مقتل مهد معلم.. «نار الغيرة» تفضح «داعش الصومال»
كشف مقتل نائب زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي في الصومال، «مهد معلم»، عن حالة التخبط التي يشهدها التنظيم هناك، وعدم قدرته على خطف الأضواء، في ظلِّ سطوة حركة شباب المجاهدين الإرهابية على المشهد الصومالي.
وقُتل «مهد معلم»، أمس الثلاثاء، الموافق 23 أكتوبر 2018 في ظروف غامضة؛ ما يؤكد حالة الانقسامات والصراعات داخل تنظيم «داعش» الارهابي في الصومال.
ورحب تقرير «بي بي سي»، فقالت أسرة الداعشي «مهد معلم»: إنه تم اغتياله وإلقاء جثمانه في ساحل ليدو في العاصمة الصومالية مقديشو.
ولفتت عائلة «مهد معلم» أنهم تلقوا اتصالًا من أشخاص مجهولين يعلنون عن مقتله، ومكان جثمانه، موضحة نقله إلى أحد مستشفيات العاصمة ومن ثم دفنه، بحسب موقع «جوهرة» الصومالي.
و«مهد معلم»، ينتمي
إلى قبيلة «مجيرتين»، وهي التي ينتمي إليها زعيم «داعش الصومال» الإرهابي عبدالقادر
مؤمن.
قبيلة «مجيرتين»
وقبيلة «مجيرتين» تعيش في أقصى الشرق الصومالي، في مناطق معروفة تاريخيًّا بممارسة الرعي والتجارة بالقرب من مدينة «بوصاصو» في ولاية «جمهورية أرض البنط» شبه المستقلة.
وطبقًا لتقارير صحفية محلية، فإن غالبية أعضاء تنظيم «داعش» ينتمون لقبيلة «مجيرتين» التي تندرج تحت القبيلة الأم «الدارودية»، وذلك في ظلِّ فشل عبدالقادر مؤمن في تجنيد مقاتلين داخل الصومال، والصراع الدائر مع حركة شباب المجاهدين الإرهابية.
كما يعتمد «مؤمن» على أبناء القبيلة المنتشرة في مدن صومالية عدة مثل، «ووأيل وقرطو وجرووي وجالكعيو»، إضافة إلى امتدادها في دول الجوار الصومالي إثيوبيا، وتنزانيا وزيمبابوي، وفي خارج إقليم القرن الأفريقي؛ حيث يوجد للقبيلة فرع في سلطنة عمان، وهو ما يعتبره قائد التنظيم فرصة للتحرك والحصول على التمويل.
ذراع صاحب اللحية
الحمراء
ولأن «مهد معلم» ينتمي إلى القبيلة نفسها التي تُشكل غالبية قيادة تنظيم «داعش»، وعُرف بأنهم محل ثقة من قِبل زعيم التنظيم «مؤمن» المعروف بصاحب اللحية الحمراء، فهذه الثقة جعلت هناك «نار غيرة» بين أبناء عشيرته المنضمين لتنظيم «داعش»، في ظلِّ مرض صاحب اللحية الحمراء.
وكان «مهد معلم» الأقرب إلى خلافة «عبدالقادر مؤمن» في قيادة «داعش الصومال» مع مرض الأخير، وعدم قدرته على إدارة الأمور داخل التنظيم، بحسب موقع «جوهرة» الصومالي.
وأوضح الموقع أن قياديين داخل مجلس تنظيم «داعش» كان وراء اغتيال «مهد معلم»؛ للحصول على قيادة التنظيم في حالة وفاة «صاحب اللحية الحمراء».
ويُعد «عبدالقادر مؤمن» تلميذ الرجل الثاني في حركة شباب المجاهدين الإرهابية محمد سعيد آتوم، الذي يعيش حاليًّا في قطر، وهو من أخطر الإرهابيين المطلوبين دوليًّا؛ حيث إنه متورط في تنفيذ العديد من العمليات بولاية بونتالند ذاتية الحكم بالصومال، وشارك في تأسيس فرع «الشباب» في تلال جالجالا، وفرضت عليه الأمم المتحدة عقوبات لضلوعه في «أعمال خطف وقرصنة وإرهاب».
قوائم الإرهاب
وأدرجت الولايات المتحدة الأمريكية «مهد معلم» يناير 2018، على قوائم المطلوبين لديها، باعتباره إرهابيًّا خطيرًا يُهدد المصالح الأمريكية ويزعزع استقرار الصومال.





