ad a b
ad ad ad

هل تُسلم واشنطن «جولن» إلى «أردوغان»؟

الجمعة 16/نوفمبر/2018 - 03:31 م
المرجع
علي رجب
طباعة

كشفت وزارة  الخارجية الأمريكية، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب، تدرس إمكانية تسليم الداعية المعارض التركي «فتح الله جولن» إلى انقرة، ورغم أنها لم تحدد موعد تسليمه، فإنها أكدت أنها تحلل المستندات التي تقدّمت بها حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ من أجل دعم طلبها بتسليمه إلى أنقرة.


وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، «هيذر ناورت»: «تلقينا طلبات عدة من الحكومة التركية تتعلق بالسيد جولن»، مضيفة: «نواصل تحليل المستندات التي تقدّمت بها الحكومة التركية من أجل دعم طلبها بتسليمه» إليها.


وربط مراقبون تصريحات الخارجية الأمريكية بشأن تسليم «جولن» إلى حكومة أردوغان، بصفقة «أمريكية - تركية» تشمل رفع عقوبات أمريكية على وزيرين تركيين، وعقدت بعد أسابيع من إطلاق سراح القس الأمريكي «أندرو برانسون»، الذي كان محتجزًا في تركيا.

للمزيد.. جولن: أردوغان أصبح مهووسًا بالحكم.. وحزبه ارتكب أكبر «خيانة» للإسلام


فتح الله جولن
فتح الله جولن

الخصم اللدود

ويشكل مؤسس ما تسمى بـ«حركة الخدمة»، الداعية المعارض التركي، «فتح الله جولن»، الخصم والعدو اللدود لـ«أردوغان»؛ حيث يواجه «جولن» اتهامات بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها أنقرة في 15 يوليو 2016، لكن الداعية الذي يقيم في ولاية «بنسلفانيا»، ويحمل بطاقة «جرين كارد»، نفى الاتهامات كلها.


ويعد مؤسس «حركة الخدمة»، من أكثر الشخصيات التركية تأثيرًا وفاعلية على الساحة السياسة التركية في العقدين الأخيرين، ويرجع ذلك للدور الكبير الذي لعبه «جولن» وأنصاره في وصول حزب «العدالة والتنمية» الذي يتزعمه «أردوغان»، إلى سدة الحكم في 2002، لكن العلاقة بين الطرفين لم تسر كما كان مخططًا لها.


وشنت السلطات التركية حملة اعتقالات واسعة طالت عشرات الآلاف ممن يعتقد أنهم من أنصار «جولن»، وأقالت أكثر من 160 ألف موظف حكومي، من بينهم عسكريون.


ووصلت العلاقة بين الطرفين إلى طريق مسدود، في يوليو 2016، حينما ادعت تركيا تورط حركة «الخدمة»، التي يتزعمها «جولن»، في المحاولة الانقلابية الفاشلة؛ الأمر الذي دفع حزب «العدالة والتنمية» إلى إجراء تعديلات دستورية في 2017، هدفت بالأساس إلى إقرار النظام الرئاسي مع منح صلاحيات واسعة لمنصب رئيس الجمهورية.


ونفت حركة «الخدمة» مرارًا دعاوى الحكومة التركية واتهمتها بفبركة محاولة الانقلاب بهدف خلق مبررات إعلان حالة الطوارئ، وشن حملات قمعية ضد الرأي المعارض للنظام الحاكم.

للمزيد.. فتح الله جولن.. من الحليف إلى منافس أردوغان الأقوى

أردوغان
أردوغان

سيناريوهات تسليم «جولن»

يرى مراقبون أن هناك سيناريوهات عدة، تتعلق بمصير «جولن»، أولها يتمثل في تحقيق أحلام «أردوغان» وتسليمه من واشنطن إلى أنقرة، أو يتحول حلم الرئيس التركي إلى كابوس ويبقى المعارض في أحضان الولايات المتحدة، أو ينتقل للعيش في دولة ثالثة إذا لم ترغب «إدارة ترامب» في بقائه على أراضيها.


على صعيد متصل، قال محمد حامد، الخبير في الشأن التركي: إن تسليم المعارض والداعية فتح الله جولن إلى أنقرة يعدّ حلم بعيد المنال ولن يتحقق، فالولايات المتحدة أكدت مرارًا وتكرارًا أن القضاء الأمريكي مستقل، وتسليم «جولن» إلى تركيا ضربًا من الخيال.


وأضاف «حامد»، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن القضاء الأمريكي يطلع على الأوراق والمستندات التي تقدمها له حكومة أردوغان، وبدوره ينظر في هذه المستندات، ثم سيحدد موقفه من  «جولن».


وتابع الخبير في الشأن الأمريكي، أن الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، رفضت تسليم  الأب الروحي للجماعة الإسلامية الإرهابية في مصر «عمر عبدالرحمن»، بعدما طالبت الجماعة في عهد المعزول محمد مرسي تسليمه إلى القاهرة، لكن الخارجية الأمريكية رفضت ذلك؛ لأن القانون الأمريكي يمنع ذلك.

"