ad a b
ad ad ad

بعد حجب «إنستجرام».. إيران تواصل تكميم أفواه مواقع التواصل

الجمعة 04/يناير/2019 - 03:46 م
المرجع
محمد شعت
طباعة

في ظل الاحتجاجات التي تشهدها إيران خلال الآونة الأخيرة، واتساع دائرة الغضب لتشمل العديد من الفئات، لجأت السلطات إلى حجب إنستجرام»؛ لينضم إلى قائمة طويلة من الممنوعات، خاصة في ظلِّ مخاوف النظام من مواقع التواصل الاجتماعي.


وتحظر السلطات الإيرانية مواقع عدة منذ الأحداث الاحتجاجية التي شهدتها البلاد في 2009؛ حيث تم حظر المواقع الأشهر «فيسبوك» و«تويتر» و«تيليجرام»؛ وذلك في محاولة لتحجيم التواصل الشعبي، الذي يؤدي إلى اتساع رقعة الاحتجاجات، إضافة إلى خشية النظام الإيراني من انفتاح الشعب على العالم الخارجي.


 للمزيد: بعد اتساع دائرة الغضب.. ننشر خريطة التظاهرات الفئوية في إيران

بعد حجب «إنستجرام»..

موجة غضب

الخطوة الجديدة التي أقدمت عليها إيران بحجب «إنستجرام» فجرت موجةً جديدةً من الغضب، في ظلِّ تمادي النظام الإيراني في حجب مواقع التواصل الاجتماعي وتقييد الحريات، وانتقدت صحف إيرانية إقدام النظام على هذه الخطوة، واعتبرتها ليست حلًّا، خاصة بعدما كشف جواد جاويد نيا، نائب إدارة شؤون الفضاء الإلكتروني في الادعاء العام الإيراني، صدور حكم قضائي يحظر التطبيق.


وذكرت تقارير صحفية إيرانية، أن إيران خاضت تجربة المنع والتصدي للتطور التكنولوجي منذ سنوات، إلا أن هذه السياسة لم تمنع الاحتجاجات، ولكنه يعزز سبل انتهاك القانون والالتفاف عليه، خاصة أن الشباب الإيراني يتحدى هذه القرارات، ويستخدم برامج للوصول إلى هذه المواقع، وخرق هذه القوانين المقيدة للحريات.


وتأتي الخطوة الجديدة بعدما قامت السلطات في أبريل الماضي بحجب تطبيق تيليجرام ذي الرسائل المشفرة، الذي يستخدمه أكثر من 40 مليون إيراني؛ بسبب دوره في الاحتجاجات التي شهدتها إيران نهاية عام 2017.


وسبق لإيران اتخاذ خطوات كثيرة مماثلة في حجب مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الموسيقى؛ وذلك لمنع أي محاولات انفتاح على العالم الخارجي، أو تسريب الانتهاكات التي يرتكبها النظام بحق الشعب عبر هذه المواقع، وفي كل مرة تلقى مثل هذه القرارات موجة استنكار شعبية، إلّا أن النظام لا يلتفت إلى مثل هذه المطالب؛ ما يؤدي إلى زيادة الاحتقان الشعبي.


للمزيد: إيران بين نارين.. التفاوض مع البلوش أو نسيان جنودها المختطفين

بعد حجب «إنستجرام»..

مخاوف من الإعلام البديل

الباحث في الشأن الإيراني، هشام البقلي، قال في تصريح خاص لـ«المرجع»: إن قناعة التضييق والتقييد لدى النظام الإيراني لن تتغير؛ لأنها ركيزة الحكم الأولي لديه؛ لذلك فإنه ليس من المستغرب أن يتمادى النظام في اتخاذ مثل هذه الإجراءات التي فشلت في تحقيق رغبات النظام منذ سنوات، وأدت إلى مزيد من الاحتقان والغضب.


وأضاف «البقلي»، أن اتخاذ إيران إجراءات جديدة ضد الحريات وحقوق الإنسان أمرٌ ليس مستبعد عن هذا النظام فمنذ أيام تم تعيين صادق لاريجاني رئيسًا لمجلس تشخيص المصالح الإيرانية، رغم أنه من الأشخاص المطلوبين في قضايا تخص حقوق الإنسان وعلى رأس قائمة العقوبات الأمريكية والأوروبية، وهو ما يعني أن النظام لا يحترم أي قوانين ولا حريات.


وتابع الباحث في الشأن الإيراني، أن لجوء النظام إلى منع الإنستجرام بشكل خاص، يعود إلى مخاوف النظام الإيراني من قيام الشعب بتسريب ممارسات العنف والتنكيل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فكما نعلم أن إيران تريد أن تظل مجتمعًا مغلقًا عن العالم الخارجي، وتخشى من كشفها وفضحها أمام العالم، وترى إيران أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت إعلامًا بديلًا، وهو ما يزيد المخاوف لدى الحرس الثوري.


وأوضح البقلي، أن «استراتيجية» المنع والتعتيم التي يعتمد عليها النظام تنهار أمام التطورات التكنولوجية التي يشهدها العالم يومًا بعد يوم، إضافة إلى أن هذه الاستراتيجية لم تحقق المرجو منها بالنسبة للنظام، إلا أنها على الرغم من ذلك مصرة على الاستمرار في تطبيقها والتوسع فيها، رغم التداعيات السلبية لها.

"