ad a b
ad ad ad

المعادلة المعقدة.. بريطانيا بين البريكست والمواجهة المنفردة للإرهاب

الإثنين 10/ديسمبر/2018 - 04:00 م
بريطانيا والبريكست
بريطانيا والبريكست
شيماء حفظي
طباعة

مازالت قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي- والمعروفة باسم عملية «بريكست»- يحيطها كثير من التحديات، أبرزها مواجهة الإرهاب بعيدًا عن مظلة «منطقة اليورو».

المعادلة المعقدة..
في 28 نوفمبر 2018، أصدرت حكومة المملكة المتحدة ورقة بحثية في شكل تقرير حذرت من العواقب الأمنية بـ«بريكست» دون صفقة؛ حيث يقول التقرير الذي نقلته صحيفة فوربس، إنه في حال الخروج دون صفقة، «لن تكون هناك فترة للتنفيذ.. وهذا يعني أن أي تعاون تشغيلي يعتمد على أدوات الاتحاد الأوروبي عند نقطة الخروج سيتوقف».

ورغم وجود آليات غير تابعة للاتحاد الأوروبي بصورة بديلة، فإنها «لن توفر المستوى نفسه من القدرات، مثل تلك المتوخاة في سيناريو الصفقة، بل تخاطر بضغط متزايد على أمن المملكة المتحدة وسلطات إنفاذ القانون والسلطات القضائية». حسب ما ورد في التقرير.

وفي أكتوبر الماضي، حذر كبير ضباط مكافحة الإرهاب في المملكة المتحدة من أن وكالات إنفاذ القانون أخفقت في مواكبة التهديد الإرهابي المتطور، وأصبح من الواضح أكثر من أي وقت مضى أن هناك عاصفة كاملة في المملكة المتحدة في الوقت الحالي.
المعادلة المعقدة..
وأشار إلى أن التهديد مستمر أيضًا بسبب عودة عناصر داعش- ذوي الأصول البريطانية- من العراق وسوريا، إضافة إلى صعود اليمين المتطرف الذي شهد زيادة كبيرة في عدد الجرائم منذ مقتل النائب جو كوكس في عام 2016، وأكثر من أي وقت مضى تحركات استفزازية من قبل الاستخبارات العسكرية الروسية.

على صعيد متصل، قال المفوض المساعد نيل باسو أمام لجنة من السياسيين: «أود أن أقول لكم إننا نواكب التهديد الحالي، لكن الحقيقة هي أننا لسنا كذلك»، خاصة مع 700 تحقيق مستمر في مجال مكافحة الإرهاب، ووجود نحو 3 آلاف شخص إرهابي نشط محل اهتمام و20 ألف شخص، تحت المراجعة.

وفي وقت سابق من هذا العام، حذر المدير العام لجهاز الأمن البريطاني أندرو باركر، من أن أوروبا تواجه تهديدًا إرهابيًّا دوليًّا مكثفًا لا يلين ولا يتعدى الأبعاد.. الإرهاب ليس جديدًا. ولكن مع تضخم وتسارع تلك التهديدات بفعل مدى التغير التكنولوجي، فإنها أكثر عالمية ومتعددة الأبعاد ومنظومة مختلفة.. ويتم تقاسم مشهد التهديد في جميع أنحاء دول أوروبا، وهذه هي الطريقة التي نتصدى بها.
المعادلة المعقدة..
وحول البريكست صرحت سارة ثورنتون، رئيسة مجلس رؤساء الشرطة الوطنية في المملكة المتحدة (NPCC)، قائلة: «تسمح لنا أدوات الاتحاد الأوروبي بالاستجابة بسرعة وذكاء للجريمة والإرهاب في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي».

ويقول المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب (ECTC) الذي يوجد داخل يوروبول، ويهدف إلى تزويد الاتحاد الأوروبي بردٍّ مُعزز للإرهاب الدولي عبر الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، عبر موقعه على الإنترنت: إن «أوروبا تواجه في الوقت الحالي شكلًا شريرًا جديدًا من أشكال الإرهاب الدولي».

ويضيف أن «التحول الواضح في استراتيجية الدولة داعش المتمثل في تنفيذ هجمات على غرار القوات الخاصة في البيئة الدولية، مع التركيز بشكل خاص على أوروبا، فضلًا عن العدد المتزايد من المقاتلين الإرهابيين الأجانب، يُظهر التحديات الجديدة التي تواجه الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه».

ومهما كان الأمر خلاف ذلك، فإنه بعد عملية بريسكت لا توجد حجة ذات مصداقية بأنها ستحسن حماية مواطني المملكة المتحدة من هذه التهديدات للسلامة العامة.
المعادلة المعقدة..
وتسعى بريطانيا إلى توقيع اتفاق أمني ضمن عملية البريكست، يخول لها استمرار التعاون مع اليوروبول (وكالة تطبيق القانون الخاصة بأوروبا، وظيفتها حفظ الأمن في أوروبا عن طريق تقديم الدعم للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في مجالات مكافحة الجرائم الدولية الكبيرة والإرهاب)، وإتاحة إرسال والحصول على المعلومات الأمنية، التي تدعم مكافحة الإرهاب.

وبريطانيا واحدة من أكبر 3 مستخدمين لبيانات يوروبول، بينما تستفيد الدول الأوروبية أيضًا من المعلومات التي تحصل عليها من بريطانيا من خلال اتفاق «العيون الخمس» القديم لتبادل معلومات المخابرات بينها وبين الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا.

ووفقًا لتقرير «يوروبول» السنوي، الصادر من المنظمة نهاية أغسطس 2018، فإن عدد الهجمات الإرهابية على أوروبا سجلت، خلال العام الماضي، 205 عمليات إرهابية، مقارنة بـ142 عملية خلال 2016.

واقتربت الهجمات الإرهابية خلال العام الماضي من معدلات الهجمات الإرهابية في عام 2014 (التي سجلت 226 هجومًا) في عام الصعود القوي للتنظيم، وفقًا للتقرير.

وسجلت المملكة المتحدة البريطانية أعلى معدل للأعمال الإرهابية خلال 2017، بنحو 107 عمليات مسلحة، وفقًا لتقرير اليوروبول السنوي.

وتنتظر بريطانيا عودة 80 أرملة من مناطق نزاع تنظيم داعش في سوريا والعراق، وهن السيدات اللاتي سافرن إلى العراق وسوريا للانضمام إلى صفوف التنظيم الإرهابي، أو ذهبن مع أزواجهن المتطرفين.

وفي حين يرى خبراء، أن الإرهاب العالمي تهديد على المدى الطويل، تأثرت بشكل كبير في أوروبا، ليس فقط من قبل عدد كبير من المؤيدين الذين غادروا بلادهم للانضمام إلى الجهاد، أو بسبب العدد الكبير من العائدين والمقاتلين الأجانب المحبطين، ولكن أيضًا بسبب تفاعل هؤلاء الأفراد مع الجبهة الداخلية، إن جاذبية الأيديولوجية الجهادية لاتزال قائمة، وتشكل تهديدًا طويل الأجل.

وهو ما يرى خبراء أنه «سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، فإن فوضى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والاحتمال الحقيقي لنتيجة «عدم  الاتفاق» يمثلان خطرًا جوهريًّا على الأمن القومي والسلامة العامة في البلاد».
"