تدشين مجلس «سعودي ـــ جزائري» لمكافحة الإرهاب والتطرف في البلدين
في أثناء زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للجزائر، ولقائه مع رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى، توافق كل من السعودية والجزائر، أمس الإثنين 4 ديسمبر 2018، على إنشاء مجلس أعلى للتنسيق بين البلدين؛ لتعزيز التعاون في المجالات الأمنية والسياسية ولمكافحة الإرهاب والتطرف بين البلدين.
وحسبما أعلنت وكالة الأنباء السعودية (واس)، أن الجانبين اتفقا، في بيان مشترك على إنشاء مجلس أعلى للتنسيق السعودي الجزائري لمواجهة الإرهاب والتطرف في البلدين، وسيترأس المجلس كل من ولي العهد محمد بن سلمان من الجانب السعودي ورئيس الوزراء أحمد أويحيى من الجانب الجزائري، وأدكت «واس» أن الهدف الأسمى هو تعزيز طُرق التعاون في المجالات السياسية والأمنية ومكافحة الإرهاب والتطرف في البلدين، وتم تكليف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ووزير الخارجية الجزائري عبدالقادر مساهل لوضع الآلية المناسبة للمجلس.
وأشارت الوكالة السعودية إلى أن بن سلمان وأويحيى عقدا جلسة مشاورات، استعرضا خلالها العلاقات الثنائية بين البلدين، وفرص التطوير في جميع المجالات، وتطور الأوضاع السياسية والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط، كما شملت المشاورات أيضًا المجالات التجارية والاستثمارية والطاقة والتعدين والثقافة والتعليم.
وكان بن سلمان قد زار الجزائر أول أمس الأحد، في زيارة رسمية استغرقت يومين، وهي الأولى من نوعها منذ توليه منصبه في البلاد، قادمًا من موريتانيا، وذلك بعد حضوره قمة العشرين في الأرجنتين، كما زار الإمارات والبحرين ومصر وتونس قبل القمة.
وترتبط السعودية والجزائر بعلاقة جيدة على الصعيد الرسمي والشعبي، ففي عام 1987 زار الملك فيصل بن عبدالعزيز الجزائر لجمع شمل الأمة العربية، وحينها تم عقد مباحثات ثلاثية بين الجزائر والمغرب والسعودية، وفي عام 2017 زار الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية السعودي الجزائر، وعقد مشاورات مع نورالدين بدوي وزير الداخلية الجزائرية من أجل التنسيق الأمني والتعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف في المنطقة العربية، وفي الفترة الأخيرة ومع تزايد هجمات الميليشيات الحوثية (المدعومة من إيران) على الأراضي السعودية اتخذت الجزائر جانب السعودية، ونددت بتلك الضربات، وقررت الحكومة الجزائرية الوقوف بجوار المملكة السعودية ومساندتها في حربها على الحوثيين.
وفي السياق ذاته، قال هشام البقلي، مدير وحدة الدراسات السياسية بمركز «سلمان زايد» لدراسات الشرق الأوسط ، إن أهمية زيارة بن سلمان للجزائر تتمثل في التنسيق المشترك فيما يخص الإرهاب، وهو أمر جديد ومهم، خاصة أن الإرهاب الذي تعنيه المملكة العربية السعودية يكمن في الإرهاب الإيراني، وبالنظر إلى العلاقات الجزائرية الإيرانية سنراها متأرجحة، ولكن موقف الجزائر حيال منطقة الخليج والقرارات ضد إيران دائمًا ما يكون على الحياد، وهو ما يعني أن ولى العهد بدأ في إقناع الجزائر بالموقف السعودي ضد إيران.
وأكد البقلي في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن العلاقات بين الجزائر والسعودية جيدة على المستوى الدبلوماسي والتجاري والسياحي أيضًا، فالكثير من أمراء المملكة يقضون جزءًا من الإجازات الصيفية ما بين الجزائر والمغرب، ويبدو أن ولي العهد سيزيد من قوة العلاقات لضم الجزائر إلى الموقف السعودي على الصعيدين الإقليمي والدولي.





