ad a b
ad ad ad

تسلل «داعش» للعراق عبر بوابة سوريا.. تصدير أزمة أم خطر داهم؟

الأربعاء 14/نوفمبر/2018 - 06:40 م
المرجع
محمد شعت
طباعة

تجددت المخاوف العراقية من عودة «داعش» إلى العراق مرة أخرى، خاصة في ظل محاولات مئات العناصر من التنظيم الدخول إلى العراق عبر الحدود من منطقة دير الزور السورية، وذلك وسط تحذيرات حكومية من محاولات «داعش» لاستعادة السيطرة على مناطق نفوذه القديم في الجانب العراقي.

تسلل «داعش» للعراق

وقال عادل عبدالمهدي، رئيس الوزراء العراقي، أمس الثلاثاء 13 نوفمبر 2018، إن المئات من الدواعش في دير الزور بشرق سوريا يحاولون دخول العراق عبر الحدود، مشيرًا إلى أن المتشددين شنوا على مدى الأسابيع الماضية هجمات على قوات كردية مدعومة من الولايات المتحدة على الجانب السوري من الحدود، ما دفع فصائل مسلحة عراقية تعمل إلى جانب الجيش لتعزيز قواتها في المنطقة.

 للمزيد.. «داعش» يستنجد بخلاياه النائمة لتعويض خسائره المتزايدة


وقال رئيس الوزراء العراقي، إن القوات العراقية تنفذ واجباتها لإفشال جميع محاولات داعش لاختراق الحدود والعبور إلى داخل الأراضي العراقية، مضيفًا : «لانزال نراقب الوضع الأمني في العراق، ونعمل بشكل واسع وسريع ضد داعش من أجل القضاء على الفكر الإرهابي، وهناك تعاون واسع مع الدول المحيطة والدول الأخرى».

 للمزيد.. ببصمات داعشية.. «السيارات المفخخة» تستهدف إعادة إعمار العراق

تسلل «داعش» للعراق

مواجهات مستمرة

من جانبها، تواصل القوات الأمنية العراقية ملاحقة فلول تنظيم داعش وخلاياه الموجودة في مناطق متفرقة، حيث أعلنت القوات مؤخرًا عن تفكيك خلية للتفخيخ في العراق، وذلك بعدما قال بيان للاستخبارات العسكرية: «لقد تمت الإطاحة بأكبر خلية للتصفيح والتفخيخ نشطت تحت مسمى خلية أبوعبدالله الأنصاري، وأُلقي القبض على جميع عناصرها في محافظة الأنبار غربي العراق».


كما أعلن مصدر أمني عراقي بمحافظة نينوى مساء الثلاثاء اعتقال ستة قياديين دواعش، في مناطق قرب الحدود السورية شمال غربي الموصل، مشيرًا إلى أن القوات الأمنية، ومن خلال معلومات استخبارية، تمكنت من اعتقال ستة قياديين بارزين في تنظيم داعش، بينهم أبوبكر السوري قائد المحور الغربي في التنظيم والمشرف على عمليات التنظيم في البعاج، وناحية قرب الحدود السورية ربيعة شمال غرب الموصل.


وانطلقت اليوم الأربعاء 14 نوفمبر، عملية عسكرية عراقية مشتركة لملاحقة عناصر تنظيم «داعش» غرب قضاء الحويجة بمحافظة كركوك شمال البلاد؛ حيث قال مصدر أمنى عراقى، في تصريحات تليفزيونية، إن قوات مشتركة شنت عملية عسكرية مشتركة في قضاء الحويجة بمحافظة كركوك، لافتًا إلى أن العملية تستهدف ملاحقة عناصر «داعش» المختبئين في الأنفاق والأراضي الزراعية بالقرى الواقعة غرب قضاء الحويجة.

 للمزيد.. بعد تفجير نينوى.. الاستخبارات العراقية تلاحق «فلول داعش»


تسلل «داعش» للعراق

تصدير أزمات

المحلل السياسي العراقي، أنمار الدروبي، رأى أن تصريح، رئيس الحكومة، عادل عبدالمهدي عن محاولة داعش دخول العراق عبر الحدود السورية وغيرها من التصريحات لمسؤولين عراقيين باتت جميعها بلا جدوى، خاصة أن داعش موجود على الحدود، بل يتجاوز ويدخل الأراضي العراقية دائمًا، وبشهود أهالي المناطق المحاذية للحدود السورية.


