وصفها معارضون بـ«المهزلة».. انتخابات بنجلاديش بين الفقر والفساد والتهديدات الإرهابية
السبت 05/يناير/2019 - 12:02 ص
أحمد لملوم
تحاول المعارضةُ السياسية في بنجلاديش إيجاد مساحة تعبر فيها عن رؤيتها بشأن التعامل مع الأزمات في البلاد، وفي رسالة هي الأوضح للتعبير عن عدم الرضاء بما يجري في البلاد، انسحب ما يزيد على 40 مرشحًا من تحالف المعارضة أثناء التصويت في الانتخابات العامة التي جرت يوم الأحد الموافق 30 ديسمبر 2018.
وفازت رئيسة الوزراء، الشيخة حسينة، بولاية ثالثة، وحصل حزبها والأحزاب الحليفة لها على 288 مقعدًا في البرلمان من أصل 300 مقعد
المُتنافس عليها، لكن المعارضة وصفت العملية الانتخابية بأنها «مهزلة»،
ونددت بما وقع فيها من «عنف وتزوير»، وطالبت بإعادة الانتخابات.
ودعا
زعيم المعارضة، كمال حسين (يخوض تحالف جبهة الوحدة المعارض) خلال مؤتمر
صحفي يوم إعلان النتيجة، لجنة الانتخابات إلى «إلغاء هذه النتائج الهزلية
فورًا»، مُطالبًا بإجراء «انتخابات جديدة تشرف عليها حكومة حيادية»، وخلال
الحملة الانتخابية قُتِلَ نحو 17 شخصًا على الأقل في اشتباكات بين أنصار الحزب
الحاكم والمعارضة.
وتواجه بنجلاديش البالغ عدد
سكانها 160 مليون نسمة غالبيتهم مسلمون، تحديات عديدة منها الفقر والفساد
والتطرف الإسلاموي، ويخشى العديد من المراقبين أن تكون الأجواء الموجودة
حاليًّا في البلاد تجعلها أرضًا خصبةً لجماعات إرهابية لزيادة نشاطها في منطقة
تشهد تحركات كثيفة من الجماعات الإرهابية بالأساس، وهي منطقة جنوب شرق قارة
آسيا.
وقام سبعة مُسلحين من جماعة مجاهدي
بنجلاديش بقتل 20 شخصًا في مطعم بالعاصمة داكا يوليو 2016، وأعلن تنظيم داعش
الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم وحذر في بيان من أسماهم بـ«الدول الصليبية» من أن مواطنيها
لن يكونوا آمنين طالما «تقتل طائراتهم المسلمين» حسب البيان.
وكان
تنظيم داعش أعلن كذلك مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف مسجدًا للمسلمين الشيعة في
منطقة بوغرا بالشمال الشرقي من بنجلاديش، وقتل في الهجوم أحد المصلين على
الأقل؛ بينما جُرِحَ ثلاثة آخرون بعدما فتح مسلحون النار على رواد
المسجد خلال صلاة المغرب.
وفي نوفمبر 2018، أعلنت
الشرطة البنجالية، نجاحها في تصفية خورشيد علام، زعيم
جماعة مجاهدي بنجلاديش، وقال سوناتون شوكرابورتى، المتحدث باسم الشرطة
البنجالية، إن خورشيد، الذي كان يوصف بـ«أمير» أخطر الجماعات المتشددة هناك، قُتِلَ في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن شمالي مدينة شيجانش،
مُضيفًا: «قُمِنَا بتنفيذ عملية خاصة استهدفت مخبأً سريًّا للجماعة المتشددة، وعندما
حاول مقاتلوها مقاومتنا، كان خورشيد أحد قتلي الاشتباكات».
وبرز «علام» في الجماعة الإرهابية بعد ضعف الحرس القديم لها، على أثر إعدام
الشيخ عبد الرحمن، وخمسة من كبار القادة للجماعة مارس 2007، واتهم خورشيد
علام بتدبير عدد من الهجمات في أنحاء بنجلاديش ذات الأغلبية المسلمة، منها
مقتل الكاتب الصحفي شاهزان باتشيو، بمنطقة مونشيجاني المركزية يونيو
الماضي.
وتحت عنوان «صعود الإرهاب في بنجلاديش»،
أصدر موقع بوابة الأبحاث دراسةً، حذرت من أن الفقر والاضطراب والصراع
السياسي في البلاد، قد يدفعها نحو مزيدٍ من التطرف، كما لفتت الورقة البحثية
إلى التداعيات السلبية، التي شكلتها الهجمات الإرهابية والمجموعات المتطرفة
النشطة في المنطقة.





