لأول مرة.. التحالف العربي يتهم الحوثيين بتهريب الأسلحة عبر سلطنة عمان
وجَّه التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، الذي تقوده المملكة السعودية، اتهاماته لأول مرة للميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، بتهريب الأسلحة عبر المنافذ البرية من سلطنة عمان، شرق البلاد.
وأشار العقيد تركي المالكي، المتحدث باسم التحالف العربي، في مؤتمر صحفي عُقد في العاصمة السعودية الرياض، أمس الثلاثاء، إلى الطريقة التي تستخدمها الميليشيات المدعومة من إيران، في تهريب الأسلحة عبر المنافذ الحدودية العمانية.
وعرض المتحدث باسم التحالف العربي، صورة لإحدى الشاحنات القادمة من منفذ «صيرفت» الحدودي مع السلطنة، تحمل ٥٠ صاروخًا كانت في طريقها إلى المناطق التابعة لسيطرة الميليشيات.
وتأتي هذه الواقعة بعد يوم واحد من ضبط قوات الشرطة العسكرية في مدينة مأرب، لشحنة أسلحة مهربة، من اتجاه الخط الرابط بين العاصمة صنعاء ومحافظة مأرب، كانت في طريقها للميليشيات؛ ما يعكس نجاح جهود قطع الدعم عن الميليشيات المدعومة من إيران.
من جانبه، أكد الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، محمد علاء الدين، أن الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران تعاني من الحصار المحكم الذي نجح التحالف العربي؛ لدعم الشرعية باليمن في فرضه عليهم، بمشاركة الجيش الوطني، والمقاومة المشتركة؛ ما دعاهم لمحاولة البحث عن منافذ أخرى؛ من أجل تهريب السلاح، الذي يوجه في النهاية إلى صدور الشعب اليمني، خدمة للمشروع الإيراني في المنطقة.
وأضاف في تصريحات لـ«المرجع»، أن الأزمات المتلاحقة في منطقة الشرق الأوسط، خاصةً الملف اليمني، كشفت عن استغلال إيراني واضح لعمان للتدخل في الأزمة، الأمر الذي اتضح من خلال مواقف كثيرة، فقد استطاعت طهران أن تتقارب مع الجانب العماني، بما يخدم مصالحها؛ ما أسهم في انتهاج إيران سياسة تعاونية مع سلطنة عمان، والبحث عن فرص التعاون لكسبها إلى جانبها عن طريق فتح تعاون تجاري وعسكري معها.
ودلل على حديثه بالقول: في منتصف مايو 2017 أعلنت طهران على لسان السفير الإيراني المعتمد لدى عمان «علي أكبر سيبويه»، أن ثمة تخطيطًا لإقامة جسر علوي على مضيق هرمز يربط السلطنة بإيران، مؤكدًا أن الجسر سيؤدي إلى تعزيز العلاقات في كل المجالات بين البلدين.
وتابع الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، أن «مسقط» استضافت اجتماعات تنسيقية ولعبت دورًا محوريًّا بين عامي 2013 و2014، ومهدت لاستئناف المفاوضات بين إيران والدول الـ6 الكبرى؛ لتسوية ملف البرنامج النووي الإيراني، وهي التسوية التي تكللت بالاتفاق في يوليو 2015، كما تشير التبادلات التجارية إلى تلك العلاقة الوثيقة، التي تربط بين البلدين؛ إذ بلغت صادرات السلع الإيرانية إلى عمان نحو 556 مليون دولار من إجمالي التبادلات التجارية بين البلدين، فيما تصل قيمة استيراد إيران للسلع من سلطنة عمان إلی 320 مليون دولار، وفي العام 2013 تم التوصل إلى تفاهمات جيدة بشأن تصدير الغاز الإيراني إلى السلطنة.
يُذكر أن قوات المقاومة المشتركة والجيش الوطني، مدعومين بالتحالف العربي لدعم الشرعية باليمن، الذي تقوده المملكة السعودية، نجحا في السيطرة على الساحل الغربي لليمن الذي كان المنفذ الرئيسي؛ لاستقبال شحنات السلاح القادمة من إيران؛ بهدف دعم الميليشيات في معركتها مع الشعب اليمني.