واعتبر «الدروبي» أن هذه التصريحات ما هي إلا للاستهلاك الإعلامي، ومحاولة لصنع لصناعة فزاعة دائمة للشعب العراقي، لافتًا إلى أن هناك جهات دولية وإقليمية هي من تخطط وترتب دخول داعش إلى العراق في حسب الخطط المرسومة لهم، وخير دليل على ذلك تجربة حزب الله وفضيحة نقل الدواعش بـ«أتوبيسات» الحزب نفسه.

للمزيد.. الشرطة العراقية تعتقل 4 عناصر «داعشية» بالموصل

تسلل «داعش» للعراق

خطر حقيقي

فيما رأى المحلل السياسي العراقي، فراس إلياس، أن تصريحات رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي الخاصة بإمكانية عودة تنظيم داعش إلى العراق مرة أخرى، تأتي في وقت يمر به العراق بمرحلة حرجة بعد دخول الحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية على إيران حيز التنفيذ، فالتهديدات التي أخذ يشكلها التنظيم على تخوم المدن العراقية، وتحديدًا مدينة الموصل، التي شهدت تفجيرات دامية راح ضحيتها الكثير من المواطنين، إضافة إلى النشاط الملحوظ للتنظيم على تخوم مدينة دير الزور المحاذية للحدود العراقية السورية، وهو ما يجعل  تصريحات رئيس الوزراء بمثابة مخاوف حقيقية حول مدى امكانية القوى الأمنية العراقية للتعامل مع هذه التهديدات، في خضم هذا الجو المتصاعد من حالة عدم الإستقرار السياسي داخل العراق أو خارجه.


وأضاف «إلياس»، يبدو أن تصريحات عادل عبدالمهدي تعبر عن حقيقة، وهي أن هناك العديد من الأطراف التي تحاول الاستثمار بالتنظيم، بمعنى أن هناك مخاوف جدية من إمكانية توظيف التنظيم من قبل إيران أو الولايات المتحدة الأمريكية لتصفية الحسابات على الساحة العراقية، فقد أشارت الكثير من المصادر المحلية إلى أن هناك عملية نقل منظم لعناصر تنظيم داعش من دير الزور السورية الى داخل العراق عبر وسائل نقل برية يشرف عليها مهربون محليون متعاونون مع استخبارات قوة القدس، كما أن هناك الكثير من المصادر التي أشارت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية نقلت مؤخرًا ما يقرب من 300 عنصر من تنظيم داعش إلى داخل العراق، وهو ما يشير إلى إمكانية توظيف التنظيم في الصراع الأمريكي الإيراني الدائر في العراق حاليًّا.


المحلل السياسي العراقي أشار إلى أن قدرة التنظيم على إعادة السيطرة على مناطق أو مدن داخل العراق أصبحت معدومة بدرجة كبيرة، وذلك بعد أن فقد الكثير من القدرة على تحشيد قواعد جماهيرية مناصرة له داخل المناطق السنية، خصوصًا أنه أثبت نهجًا متطرفًا مع هذه المناطق خلال فترة السيطرة عليها للمدة من 2014-2017، إلا أن إمكانية التنظيم على شن هجمات انتقامية إرهابية تظل ممكنة في ظل حالة الترهل الذي تعاني منه المنظومة الامنية العراقية، والتي طالت بعض قياداتها ملفات فساد مالي وإداري، أو حتى التعاون مع التنظيم بإطلاق بعض عناصره مقابل مبالغ مالية كبيرة.


«إلياس» أوضح أن الثابت الوحيد هو أن إيران وميليشياتها المستفيد الأكبر من التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء، كونها تعطي شرعنة أكبر لوجود إيران وبقاء ميليشياتها مهيمنة على المشهد الأمني لأطول فترة ممكنة، فطالما أن التنظيم موجود ولايزال يشكل تهديدًا، فهذا يعني أن هناك حجة مشروعة للأدوار الإيرانية في العراق.

"