مع دعم خفي لـ«طالبان».. إيران تعزف على أوتار المصالحة الأفغانية
الجمعة 28/ديسمبر/2018 - 01:42 م
آية عز
أقر علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الأربعاء الماضي، بأن بلاده أجرت محادثات مع حركة «طالبان» الأفغانية بعلم من الحكومة في أفغانستان؛ بهدف ما وصفه بأنه «إزالة المشكلات الأمنية في أفغانستان».
علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني
وأكدت صحف إيرانية أن «شمخاني» التقى، في زيارة غير معلن، الرئيس الأفغاني «أشرف غني»، والرئيس التنفيذي للحكومة الأفغانية «عبدالله عبدالله»، و«حمدالله محب» مستشار الأمن القومي.
وقال شمخاني في تصريحات صحفية: «تلك الزيارة جاءت بهدف إزالة المشكلات الأمنية في أفغانستان؛ حيث أجرت إيران اتصالات ومحادثات مع جماعة طالبان، بعلم من الحكومة الأفغانية، وستستمر هذه العملية حتى تنتهي الأزمة الأفغانية»، وأضاف: «أفغانستان أصبحت تواجه خطر انتشار تنظيم «داعش»، بسبب عدم انتهاء أزمتها السياسية مع الولايات المتحدة الأمريكية وطالبان، لذلك لابد من اتخاذ خطوات عملية لمواجهة هذه المؤامرة؛ خاصة أن هناك خطة لنقل عناصر داعش من سوريا والعراق إلى أفغانستان بعد الهزائم التي لحقت بالتنظيم».
وأعلن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، استعداد حكومة بلاده لتعاون عملي مع الحكومة الأفغانية، وذلك من أجل العلاقات التاريخية الطيبة التي تربط البلدين منذ قديم الزمان، حسب قوله.
يأتي هذا التعاون بالتزامن مع اتهامات وُجِّهَت لطهران من قبل سياسيين أفغان، أكدوا فيها أن طهران دعمت الحركة الإرهابية بالسلاح والأموال لتنفيذ مخططات إرهابية في أفغانستان، إضافة إلى ذلك الاتهامات التي وجهتها الولايات المتحدة الأمريكية للحكومة الإيرانية، بأن إيران قامت في أكتوبر الماضي 2018 بتقديم تدريب عسكري وتمويل لطالبان.
عبد الخبير عطالله، المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط المصرية
ويقول عبدالخبير عطالله، المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط المصرية: إن إيران تريد أن تبَيِّض وجهها أمام العالم في الوقت الحالي، من خلال محاولتها حل أزمة أفغانستان.
وأكد في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن إيران لن تستطيع حل الأزمة الأفغانية؛ لأنها تدعم إرهاب حركة طالبان في الخفاء، وتُقدم لها الدعم المالي واللوجستي؛ لتحقيق مطامع في أفغانستان، من خلال الفوضى، وحالة عدم الاستقرار التي ستسببها الجماعة الإرهابية.
وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح باستمرار المفاوضات التي تجريها إيران مع الحكومة الأفغانية لحلِّ أزمة طالبان، وذلك لأن أمريكا وإيران أعداء من الدرجة الأولى، وبينهما العديد من الخلافات السياسية.





