إعادة الإعمار.. ستار إيران للتغلغل في سوريا
مع اقتراب الحرب في سوريا من الوصول إلى محطتها الأخيرة، بدأت الدول اللاعبة في الملف السوري في البحث عن نصيبها في كعكة الإعمار السورية، ولكن بالنسبة لإيران فهدف الإعمار، ذو طبيعة خاصة، وهو النفاذ من خلاله لإعادة تغلغل وسيطرة طهران على مقاليد الأمور في سوريا، بعد سنوات من الحرب والتغلغل العسكري، لتغلغل اقتصادي واجتماعي عبر الإعمار في سوريا.
وذكرت تقارير صحفية أن طهران تعكف على عدة مشاريع في البنية التحتية السورية، وإعمار المناطق المتضررة من الحرب، في مساعٍ للحصول على جزء كبير من كعكعة الإعمار التي قدرها خبراء بنحو 600 مليار دولار.
وأوضح أحد مساعدي رئيس مقر «خاتم الأنبياء»، التابع للحرس الثوري الإيراني، أن طهران لن تقوم باستثمار مباشر في الإعمار، لكنها ستوجه مصرفها المركزي ليقوم بتأمين الضمانات للمشاريع الإيرانية في سوريا، إذ بدأت وزارة الزراعة الإيرانية في دراسة مشاريع للتنمية الزراعية، وتربية المواشي والدواجن والأسماك، وتدريب مزارعين ومربي دواجن على أنظمة الزراعة، كي تبدأ بإقامتها تحت إشراف عناصر مقر «خاتم الأنبياء»، بحسب صحيفة «الجريدة الكويتية».
وفي يناير 2017 أبرم رئيس الوزراء السوري، عماد خميس، اتفاقيات اقتصادية مع النائب الأول للرئيس الإيراني، إسحاق جهانجيري، تسلم دمشق بموجبها 5 مشاريع لطهران، أهمها رخصة تشغيل الهاتف المحمول، و5 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية، ومناجم الفوسفات الشرقية في تدمر.
وفي أغسطس الماضي، أعلنت شركات إيرانية حصولها على مشاريع «استثمارية سكنية»، عبر تنفيذ 30 ألف وحدة سكنية من مشاريع المؤسسة العامة للإسكان في محافظات دمشق وحلب وحمص بواسطة القطاع الخاص الإيراني.
وليس القطاع الاقتصادي الذي تسعى إيران إلى اختراقه، ولكن أيضًا تسعى إلى اختراق قطاع التعليم؛ حيث وضع طلب الحرس الثوري الإيراني من وزارة العلوم والتكنولوجيا الإيرانية إنشاء جامعات مشتركة مع الجامعات السورية ووزارة التربية الإيرانية، وكذلك إنشاء مدارس إيرانية في سورية، كي تقوم بتربية كوادر وطلاب يدينون بالولاء لطهران في البلد العربي.
وقالت صحيفة «الجارديان» البريطانية، إن إيران تريد إعادة تشكيل هوية سوريا من خلال تنفيذ عمليات تغيير ديموجرافي؛ إذ تسعى إلى طرد السُّنَّة من دمشق ومحيطها، وتأمين الطريق الرابط بين دمشق والحدود اللبنانية، وإحلال عوائل شيعية من العراق ولبنان محل العوائل السنية التي يتم طردها.





