«الأحمدية» في ألمانيا.. طائفة تدعو للسلام وصاحبة أول مسجد بالبلاد
يعيش في ألمانيا العديد من الأقليات العرقية والدينية،
ويكفل الدستور الألماني حماية حقوق البشر في اعتناق ما يشاؤون من عقائد، ولهذا السبب كانت ألمانيا وجهة العديد من المنتمين
لطائفة الأحمدية، هربًا من اضطهاد سياسي كان
ومازال يعاني منه أبناء الطائفة في بعض البلدان الإسلامية مثل باكستان.
وأسس الطائفة ميرزا غلام أحمد في الهند عام 1889، عندما
كانت تحت الحكم البريطاني، ويتبنى أبناء الطائفة اتجاهًا مسالمًا، فهم يدينون العنف باسم الدين، وتُعرف الأحمدية بشعار «الحب للجميع ولا كراهية لأحد».
وتعد الطائفة الأحمدية مذهبًا خاصًا، تدور حوله خلافات
فقهية، ويرفضه العديد من المسلمين، وفي باكستان فرضت قيود قانونية عام 1974 بعد إجراء
تعديل دستوري على وصف المنتمين إلى الطائفة بأنهم مسلمون، وبعد ذلك بـ10 سنوات منع الرئيس الباكستاني، ضياء الحق الأحمديين
من تعريف أنفسهم بأنهم مسلمون.
وتوجد الطائفة الأحمدية في ألمانيا منذ عهد جمهورية
فايمار الألمانية، والتي استمرت من عام 1919 حتى عام 1933، ويبلغ عدد المنتمين لـ«الأحمدية» الآن نحو 35 ألف شخص في ألمانيا، وفي مظهر على حضورها أنشأت الطائفة مسجدًا في منطقة
فيلمرسدورف بمدينة برلين عام 1928، ويعتبر مقر العبادة الرئيسي للطائفة.
ويحتوي
المسجد على منارتين عاليتين يصل ارتفاعهما إلى ما يقارب 32 مترًا، ويبلغ قطر قبته 10 أمتار، ويوصف المسجد بأنه جوهرة معمارية، ويذكر اليوم في الأدلة السياحية باعتباره أقدم
مسجد مازال قائمًا في ألمانيا.
وتعد الطائفة الأحمدية أول طائفة إسلامية يُعترف بها في
ألمانيا عام 2013، وأصبح من حق الطائفة التمتع بالحقوق التي تتمتع بها الجمعيات الدينية
الأخرى: مثل المسيحية واليهودية، فمن حق الطائفة الأحمدية إنشاء المقابر الخاصة بها،
وتدريس تعاليمها الدينية لأتباعها في المدارس الألمانية.
وفي عام 2013 تعرض مسجد من الـ30 مسجدًا، التي تديرها الطائفة في ألمانيا؛ لاعتداء من مجهولين ألقوا رؤوس خنازير مقطوعة أمامه، وقال عبدالله
أوفه فاغيهاوزر، رئيس مجلس الطائفة الأحمدية في ألمانيا حينها: إن «الأمر لا يثيرنا،
لكنه اعتبر الانزلاق إلى هذا المستوى من الاعتداء أمرًا محزنًا».
وتحاول الطائفة مكافحة الأحكام المسبقة التي تربط الإسلام
بالعنف في ألمانيا، من خلال تنظيم أنشطة خيرية،
وتبرعت الجماعة العام الماضي بمسكن لإيواء الأطفال من خلال جمعية الشباب التابعة للطائفة
ومقرها برلين، وقال قاسم أنغر، عضو الجمعية في لقاء مع صحيفة شبيغل الألمانية: إنه
كمسلم يسعى لتقديم المساعدة للآخرين في المجتمع الألماني، وضروة وضع الذات في خدمة
الإنسانية».
وقالت آنا كونتسه، مفوضة الاندماج في برلين في تصريح
لموقع «دوتيشه فيله»: إن الأمر لا يتعلق بحجم المساعدة المقدمة من الجمعية،
بل بمساعدتهم ودعمهم للمجتمع الذي يعيشون فيه، مضيفة «أنه شيء رائع أن يقوم أعضاء
هذه الطائفة بالمساعدة على جعل حياة الآخرين أفضل».





