مراوغات قطرية في اليمن تُسقط ورقة التوت عن «الإصلاح» الإخواني
المناورة السياسية والتلون كالحرباء.. هكذا تتعامل قيادات الإخوان الإرهابية، مع متغيرات الساحة السياسية، وهو ما تجلى في زيارة محمد عبدالله اليدومي رئيس الهيئة العليا لحزب الإصلاح اليمني، لدولة الإمارات، للقاء الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، الأسبوع الماضي، بعد تقليص الاستخبارات القطرية، تمويلها للحزب الإخواني في اليمن.
وأكدت تقارير إعلامية، تقليص الاستخبارات القطرية تمويلها لحزب الإصلاح اليمني «إخوان اليمن» بعد زيارة عبدالله اليدومي، رئيس الهيئة العليا لحزب الإصلاح، وعبدالوهاب أحمد الآنسي الأمين العام للحزب إلى الإمارات.
وفسر مراقبون، قرار الدوحة بتقليص التمويل بـ«المناورة السياسية» من قِبَل قطر من أجل تغلغل حزب الإصلاح في الدولة اليمنية، والمشهد المستقبلي لليمن بشكل أكبر.
للمزيد.. مساعدات «تركيا وقطر».. وسيلة «إخوان اليمن» للتمكين
والتقليص المزعوم من قِبَل قطر لقيادات الإخوان لن يمنع تمويل الدوحة لمؤسسات إعلامية، في مقدمتها القنوات الفضائية «سهيل، يمن شباب، وبلقيس» والتي تَبثُّ إحداها من تركيا، وتمتلكها الإخوانية الحاصلة على جائزة نوبل (توكل كرمان)، بالإضافة إلى العشرات من الصحف والإذاعات والمواقع الإخبارية.
وكشف تقرير أمريكي، عن مخطط قطري جديد في اليمن، لافتًا إلى أن الدوحة ترسم مخططًا جديدًا للمشهد السياسي اليمني عبر وجود تحالف غير معلن بين الحوثيين وإخوان اليمن.
وقال موقع «المونيتور» الأمريكي في تقرير له، إن قطر تُحاول بسط نفوذها في اليمن من خلال التقرب بشكل متوازن بين ميليشيات الحوثي وحزب الإصلاح في اليمن، للتدخل في الشؤون الداخلية لصنعاء، مضيفًا أن الدوحة منذ المقاطعة العربية في يونيو 2017، وهي تسعى إلى زيادة نفوها في اليمن، وعرقلة الأنشطة العسكرية للتحالف الذي تقوده السعودية من خلال تحقيق التوازن بين العلاقات الوثيقة والفصائل الحوثية والإخوانية.
وأوضح التقرير أن قطر قدمت 20 مليون دولار للحوثيين تحت شعار المساعدات الإنسانية للمناطق التي تُسيطر عليها الميليشيا، لتمويل العمليات العسكرية في الحديدة.
وقال التقرير إن علاقة النظام القطري مع الحوثيين والإخوان تعمقت رغم الدعاوى الإعلامية بوجود خلافات بين الإخوان والدوحة، وأن المعطيات تشير إلى أن الدوحة ترسم مشهدًا جديدًا في اليمن عبر الحوثيين والإخوان.
من جانبه، قال المحلل السياسي اليمني، نزار هيثم، إن جماعة الإخوان معروفة تاريخيًّا بانتهازيتها، واستخدام كل الوسائل والطرق للوصول إلى السلطة والبقاء فيها.
وأضاف «هيثم» في تصريح لـ«المرجع» أن قطر ترعى تحالفًا غير معلن بين الإخوان والحوثيين في اليمن، وتسمح بدرجة مناورة عالية للإخوان لضمان وجود أوراق لها في المشهد اليمني، مع سقوط الحوثيين.
وتابع: أن حزب «الإصلاح» تتسم مواقفه بالتلون وتغير المواقف السياسية، ولكن يبقى تحالفه مع النظام القطري الأول له؛ حيث تشكل الدوحة، إضافة إلى تركيا وإيران، الرعاة الرسميين للجماعات والميليشيات في اليمن والمنطقة.
وأوضح أن هناك دورًا بات يرسم الآن لحزب «الإصلاح» عبر إدعائه بالتقرب من التحالف العربي، وفي الوقت نفسه يبقى على علاقته القوية والمتينة مع قطر وتركيا وإيران، ليحافظ على حظوظه في خريطة السلطة المستقبلية في اليمن.
وتابع، إنه ليس بغريب على الإصلاح «التقية السياسية»، وأن الإخوان أعلنوا فك الارتباط بالجماعة في مصر، ودعم التحالف، وفي نفس الوقت يديرون صفقات متعددة مع الحوثي، وتحالفًا مع صالح ثم هاجموه، إنهم يعتقدون أن الجميع أغبياء وهم الأذكياء فقط، كل ما يفعلونه هو لعبة توزيع أدوار، إنها جماعة تشكل أبشع أنواع الانتهازية السياسية.
وأضاف، أن التاريخ يُحذر من الإخوان، فتاريخ الإصلاح مليء بتبدّل المواقف السياسية والدينية، وعند تحقيق الوحدة اليمنية في مايو عام 1990، كان حزب الإصلاح الوحيد الذي عارض الوحدة ورفض التوحد، وقالوا وقتها كيف نتوحد مع اشتراكيين شيوعيين ماركسيين، وقالوا رفضنا هذا واجب ديني، واليوم بعد صفقاتهم الواسعة مع الحوثي يسعون لاحتلال مكانة جديدة في المشهد اليمني القادم.
وأشار المحلل السياسي اليمني إلى أن كل الجبهات العسكرية التي يقودها الإخوان «مجمدة»، أو تشهد معارك صورية، وليست حقيقية، إنهم يريدون انتصارات وفقًا لحساباتهم وليس وفقًا لحساب الدولة.





