تونس.. إضراب «باردو» يفضح إزدواجية الإخوان

في ساحة «باردو»، يقف الآلاف من العمال، متلحفين العلم التونسي، يولون وجوههم إلى مجلس النواب، مرددين هتافات «الزيادة موش مزية يا سراق الميزانية»؛ اعتراضًا على سياسات رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، وحركة «النهضة»، واجهة جماعة الإخوان في تونس.  

الإضراب الذي يشارك فيه قرابة 630 ألف موظف، بدعوة من الاتحاد العام للشغل في تونس، بعد رفض الحكومة رفع أجور الموظفين، يعتبره الإخوان نذير شؤوم؛ إذ تتشابه التجمعات العمالية في «باردو»، باعتصام الرحيل الذي نظمه الاتحاد قبل 5 أعوام؛ وترتب عليه إزاحة حكومة «الترويكا» الإخوانية، برئاسة علي العريض.

إزدواجية الإخوان

حين مسّ الإضراب العمالي مصالح جماعة الإخوان في تونس، اختلف الموقف وسخّرت «النهضة» كتائبها الإلكترونية، للحديث عن حرمانية الإضرابات وتعطيل الحياة، واكتفت الحركة بإصدار بيان يدعو الحكومة ومختلف الأطراف إلى استئناف الحوار والتفاوض لضمان أفضل السبل للنهوض بالأوضاع الاجتماعية لمختلف القطاعات، مذكرة في السياق ذاته أن التفاوض نجح خلال الأشهر الأخيرة في التوصل للاتفاق حول نسب الزيادات بالقطاع الخاص وبقطاع المؤسسات العمومية.

ورغم إعلان أحزاب سياسية كـ«نداء تونس، حزب الوطنيين الديمقراطيين، والجبهة الشعبية» في بيانات متفرقة دعمهم للإضراب العمالي، تُصر حكومة «الشاهد» المدعومة من «النهضة»، على رفض مطالب الاتحاد التونسي للشغل، مؤكدة أن حل الأزمة لن يتحقق إلا بالاقتراض وتشديد الضغط الضرائبي، ومنع توظيف أي شخص في المؤسسات الحكومية، وخفض عدد العاملين الموجودين حاليًا ورفع الدعم الحكومي من الطاقة.

وتتجلى إزدواجية الإخوان فيما يخص قرض صندوق النقد الدولي، فمثلًا وصفته في الأردن بأنه «قوة انتداب»، والقرارات المترتبة عليه بـ«التأزيمية»، في حين تتمسك «النهضة» فى تونس بإجراءات النقد الدولي، وتعتبره سبيل إصلاح اقتصادي، متجاهلة الحِراك الشعبي.

للمزيد:تونس تنتفض ضد الإخوان.. تظاهرات تطالب بالكشف عن جرائم «النهضة»

بدوره، قال قيس بن يحمد، الناشط النقابي التونسي، إن الإخوان دائمًا يكيلون بمكيالين، مبينًا أن الهدف من الإضراب هو النضال ضد استغلال الحكومة وبراجماتية «النهضة»، خاصة بعدما ظهر  سوء تصرفهم في تسيير دواليب الدولة وشؤون الشعب.

وأوضح لـ«المرجع» أن الشعب التونسي لن يمل من مكافحة فساد الإخوان والوقوف في وجه لوبيّاتهم، مشيرًا إلى أن قيادات الحركة يشوهون العمال، ويروجون إلى أن مسعف امتنع عن تأدية واجبه بسبب الإضراب، ما أدى لوفاة مريضة، وهذا الأمر لم يحدث على الإطلاق.  

للمزيد:اندماج الأحزاب وتلاشي الدعم الدولي.. صفعات جديدة لـ«إخوان تونس»