ad a b
ad ad ad

صفعة قوية للدوحة.. «ديني» يضرب قطر في الصومال ويفوز برئاسة «بونتلاند»

الأربعاء 09/يناير/2019 - 08:24 م
المرجع
علي رجب
طباعة

في ضربة قوية لرجل قطر، فهد ياسين، نائب مدير الاستخبارات والأمن القومي الصومالي، انتخب سعيد عبدالله محمد «ديني» رئيسًا لولاية بلاد بنط «بونتلاند» شمال شرق الصومال، لخمس سنوات مقبلة، بعد فوزه في الانتخابات التي أجراها برلمان الولاية، أمس الثلاثاء 8 يناير 2019.

صفعة قوية للدوحة..

يُشار إلى أن زعماء الولاية أعلنوا عام 1998 «بونتلاند» دولة مستقلة، ولكن حكومة الصومال الحالية ترى في ذلك محاولة لجعل الصومال جمهورية فيدرالية، وعلى صعيد متصل تعد «بونتلاند» من الولايات الرافضة للوجود القطري والإخواني في «أرض البنط».


وتبلغ مساحة أرض البنط نحو 215.510 كم مربع، أي ما يُعادل ثلث مساحة الصومال تقريبًا، وعدد سكانها التقريبي 4 ملايين نسمة، حسب إحصائيات عام 2000.


واستطاع سعيد عبدالله ديني حسم الانتخابات لصالحه بحصوله على 35 صوتًا، مقابل 31 لمنافسه الجنرال أسد عثمان عبدالله ديانو، رئيس الاستخبارات السابق في بونتلاند.


وجاء فوز «ديني» وهو سياسي ورجل أعمال صومالي من مواليد العاصمة مقديشو، ليُشكل ضربة لمخطط رجل قطر في مقديشو «فهد ياسين»، والذي دعم أكثر من مرشح للإطاحة بخصوم قطر والإخوان في بلاد البنط.


وكان «فهد ياسين» يدير الانتخابات في بلاد البنط عبر أذرعه الإرهابية، والاعتماد على العناصر الموالية من الرجل الثاني في حركة الشباب الإرهابية واللاجئ إلى الدوحة، محمد سعيد أتم، والذي أدرجتها دول الرباعي العربي (السعودية ومصر والإمارات والبحرين) الداعية لمكافحة الإرهاب، في نوفمبر 2017 على قوائم الإرهاب.


وقد فشل «ياسين» و«أتم» في مهمتهما من أجل حسم الانتخابات لصالح مرشحين مدعومين من قطر، وهو ما يُشكل أولى هزائم قطر والإخوان في الصومال، ضمن مخطط السيطرة على الولايات الصومالية.


و«أتم» أسس فرع حركة الشباب في تلال «جالجالا» بأرض البنط، وشنَّ هجمالت دامية لسنوات طوال ضد حكومة «بونتلاند»؛ حيث اتهمته السلطات بزعزعة أمن واستقرار «أرض البنط» ومحاولة تنفيذ عمليات اغتيال ضد قادة الولاية، بحسب موقع «جاروي أونلاين - Garowe Online».


ويُشكل انتخاب «ديني» رئيسًا لولاية «بونتلاند» انتصارًا للمحور المعتدل والدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وأيضًا هزيمة لرجل قطر والإخوان، وانتصارًا لشعب بونتلاند في مواجهة التطرف والإرهاب.


ولد رئيس بونتلاند الجديد في مقديشو عام 1966، ودرس في العاصمة؛ حيث تلقى "ديني" تعليمه الأساسي إلى أن تخرج في كلية اللغات في الجامعة الوطنية.


وبعد انهيار الحكومة المركزية في الصومال لعب دورًا مهمًّا في إعادة إحياء المؤسسات التعليمية، والصحية، والمجالات الأخرى، خصوصًا المتعلقة بتنمية المجتمع في بونت لاند، ثم سافر إلى ماليزيا ودرس علم الإدارة والاقتصاد، وحصل على درجة الماجستير في الإدارة من جامعة برتا في ماليزيا، ثم بدأ بتحضير درجة الدكتوراه قبل أن يعود إلى الصومال.


ويعمل «ديني» في مجال التجارة وما يتعلق بالاقتصاد، وكان مديرًا لإحدى الشركات التجارية الكبرى في الصومال، والتي حققت إنجازات كبيرة في تنمية اقتصاد البلاد.


وفي المجال السياسي، شارك خلال الفترة ما بين 1994 و1998 في العديد من مؤتمرات المصالحة ومؤتمر تشكيل إدارة مناطق شمال شرق البلاد، وكان ضمن المندوبين الذين أنشؤوا إدارة بونتلاند.


ولعبت الإدارة التى شكلها «ديني» دورًا محوريًّا في إرساء قواعد من شأنها خدمة مصلحة البلاد والأمة.


وفي 2009، كان من أبرز المرشحين لتولي منصب رئيس الوزراء الصومالي في النظام الذي تمخص عن مؤتمر المصالحة في جبيوتي.


وفي عام 2012، انتخب عضوًا في البرلمان الفيدرالي، وفي عام 2014 عُيّن وزيرًا لوزارة التخطيط والتعاون الدولي الصومالية، وعضوًا في لجان الاقتصاد والتجارة في مجلس الوزراء، وعضوًا في لجنة الثروات الطبيعية في البرلمان الاتحادي.


وساحل ولاية بونتلاند يمتدّ من جراعد على المحيط الهندي إلى لاسو سُراد على خليج عدن، ويصل طول شواطئها نحو 1300كم مربع، تقريبًا نصف ساحل الصومال البالغ 3330 كم مربع.


وتعتبر مياه بونتلاند واحدة من أغنى مناطق العالم بالأسماك، كما أنها طريق استراتيجي مهمّ للسّفن التجارية، وتربط بين البحر الأحمر والمحيط الهندي، وتمرّ نصف موارد العالم من الهيدروكربونات (البترول ومشتقاته والغاز الطبيعي) عبر هذا الممر الاستراتيجي.

"