المشروع الإيراني في اليمن يتهاوى على أبواب «الحديدة»
فيما يبدو أنه بداية النهاية للمشروع الإيراني في اليمن، أحكمت قوات
الجيش اليمني مدعومة من التحالف العربي الداعم لشرعية اليمن حصارها على مدينة
«الحديدة»، فيما توغلت القوات في قلب المدينة، بهدف إنهاء وجود الميليشيات في آخر
نقطة سيطرة استراتيجية على الساحل الغربي؛ما يفتح الطريق للقضاء على الميليشيات
الانقلابية المدعومة من طهران في أنحاء اليمن كافة.
وواصلت القوات تقدمها
الميداني في أحياء المدينة بقيادة العميد عبدالرحمن أبوزرعة المحرمي، قائد جبهة
الساحل الغربي، ومُنيت الميليشيات الانقلابية بخسائر بشرية ومادية فادحة خلال
القتال، ولم تستطع إيقاف تقدم الجيش باستخدام الألغام والعبوات المتفجرة، والخنادق
العميقة، والحواجز الأسمنتية، والاحتماء بالمدنيين، واستخدامهم كدروع بشرية.
ونجحت القوات كذلك في
إزالة الحواجز التي زرعتها الميليشيات في عمق «الحديدة» على مقربة من ميناء
المدينة، كما توغلت في عدة اتجاهات داخل المدينة لملاحقة مسلحي الحوثي، وذلك بعد
نجاح الجيش في تحرير مستشفى 22 مايو من الميليشيات، التي انسحبت بعد أن قامت
بنسف أجزاء منها، ما خلّف دمارًا هائلًا في المبنى، الذي يضم مهبط طائرات، ويبعد نحو ثلاثة كيلومترات فقط عن مربع أمني يحمل اسمه «سبعة يوليو» ويعد
المعقل الرئيسي للحوثيين في المدينة.
ولم تقتصر انتهاكات
الميليشيات على إلحاق الأذى بالبشر فحسب، بل امتدت آثارهم التخريبية للمرافق
العامة من مدارس ومستشفيات، وطالت أخيرًا المساجد التي زرعوا فيها الألغام والعبوات
الناسفة، إذ أظهر تسجيل مصور للمكتب الإعلامي لقوات «ألوية العمالقة» التي تُقاتل
تحت لواء الجيش، تفخيخ مسجد «إخوان ثابت» بـ«الحديدة»، بعد قصفه وتدمير مئذنته
بالكامل، وتخريب أجزاء كبيرة منه؛ حيث زرع الحوثيون العبوات الناسفة داخل المسجد،
وتركوا ألغامًا داخل ساحته وعلى مداخله، بعد تمكنت قوات المقاومة اليمنية المشتركة
من طردهم من المنطقة، كما تورط الحوثيون في نهب محتويات الكثير من المساجد، في
انتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين الدولية التي تجرِّم التعدي على المقدسات
الدينية ودور العبادة.
وفي جنوب غرب المدينة،
تُحاول القوات الحكومية التوغل شمالًا على الطريق الساحلي باتجاه الميناء
الاستراتيجي، لإيقاف أهم منفذ لتهريب السلاح إلى الانقلابيين، وتدور اشتباكات
عنيفة بين الطرفين بالقرب من منطقة الميناء.
وأدت الخسائر المتتالية
التي مُنيت بها الميليشيات، إلى موجة من الانشقاقات، أحدثها انشقاق وزير إعلام
الحوثي، عبدالسلام علي جابر، ومن المقرر أن تعقد سفارة اليمن بالرياض اليوم
الأحد، مؤتمرًا صحفيًّا يكشف خلاله وزير الإعلام المنشق عن المجلس السياسى لحكومة
الحوثى، أسرارًا لأول مرة عن الميليشيا الانقلابية وخداعها للرأي العام، طبقًا لبيان
نشرته السفارة.
ومنذ 2014، تخضع «الحديدة» المطلّة على البحر الأحمر لسيطرة الميليشيات الانقلابية المدعومة من طهران، وتُحاول القوات الحكومية، بدعم من التحالف العسكري الذي تقوده المملكة العربية السعودية، استعادتها منذ يونيو الماضي بهدف السيطرة على مينائها الاستراتيجي، وقد اشتدّت المواجهات في المدينة في الأول من نوفمبر الحالي.





