ad a b
ad ad ad

مفاجأة بحثية.. الإنطوائية أخطر أسباب الاتجاه للتطرف

الإثنين 07/يناير/2019 - 11:19 م
المرجع
أحمد لملوم
طباعة
حاول صانعو القرارات السياسية في الدول الغربية، لسنوات طوال، معرفة ما الذي يدفع الأشخاص نحو التطرف، واستخدمت دراسة بحثية حديثة العلوم الطبية لمحاولة فهم عملية تحول شخص لمتطرف.

مفاجأة بحثية.. الإنطوائية
ونشرت صحيفة «الجارديان» البريطانية تقريرًا، اليوم الإثنين، يفيد بأن الأبحاث الدولية التي أجريت عن مجموعات من الشباب المسلم، أظهرت أن مرحلة التطرف التي يصل إليها البعض، تأتي كنتيجة للإحساس بالانعزالية عن المجتمع.

وشارك باحثون من جامعة «كوليدج لندن» البريطانية في فريق دولي استخدم تقنيات تصوير الأعصاب في المخ، لمعرفة كيفية استجابة أدمغة الأفراد المشاركين في الدراسة للتهميش الاجتماعي، وأكدت نتائج الفحوصات أن الانعزالية تلعب دورًا رئيسيًّا في عملية التحول لشخص متطرف لديه استعداد لتنفيذ عملية إرهابيَّة.

وهذه النتائج تثبت عكس الاعتقاد السائد بين صانعي السياسة الغربيين بأن عوامل أخرى، مثل الفقر والنزعة الدينية المحافظة أو حتى الاختلال العقلي، هي الدوافع التي تجعل الأشخاص يصبحون متطرفين، وقال الباحث المشارك في الدراسة، نافيس حميد: «ما توصلنا له هذا يبدد هذه المعتقدات السائدة».

مفاجأة بحثية.. الإنطوائية
وفي الأسبوع الماضي، وخلال جلسة استماع لشهادته حول تواصله مع تنظيم «داعش» الإرهابي، قال شاب بريطاني يدعى «لويس لودلو»: «إن عضوًا في "داعش" كان يتواصل معه عبر الإنترنت، حاول إقناعه بتنفيذ عملية إرهابية في شارع أكسفورد المزدحم بمراكز التسوق في العاصمة البريطانية، لندن».

كما أصيب ضابط شرطة بريطاني من قوة تأمين محطة قطارات فيكتوريا بمدينة مانشستر، وهو يصارع شابًا يبلغ من العمر 25 عامًا، قام بطعن اثنين من الركاب في ليلة رأس السنة، واستطاع «لي فالنتاين» السيطرة على الإرهابي وطرحه أرضًا، إلى أن تمكن بمساعدة ثلاثة من زملائه من تكبيله، وأسهم ذلك في إنقاذ المزيد من الأشخاص الموجودين في مكان الحادث من التعرض للطعن.

مفاجأة بحثية.. الإنطوائية
واختار الباحثون مجموعة من الشباب المسلم، تقدر بنحو 535 شابًا في مدينة «برشلونة» الإسبانية والمناطق المحيطة بها، ليخضعوا لهذه الدراسة، وشهدت المدينة الإسبانية هجومًا إرهابيًّا عام 2017، عندما قتل إرهابيون تابعون لتنظيم داعش 13 شخصًا وأصابوا 100 آخرين.

ومن بين هؤلاء المشاركين في الدارسة، 38 شخصًا من أصول مغربية، ممن عبروا عن استعدادهم للمساهمة في عمل عنيف مرتبط بالتطرف الإسلاموي، وأظهرت نتائج فحص أدمغتهم وجود تأثير للانعزال الذي تعرضوا له.

ويرى «حميد» أن هناك حاجة ماسة ليس فقط لتحسين الظروف الاقتصادية التي يعيش فيها الأشخاص، بل يجب التركيز أيضًا على التخفيف من حدة التمييز بين الأشخاص، للحفاظ على السلم المجتمعي بشكل عام.

واتخذت بريطانيا عدة إجراءات لمكافحة النشاط الإرهابي مؤخرًا، كان أبرزها الاستراتيجية التي قدمها «ساجد جاويد»، وزير الداخلية، لمواجهة النشاط الإرهابي في البلاد، وتشمل زيادة التعاون بين الأجهزة الأمنية بشأن مراقبة الأشخاص المشتبه في تحولهم للتشدد، ومشاركة المعلومات التي بحوزة جهاز الاستخبارات مع عدد أكبر من الجهات الحكومية؛ لإيقاف محاولات التخطيط لشن هجمات إرهابية في مراحلها الأولى.

إضافة إلى زيادة أعداد أفراد الشرطة في المناطق المزدحمة وتجهيز فرق طبية للتدخل السريع في حالات الطوارئ، وتوسيع دائرة المراقبة الأمنية لتشمل الأشخاص الذين يتواصلون مع إسلامويين متشددين.
"