ad a b
ad ad ad

قراءة في مستقبل «ذئاب داعش المنفردة»... ذبح السائحتين بالمغرب نموذجًا

الجمعة 21/ديسمبر/2018 - 06:59 م
المرجع
سارة رشاد
طباعة

بالإقرار الذي أعلنه المغرب على لسان نائبه العام، محمد عبدالنباوي، أمس الخميس، وخصّ التأكيد على تبعية المتورطين في عملية قتل السائحتين الاسكندنافيتين، لتنظيم «داعش»، تصبح عملية القتل التي أشعلت الساحة المغربية منذ منتصف الأسبوع الماضي وتجد صدى واسعًا على المستوى الدولي، تعرف كأحد عمليات «الذئاب المنفردة».

قراءة في مستقبل «ذئاب

وكانت القناة الثانية المغربية، قد نقلت عن المكتب المركزي للأبحاث القضائية أن وراء العملية الإرهابية ثلاثة عناصر أعلنوا ولاءهم لتنظيم «داعش» عبر مقطع مصور، مؤكدة أن المقطع المنتشر خلال الأيام الأخيرة، على موقع التواصل الاجتماعي، ويظهر فيه أفرادٌ مغاربة يتوعدون بتنفيذ عمليات إرهابية وتبعيتهم لتنظيم «داعش» ينسب للمتورطين في عملية قتل السائحين، وأعدوه قبل تنفيذ جريمتهم.


واستنادًا لتقرير حديث صادر عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، عن الذئاب المنفردة كآلية «داعش» المفضلة، فالعملية التي وقعت بطريق قمة توربقال (أعلى قمة بشمال أفريقيا)، وعثر فيها على جثتي السائحتين الدنماركية لويسا فستراجر جيسبرسن (24 عاما) والنرويجية مارين يولاند (28 عاما)، الاثنين الماضي،  تتوافق مع ما ذهب إليه وهو أن التنظيم مازال يرى الذئاب الفرصة الأفضل في تنفيذ توحشه.


واستدل التقرير من تفضيل التنظيم لأسلوب الذئاب على مشكلة التمويل التي يمر بها «داعش»، إذ قال إن التنظيم يحاول من خلال ذلك مواجهة أزمة نقص عدد القادة الميدانيين.

وأضاف أن العمليات من هذا النوع تقوم على مبدأ التمويل الذاتي المحدود والاستعانة بالمواد التي تدخل في صناعة المتفجرات والتي يمكن الحصول عليها في الاسواق دون ان تجلب الانتباه والمراقبة، متابعًا  أن أعلب الذين ينفذون هذه العمليات لا يتردد إلى المساجد، ولا يرتدي السروال الافغاني إطلاق اللحي ويتقن أكثر من لغة مع إجادة عالم الانترنيت والتقنيات الحديثة.

واستقر التقرير على أن عمليات الذئاب لا يمكن توقع انخفاضها، مقرًا في الوقت نفسه بأن رصدها عمل في غاية الصعوبة لعدة أسباب منها إنها تعتمد على مبدأ اللامركزية في التنفيذ، بمعنى أن الإرهابي في أغلب الأحيان يخطط وينفذ بدون العودة إلى التنظيم المنتمي له.

وتطرق إلى الدعوات والاصدارات التحفيزية الصادرة عن «داعش» والتي أقر بدورها في تنفيذ عمليات، مشيرًا إلى أن أغلب العمليات يرتكبها أصحابها بعدما يكونوا قد تشبعوا برسائل التنظيم التحريضية.

وانتقل إلى اعتماد التنظيم على الابتكار سواء في الاستقطاب أو تنفيذ العمليات الإرهابية، مشيرًا إلى أن خروج وسائل جديدة تجعل من عملية تحجيم العمليات الإرهابية صعب على أجهزة الأمن والاستخبارات.

قراءة في مستقبل «ذئاب

وفيما يخص أساليب التضييق على هذه العمليات، فتناول التقرير مشاريع القرار التي يفكر فيها الاتحاد الأوروبي في الأعوام الأخيرة، لتقليص خطر «الذئاب المنفردة»، راصدها في اقتراح المفوضية الأوروبية عام 2016، بخصوص اعتبار تبييض الأموال جريمة جزائية، إلى جانب العمل على «سد الثغرات» في القوانين الوطنية لكل بلد في هذا المجال.


كما اقترحت المفوضية تدبيرًا جديدًا يعزز الرقابة على حركات الأموال السائلة بما يتعلق بالأشخاص الذين يدخلون الاتحاد الأوروبي أو يخرجون منه وبحوزتهم عشرة آلاف يورو على الأقل.


كما تريد المفوضية إفساح المجال لاحقًا أمام السلطات الوطنية للتحرك حتى ولو كان المبلغ المعني أقل من عشرة آلاف يورو، في حال وجود شبهات عن نشاط إجرامي، ومن الإجراءات الأخرى أيضًا توسيع «الرقابة الجمركية لتشمل أيضا المال السائل المرسل عبر الطرود البريدية أو عبر الشحن، ومراقبة تحرك الأحجار الثمينة والذهب».


وتطرق إلى ما قدمته المفوضية من مقترحات لتحسين «نظام شنغن للمعلومات»، وهو عبارة عن نظام لتقاسم المعلومات بين السلطات القضائية والشرطة بشكل خاص لدى الدول الأوروبية، وتم الدخول إلى هذا النظام نحو ثلاثة مليارات مرة عام 2015 وهو يستخدم خاصة لإدارة الحدود الأوروبية، والهدف هو زيادة فعالية هذا النظام في مجال مكافحة الإرهاب.


وعلى ذلك أكد التقرير أن كل هذه المقترحات مازالت غير فاعلة، أمام عمليات التنظيم ولن تكون كافية، لأن عمليات الذئاب قائمة على تحدي الاستخبارات والأجهزة الأمنية العاجزة حتى الآن عن تبني آليات تساعدها في الإلمام ومنع كل العمليات الإرهابية الفردية.

 

للمزيد.. تكتيكات الاستخبارات في مواجهة «الذئاب المنفردة»

للمزيد.. الذئاب المنفردة.. أخطر التحديات في أوروبا

 

"