشعر
قوات سوريا الديمقراطية بالقلق من أنه بدون وجود قوات أمريكية كحاجز صد،
سيتم هزيمتها من قبل تركيا المجاورة، التي تعتبرها جماعة إرهابية والتي تساويها مع الانفصاليين الأكراد في الداخل التركي.
وأبلغ
قادة القوات ذات الأغلبية الكردية مسؤولين غربيين، أنهم قد يفقدون السيطرة
على سجونهم ويعيدون توجيه الحراس إلى أماكن أخرى في حالة شن تركيا هجومًا ضد المناطق التي يديرونها.





