ad a b
ad ad ad

منظمات المجتمع المدني.. سلاح ناعم في محاربة الإرهاب

الأربعاء 24/أكتوبر/2018 - 01:59 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

بعد زيادة وطأة الإرهاب واشتعال نيرانه في أغلب دول العالم، خاصة دول الصراع في الشرق الأوسط، ارتأت الأخيرة منح الفرصة لمنظمات المجتمع المدني غير الحكومية للعمل جنبًا إلى جنب مع الأنظمة الاستخباراتية والعسكرية لدحر التطرف.

منظمات المجتمع المدني..

وفي إطار تفعيل دور منظمات المجتمع المدني والهيئات الثقافية في مجال التوعية ضد مخاطر التطرف، والعمل على تقويض فرص الشباب والمراهقين في الانضمام للجماعات الإرهابية، قامت وزارة العدل الأمريكية بمنح مبلغ وقدره مليون دولار لفريق من الطلاب والباحثين والخريجين من جامعة ماساتشوستس «UMass Lowell» لدعم مبادرتهم الخاصة بالتثقيف ضد الإرهاب.


وكان طلاب الجامعة قد أسسوا في عام 2016 موقعًا إلكترونيًّا أطلقوا عليه اسم «العملية 250» أو «Operation 250، وكان الهدف الأساسي من ذلك الموقع هو تثقيف الجمهور بالمخاطر الكامنة وراء تجنيد الإرهابيين، وذلك من خلال بث مواد وبرامج تعليمية أعدها القائمون على الموقع، بمساعدة مدير مركز «CTSS» لدراسات الإرهاب والأمن، البروفيسور نيل شورتلاند.


فيما يعود سبب تسمية الموقع بهذا الاسم إلى عدد المواطنين الأمريكيين ممن تركوا بلادهم؛ للانخراط في أعمال التطرف والإرهاب التي روَّج لها تنظيم «داعش»؛ حيث وصل تعدادهم وقت إطلاق الموقع إلى 250 شخصًا.


علاوةً على ذلك، أعربت إحدى القائمات على المشروع، وتُدعى تايلر كوت، عن سعادتها بالمبلغ الذي رصدته الدولة لمشروعهم، مشيرة إلى أن هذا الدعم سيمنحهم المزيد من القدرة على مواصلة العمل لتعريف الشباب بمخاطر التطرف، وتوعية أولياء الأمور بكيفية حماية أبنائهم من التجنيد لمصلحة التنظيمات الإرهابية، وذلك مع استكمال الأبحاث العلمية والمنهجية التي يجريها الموقع في هذا الملف.


وإضافة إلى الأموال، فقد منحتهم وزارة العدل فرصةً للعمل داخل المدارس والمعاهد التعليمية، وذلك عن طريق تشكيل قوافل من العاملين بالمركز غير الربحي لزيارة الطلاب الصغار والمعلمين وتوعيتهم بهذا الأمر، ومن المقرر أن يُجري «Operation 250» دراسة على هؤلاء الطلاب للوقوف على مدى فعالية البرامج التي يقدمها المركز ومدى الاستفادة منها.


يُذكر أن تلك المنحة لم تكن التقدير الأول الذي حصل عليه هذا المشروع، بل حصد المركز في العام الماضي جائزة «DOJ»، وذلك ضمن المسابقة الوطنية التي نظمتها وزارة الداخلية الأمريكية؛ لتشجيع طلاب الجامعات على مساعدة الدولة في ابتكار الأفكار والبرامج في مجال مكافحة الإرهاب، وفي عام 2017 حصلت «operation 250» على الجائزة الأولى في برنامج ديفس لويلز ديفلس ميكر والمخصص لتنمية مهارات الطلاب في تنظيم وإطلاق مشروعات خدمة المجتمع.


وفي السياق نفسه، قامت «جمعية علم النفس البريطانية» المعروفة اختصارًا بـ«BPS» بصياغة بعض الإرشادات النفسية والتوجيهات السلوكية لتنظيم عمل الأعضاء والناشطين في مجال مكافحة الإرهاب ممن يقدمون مساعداتهم للمجتمع الدولي، من خلال منظمات المجتمع المدني غير الحكومية.


وشددت الجمعية على أن صياغة تلك التوجيهات جاءت بالتوازي مع زيادة أعداد المهتمين بهذا المجال، كما أشارت رئيسة مجلس الممارسة المهنية بالجمعية، أليسون كلارك إلى أن التوجيهات الأخلاقية تمت صياغتها من قِبل كبار استشاري الطب النفسي لتدعيم العاملين بالمجال وإكسابهم المهارات اللازمة؛ لمنع الشباب من الوقوع فريسة للإرهاب والتطرف.


وفي دراسة حديثة بعنوان: «دور منظمات المجتمع المدني في مكافحة الإرهاب»، قدمتها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا «OSCE»، تم التأكيد على أهمية قيام الدول بإشراك تلك المنظمات بشكل شامل ومتعدد الأبعاد لدرء خطر الإرهاب، لافتًا إلى الدعوة السابقة التي قدمتها هيئة الأمم المتحدة لتفعيل هذا الدور على المستوى الدولي.


كما أشارت الدراسة إلى الإيجابية التي تشكلها فعاليات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية لتعزيز احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون والمساءلة الديمقراطية، ودور ذلك في تدعيم الاندماج الاجتماعي والمواطنة التي ستقلل حتمًا من فرص تحول الشباب إلى إرهابيين.


وذلك بالإضافة إلى الجهود المبذولة في معالجة العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي قد تدفع البعض لتبني أيديولوجيات مضطربة تضر بالسلام العالمي، ولذلك أوصت الورقة البحثية بضرورة تذليل العقبات التي تواجه منظمات المجتمع المدني أثناء العمل على القضايا ذات الصلة بالإرهاب، لتحقيق المشاركة الحقيقية بين المجتمع والسلطات المعنية.


اقرأ أيضًا: مكافحة الإرهاب وطرق تمويله في غرب أفريقيا.. ورشة عمل لـ«GIABA»

مؤسسي «operation 250»
مؤسسي «operation 250»
"