ad a b
ad ad ad

بعد استفتاء الحكم الذاتي.. الإرهاب يعقد المشهد السياسي في الفلبين

الأربعاء 30/يناير/2019 - 04:12 م
المرجع
أحمد لملوم
طباعة
تعهدت السلطات الفلبينية بسحق الإرهابيين بعد تفجيرين مزدوجين وقعا خلال قداس بكنيسة جنوبي البلاد، الأحد، قتل فيه 20 شخصًا على الأقل، وأصيب 81 آخرون في واحدة من أكثر الهجمات دموية خلال السنوات القليلة الماضية، في منطقة يعصف بها عدم الاستقرار منذ فترة طويلة.

ونغص التفجيران حالة الأمل والتفاؤل التي تعيشها الفلبين، بعد إعلان يوم الجمعة الماضية عن الموافقة على إقامة منطقة تحظى بالحكم الذاتي في جنوب الفلبين بحلول 2022، ووقع التفجير الأول داخل الكاتدرائية بجزيرة جولو في إقليم سولو وأعقبه تفجير ثانٍ خارجها، بينما كانت قوات الأمن تهرع إلى المكان.
سلفادور بانيلو
سلفادور بانيلو
وقال سلفادور بانيلو، المتحدث باسم الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي: «تحدى أعداء الدولة بوقاحة قدرة الحكومة على ضمان سلامة المواطنين في هذه المنطقة، القوات المسلحة الفلبينية ستكون على قدر التحدي وستسحق هؤلاء المجرمين الذين لا رب لهم».

ويأتي الهجوم بعد أيام من أعلن الجيش الفلبيني تصفية 3 عناصر إرهابية خلال اشتباكات وقعت في جنوب البلاد، ضمن حملة أمنية استهدفت القضاء على «همام عبدالنجيب» المعروف باسم «أبو دار» الإرهابي البارز والقيادي الذي ساعد في تنفيذ حصار مدينة «ماراوي» عام 2017، لكن «عبدالنجيب» استطاع الهروب والإفلات من قبضة الجيش.

والإرهابي الهارب «همام عبدالنجيب» هو ابن عم الأخوين «ماؤوتي»، اللذين خططا مع «إيسنيلون هابيلون»، المعروف أيضًا بـ«أبوعبدالله الفلبيني»، القائد العام لتنظيم داعش الإرهابي في الفلبين لحصار مدينة «ماراوي»، وقد صفت قوات الأمن الفلبينية الأخوين ماؤوتي وهابيلون خلال الاشتباكات مع قوات الأمن، لينتهي حصار المدينة الذي استمر 5 أشهر، وأودى بحياة 1200 فرد، معظمهم من المسلحين بقيادة «هابيلون».

ذلك ما أكده الجنرال يان إجنس في مؤتمر صحفي أعلن فيه أن جنودًا مدعومين بطائرات هليكوبتر ونيران مدفعية أخرجوا المسلحين من معسكر مخفي في الغابات بالقرب من مدينة سلطان دومالوند على بعد نحو 50 كيلومترًا جنوب مدينة مراوي، والتي مازالت تعاني من آثار الاشتباكات بين الميليشيات الإرهابية وقوات الأمن الفلبينية.
بعد استفتاء الحكم
ويوجد تاريخ طويل يعود إلى سبعينيات القرن الماضي من الصدام بين الفلبين والجماعات المتطرفة، فقد بدأت جبهة تحرير مورو قتال الحكومة؛ من أجل التمتع بحكم ذاتي، وبعد العديد من الصدامات والمواجهات الدموية ظهرت «جبهة تحرير مورو الإسلامية» عام 1984، والتي استمرت في نشاطها المتشدد في جنوب الفلبين، وتعتبر «الجبهة الإسلامية» تنظيمًا منبثقًا عن "جبهة تحرير مورو"، التي أُسست عام 1962.

وتحتضن الفلبين أيضًا تيارات متشددة أخرى مثل «جماعة أبوسياف» التي كانت على علاقة بتنظيم القاعدة، ثم على علاقة بتنظيم «داعش» ومجموعات متشددة أخرى في عموم جنوب شرق آسيا، وتقاتل في الفلبين لأكثر من 25 عامًا.

وانشقت جماعة «أبوسياف» عن جبهة التحرير الوطنية «جبهة مورو»، وأُسست في تسعينيات القرن الماضي، تحديدًا في العام 1991 في جنوبي الفلبين، وأنشأها عبدالرزاق أبوبكر جنجلاني والمعروف باسم «أبوسياف»، بتمويل من تنظيم القاعدة، وتحارب من أجل تأسيس إقليم إسلامي مستقل في الفلبين.
"