بعد اتفاق الحديدة.. تحرير صنعاء على الأبواب
بعد الإنجازات التي حققها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة
العربية السعودية، التي تكللت باتفاق الحديدة الأخير الذي تم توقيعه في العاصمة
السويدية ستوكهولم منذ أيام، سيواجه الحوثيون أيامًا صعبة،
فالميليشيات الانقلابية المدعومة من إيران كانت تعتمد طوال الفترة الماضية على الدعم
القادم لها من طهران، عبر ميناء الحديدة الذي بخسارته تخسر الميليشيات مصدر الدعم
الرئيس لها وبذلك تقع تحت حصار الجيش الوطني اليمني، وفصائل المقاومة.
وقد وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع، الجمعة الماضية، على مشروع قرار «بريطاني - أمريكي» يدعو إلى نشر فريق من الأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، كما يشجع مشروع القرار الأطراف على الاستمرار في العمل لتحقيق فتح تدريجي لمطار صنعاء.
وتعهد ممثل الولايات المتحدة بمتابعة الأوضاع في الحديدة عن كثب لمتابعة مدى احترام وقف إطلاق النار، وندد بالدور الإيراني في هذه الحرب، مبديًا أسفه لعدم الإشارة إلى دور إيران التخريبي في هذا القرار، مشددًا في الوقت نفسه على أن إيران تدعم ميليشيات الحوثي عبر تزويدها بالأسلحة.
ومنذ فترة طويلة يسعى التحالف العربي لتحرير العاصمة صنعاء من قبضة
الميليشيات، وفي سبيل هذا الهدف تم تركيز الجهود في الفترة الأخيرة على تحرير
الساحل الغربي وخاصة مدينة الحديدة لكونها البوابة التي تؤدي إلى العاصمة صنعاء.
وكانت مبادرة تحالف دعم الشرعية التي أطلقتها المملكة العربية السعودية في 25 مارس 2015، خطوة فارقة في سبيل السعي لاستعادة الشرعية باليمن، واستهدفت العملية منذ اليوم الأول مدينة صنعاء، نظرا لرمزيتها وأهميتها.
وقد أُطلِقَ على العملية العسكرية في بادئ الأمر مسمى «عاصفة الحزم» وهو الاسم الذي ظل مستعملًا في الفترة بين 25 مارس وحتى 21 أبريل من عام 2015، لكن
تغير اسمه بعد ذلك إلى «عملية إعادة الأمل».
وضم التحالف بقيادة السعودية، هي البحرين والكويت والإمارات
العربية المتحدة ومصر والأردن والمغرب والسودان وباكستان، لكن الرياض تحملت العبء
الأكبر بصفتها قائدة للتحالف فقد أنفقت عشرات المليارات من الدولارات على الطلعات
الجوية اليومية والمساعدات الإنسانية والعمل الإغاثي الذي يستهدف مداواة أثر
الحرب، إضافة إلى تكلفة الحرب اليومية كالعتاد العسكري والمؤن وغيرها.
وترجع أهمية تحرير صنعاء لرمزيتها فقادة الانقلاب الحوثي هم من يسيطرون
الآن على عاصمة البلاد، بينما الحكومة الشرعية تتخذ من مدينة عدن بالجنوب عاصمة
مؤقتة لها.
ومؤخرًا سلمت قوات الجيش الوطني مهمة تحرير العاصمة صنعاء من سيطرة ميليشيا الحوثي إلى العميد الركن هاشم الأحمر الذي يشغل منصب قائد المنطقة العسكرية السادسة، وشارك في تحرير محافظة مأرب وصولا إلى فرضة نهم شرقا، ويقود الآن جبهات القتال في مديرية نهم شرق العاصمة صنعاء، مع أفراد لوائه 141، إلى جانب وحدات عسكرية عدة.
وتشهد جبهات القتال في مديرية نهم شرق العاصمة صنعاء أعنف المواجهات بين قوات الجيش الوطني من جهة وميليشيا الحوثي الانقلابية من جهة أخرى، إذ من المقرر أن تتحد قطاعات جبهات القتال في نهم كافة للاتجاه صوب العاصمة صنعاء من عدة محاور قتالية، وصولا إلى مديرية أرحب ونقيل بن غيلان كمرحلة أولى من العمليات الشاملة لتحرير العاصمة.
وقد أدى انشقاق الشيخ محمد بن ناجي الغادر شيخ مشايخ خولان الطيال،
والقيادي البارز في حزب المؤتمر، عن الميليشيات الانقلابية، ووصوله إلى مناطق
الشرعية، لإضعاف موقف الحوثيين في منطقة خولان، مما يسهل عملية اقتحام صنعاء.
وميدانيًّا استكملت قوات الجيش اليمني، مسنودة بالتحالف العربي، تحرير مركز
مديرية باقم شمال صعدة، وواصلت عملياتها العسكرية في جبهات نهم شمال شرق العاصمة
اليمنية صنعاء، واستكملت قوات الجيش مسنودة بالتحالف العربي تحرير مركز مديرية
باقم من ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، وبات 95% منها تحت سيطرة الشرعية، ولم
يتبق سوى مناطق وجيوب صغيرة للميليشيات، ويتم التعامل معها استعداداً لإعلان
المديرية محررة بالكامل مما سيسهل من عملية تطويق العاصمة.
وبعد التطورات الميدانية الأخيرة التي شهدها الساحل الغربي ودحر الحوثيين
به أصبح الطريق ممهدًا أمام المقاومة اليمنية مدعومة بطيران التحالف العربي لتحرير
العاصمة من قبضة الميليشيات، بعد النجاح الكبير في قطع أذرع الدعم الإيرانية عنها.





